القاهرة: أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد مليباند هنا اليوم تطور قدرات القوات الأمنية العراقية quot;بشكل يفوق دور قدرات القوات الأجنبيةquot; الموجودة حاليا في العراق لافتا إلى أن العراقيين يرغبون في تسيير أمورهم بأنفسهم. وشدد في حوار مع صحيفة (الأهرام) على اهمية وحدة العراق وامكان الحفاظ على حقوق كل العراقيين في اطار دستور البلاد مؤكدا أهمية سعي مختلف الاطراف العراقية لتحقيق quot;التوافقquot; حول quot;سياسة وسطquot; وتحقيق التنمية الاقتصادية ودعم الامن.
واعتبر أنه غير معني بالسنوات الخمس الماضية التي شابها كثير من الدم ولكنه مهتم بالسنوات الخمس المقبلة معربا عن اعتقادهquot; بأن العراق سيتحول خلالها ليكون داعما للاستقرار في الشرق الاوسطquot;.
من جانب اخر اكد مليباند قناعته بأن الحل الوحيد لانجاز السلام والاستقرار في الشرق الاوسط يتمثل في quot;اتفاق سلام اقليمي شاملquot; يعتمد في البداية على مبادرة السلام العربية quot; معتبرا ان نقطة الضعف في عملية انابوليس للسلام تمثلت في ضعف المساهمة الدولية. واعرب عن اعتقاده بان ما حدث في قطاع غزة أخيرا يمثل quot;عرضا لفشل سياسي جماعيquot; معتبرا quot;ان مأساة الفلسطينيين هي مصدر لظلم يقع بهم وانعدام الامن لاسرائيلquot;. واضاف ان مؤتمر شرم الشيخ المرتقب للمانحين سيكون quot;نقطة انطلاقquot; لمشاركة دولية فعالة منوها بدور مصر وتصميمها على تحمل مسؤولية المؤتمر وتحقيق المصالحة الفلسطينية والسلام.
واشار الى ان بريطانيا تطالب كلا من حماس وفتح بدعم جهود مصر في اقامة حكومة تكنوقراط انتقالية غير فصائلية تنهض بمهمة المعونات الانسانية واعادة الاعمار والاعداد للانتخابات واصفا مهمة مصر بهذا الخصوص بأنها quot;صعبة للغايةquot; داعيا الجميع الى دعمها. ووصف في هذا الاطار زيارته الاخيرة الى مصر بأنها كانت quot;متعددة ومهمةquot; من بينها التحضير لمؤتمر شرم الشيخ لاعمار غزة ودعم جهود ودور مصر الذي تثمنه بريطانيا بالاضافة الى التحضير لما وصفه ب quot;شراكة أعظمquot; بين البلدين اقتصاديا وسياسيا وتعليميا وثقافيا.
وردا على سؤال اكد مليباند ان بلاده تدعم اجراء تحقيقات فيما يقال عن جرائم حرب وقعت في غزة quot;على الجانبينquot; اثناء العدوان الاسرائيلي الاخير مشيرا الى دعم بريطانيا للسكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون في المطالبة باجراء تحقيق في الهجوم على منشآت المنظمة الدولية في غزة.
على صعيد أخر أكد وزير الخارجية البريطاني استقلالية المحكمة الدولية الجنائية وعدم تسييسها فيما يتعلق بأمر توقيف الرئيس السوداني عمر البشير معتبرا أن هناك فرصة للحكومة السودانية للتعاون بشكل فعال مع المحكمة. واعرب عن اعتقاده بأنه يجب على كل الدول - حتى غير الموقعة على اتفاقية المحكمة - التأكيد على احترام حقوق الانسان معتبرا ان تعاون الحكومة السودانية سيعد بادرة حسن نية بالاضافة الى كونه اشارة للالتزام بحقوق الانسان. واكد مليباند في الوقت نفسه سعي بريطانيا لدعم استقرار السودان وتأييدها الاتفاق بين الشمال والجنوب في عام 2004 معتبرا أن تصميم بلاده على دعم عمل المحكمة الجنائية الدولية يأتي من منطلق سعيها لدعم استقرار السودان وتحقيق العدالة.
التعليقات