الياس توما من براغ: دعا الرئيس الكرواتي ستيبان ميسيتش اليوم القيادات الصربية إلى الاعتراف بالأمر الواقع المتمثل بإعلان استقلال كوسوفو واعتراف 55 دولة في العالم بهذه الجمهورية الناشئة مشددا على أن صربيا تتحمل المسؤولية وبدرجة كبيرة عن استقلال الإقليم الذي أعلن من جانب واحد استقلاله عن صربيا في السابع عشر من شباط فبراير من العام الماضي.

ورأى أن الوقت قد حان الآن كي تقبل صربيا بحقيقة أن عشرات الدول في العالم اعترفت باستقلال كوسوفو وحيث تتمتع هذه الجمهورية بحدود خاصة بها. وأضاف في حديث للقناة العامة الصربية ار تي اس بان صربيا تتحمل المسؤولية وبدرجة كبيرة عن استقلال كوسوفو لأنها لم تعرض للألبان في المحادثات الخاصة بالترتيب السياسي الدستوري للإقليم أي حل مقبول.

واعتبر أن الحل الذي طرحته بلغراد ويختصر بعبارة quot; أكثر من الحكم الذاتي واقل من الاستقلال quot; بأنه لم يكن الحل الذي يمكن البناء عليه لان وضع كوسوفو كان يجب أن يحل. واعترف أن العلاقات بين بلاده وبين صربيا قد تدهورت قليلا بعد اعتراف زغرب باستقلال كوسوفو غير أن ذلك لم يحد من العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وقد جاءت دعوة ميسيتش هذه بعد يومين من تأكيد الرئيس الصربي بوريس تاديتش من جديد أن بلغراد لن تتخلى عن الهدفين الرئيسيين لها الآن وهما التمتع بعضوية الاتحاد الأوربي والحفاظ على كوسوفو رافضا أن تطرح أية شروط على صربيا بأن تعترف باستقلال كوسوفو من أجل قبولها في الاتحاد الأوروبي. واعتبر أن مثل هذا الشرط سيكون مخالفا لمبادئ الاتحاد نفسه ولمعايير كوبنهاغن، الخاصة بقبول الدول الجديدة في الاتحاد.

في هذه الأثناء أعلن برونو فيكاريتش الناطق بلسان النيابة العامة الصربية المكلفة بجرائم الحرب بان الادعاء العام بدأ في تحديد هوية الضحايا وأفراد جيش تحرير كوسوفو الذين يشك أنهم ارتكبوا جرائم بحق الصرب المختطفين في شمال ألبانيا خلال عام 1999. ونقلت الإذاعة الصربية عنه قوله لها بأنه تم حتى الآن التعرف على حوالي 10 من أفراد جيش تحرير كوسوفو الذين يشك أنهم ارتكبوا جرائم بحق المختطفين الصرب، وأن أسر المفقودين والمختطفين الصرب من كوسوفو يساهمون في ذلك مع بعض الجمعيات من جمهورية الجبل الأسود التي من المفروض أن تقدم لادعاء صربيا حقائق محددة.

وكانت التحقيقات حول حدوث عمليات اختطاف للصرب واعتقالهم في معسكرات في شمال ألبانيا وسرقة الأعضاء البشرية منهم قد بدأت بعد نشر المدعية العامة السابقة في محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيا السابقة كارلا ديل بونتي كتابا حول هذا الأمر. وحسب تأكيداتها فإن أفراد جيش تحرير كوسوفو قد نقلوا عددا من الأسرى يصل إلى 300 أسير إلى كوكيش وتروبويه في ألبانيا وسجنوهم هناك، ومن ثم قاموا بنقل أصغرهم سنا وأقواهم إلى قرية ريبه بالقرب من بوريلية حيث تم هناك استئصال أعضائهم. وقد طلبت بلغراد من برشتينا ومن الادعاء العام في ألبانيا فتح تحقيق في هذه المعلومات لكن الطرفين رفضا ذلك.