مقديشو: حثت الامم المتحدة الصوماليين الذين يعيشون في الخارج على ادانة عنف المتمردين وتأييد الادارة الجديدة للرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد التي تعقد أول اجتماع لها في مقديشو يوم السبت.
ويحاول أحمد تشكيل حكومة وحدة شاملة هي المحاولة الخامسة عشر خلال 18 عاما لارساء الاستقرار في الصومال الواقع في منطقة القرن الافريقي والذي تخشى واشنطن أن يصبح ملاذا امنا للمتشددين الذين تربطهم صلات بتنظيم القاعدة.
وهاجم متمردون بينهم اسلاميون متشددون من حركة الشباب قوات حكومية وقوات حفظ سلام تابعة للاتحاد الافريقي يومي الثلاثاء والاربعاء مما تسبب في نشوب أعنف المعارك التي تشهدها المدينة خلال أسابيع. وقتل أكثر من 80 شخصا غالبيتهم من المدنيين.
وقالت جماعة محلية لحقوق الانسان في مقديشو ان اشتباكات الاسبوع الماضي شردت نحو 17 ألف شخص مضيفة أن 29 امرأة و12 طفلا بين القتلى.
وقال أحمدو ولد عبد الله مبعوث الامم المتحدة في الصومال في خطاب مفتوح الى الصوماليين في الشتات ان عودة الوزراء الى مقديشو أثبتت احراز تقدم باتجاه السلام بشكل أسرع مما كان يتمناه غالبية الصوماليين أو المجتمع الدولي.
وطلب ولد عبد الله من الصوماليين في الشتات أن يقولوا لهؤلاء الذين يريدون أن يبقى الصومال بلدا منقسما في القاع أن يتوقفوا ويركزوا على عملية السلام وعلى أنفسهم وعلى عائلاتهم والاشخاص الذين لا يجلبون عليهم سوى البؤس.
وقتل أكثر من 16 ألف مدني في أعمال التمرد التي بدأت في الصومال قبل عامين واضطر مليون شخص الى النزوح عن ديارهم كما يعتمد أكثر من ثلث السكان على المساعدات ودمرت نيران القذائف أجزاء كبيرة من العاصمة وتركتها خاوية.
وحازت حركة الشباب على تأييد بصفتها واحدة من جماعات التمرد الكثيرة التي تحارب القوات الاثيوبية التي كانت تدعم الحكومة الصومالية السابقة. وساعد انسحاب القوات الاثيوبية على تهدئة روع بعض الصوماليين لكن حركة الشباب وجهت نيران أسلحتها الان الى بعثة حفظ السلام الصغيرة التابعة للاتحاد الافريقي وحكومة شيخ شريف أحمد.
وقالت حركة الشباب - التي أدرجتها الولايات المتحدة رسميا على قائمة المنظمات الارهابية الاجنبية والتي تربطها صلات قوية بتنظيم القاعدة - يوم السبت ان كثيرا من الشبان تطوعوا لشن هجمات انتحارية على قوة الاتحاد الافريقي التي تضم 3500 جندي من أوغندا وبوروندي.
وأضافت في موقعها على شبكة الانترنت أن لديها الكثير من المراهقين الذين يتنافسون لتدرج أسماؤهم على قائمة الانتحاريين. وقالت انهم مستعدون وبشجاعة لاختراق الدفاعات الضعيفة لمن وصفته بالعدو.
وقتل تفجيران انتحاريان 11 من قوات حفظ السلام من بوروندي مطلع الاسبوع الماضي خلال عملية نفذتها حركة الشباب على قاعدة لقوات حفظ السلام.
وقال الرئيس الصومالي يوم السبت للصحفيين في مقديشو ان قوات الاتحاد الافريقي ستغادر البلاد بمجرد أن يتوصل الصوماليون الى اتفاق سلام شامل.
وتابع أنه ليست هناك حاجة لمزيد من اراقة الدماء مشيرا الى أن كل الاطراف مسلمة وأن أولوية الحكومة ستكون تطبيق الشريعة الاسلامية.
وقال ولد عبد الله ان المتمردين يشعرون بالغيرة من أحمد الزعيم الاسلامي المعتدل السابق وأضاف أنه لن يتم السماح لهم بالاستمرار في أعمال القتل والخطف.
وأضاف أن الحركة ربما تكون قد قتلت في السابق رفاقا لها وشاهدت المجتمع الدولي وهو يكتفي بتنظيم مؤتمر لمناقشة قضية الصومال مرة بعد مرة لكن هذا الوضع كان في الماضي اذ أن شعب الصومال وأصدقاءه وجيرانه ضاقوا ذرعا باراقة الدماء التي لا تنتهي وقال انهم لن يقبلوا بها بعد ذلك كما لن يقبل بها المجتمع الدولي.
التعليقات