رام الله: قال خافير سولانا المفوض الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي إن المراقبين الأوروبيين سيعودون إلى معبر رفح بين قطاع غزة ومصر فور إعادة فتحه.
وكان سولانا يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقب اجتماعهما في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
وأكد عباس في المؤتمر الصحفي التزامه بتحقيق المصالحة مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، وهي خطوة تعتبر ضرورية لإعادة فتح المعبر.
في حين قال سولانا إن المعونة الجديدة التي رصدها الاتحاد الأوروبي للفلسطينين والتي ستستخدم في إعادة بناء غزة سترسل عبر حكومة عباس وليس إلى حماس.
وكان الاتحاد الأوروبي قد تعهد بتقديم منحة تتجاوز نصف مليار دولار للفلسطينيين هذا العام، يستخدم بعضها في إعادة إعمار قطاع غزة بعد الحرب التي شنتها إسرائيل عليه الشهر الماضي.
وقالت بينيتا فيريرو ـ فالدنر مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الجمعة إن الاتحاد سيقدم المعونات لإزالة الركام والقذائف غير المتفجرة وتمويل برامج عمل وتوفير مأوى لمن يحتاجه إضافة إلى توفير المساعدة للأطفال الذي يعانون من الصدمة.
وسيتم الإعلان عن هذه المنحة رسميا في مؤتمر إعمار غزة الذي سيعقد الإثنين المقبل في مدينة شرم الشيخ المصرية.
وكان خافيير سولانا المفوض الاعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الاوروبي قد زار قطاع غزة صباح الجمعة في زيارة هي الاولى من نوعها منذ سيطرة حركة حماس على القطاع في يونيه/حزيران 2007.
كما زار بعدها مدينة سديروت الإسرائيلية على الحدود. ودخل سولانا شمال القطاع عبر معبر بيت حانون حيث أدلى بتصريحات أكد فيها على استعداد الاتحاد الأوروبي للعمل والمشاركة في إعادة تشغيل معبر رفح البري الفاصل بين القطاع ومصر، وفي إعادة فتحه بتوافق كل الأطراف في إشارة إلى الأطراف الفلسطينية.
وأكد المفوض الاعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الاوروبي على دعم الاتحاد لجهود المصالحة الفلسطينية التي ترعاها مصر، إلا أنه أكد أن الإتحاد سينتظر ما ستسفر عنه هذه الجهود قبل اتخاذ موقف ما بشأن رفع الحصار عن حماس.
وقال سولانا إنه جاء إلى غزة ليعرب عن تضامنه مع السكان المدنيين.
كما زار قطاع غزة أيضا وزير الخارجية النرويجي يوناس جاهر ستورا الذي قال إنه يعتزم إعداد تقرير شامل حول مشاهداته في القطاع ونتائج زيارته.
وجاءت زيارة ستورا للقطاع بعد قيامه الخميس بزيارة إسرائيل والالتقاء برئيس وزرائها المنصرف إيهود أولمرت وزيارة الضفة الغربية ولقاء رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية سلام فياض.
وأضاف ستورا أثناء زيارته لغزة أنه سيرفع التقرير إلى مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة في مدينة شرم الشيخ المصرية والذي ترأسه بلاده بالاشتراك مع مصر، ويحضره الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.
ووصف ستورا الدمار الناجم عن الحرب بأنه quot;دمار لا معنى له، يدمر حياة الناس العاديين ويخلق البؤس لا السلام أو الأمنquot;.
وألقى ستورا بالمسؤولية في التسبب في الحرب على quot;المسلحين الذين يطلقون الصواريخ quot;إلا أن الدمار الذي شاهدناه هنا يتجاوز بكثير حدود الرد الذي تسمح به القوانين الدوليةquot;.
وبعد وصوله إلى القطاع عبر المنطقة الشمالية توجه المفوض الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي إلى منطقة المدرسة الأميركية في بيت لاهيا التي دمرت بفعل القصف الإسرائيلي أثناء الحرب الأخيرة.
كما شملت جولته مدارس أخرى تعرضت للقصف، ومناطق أصابها دمار كبير خاصة في المنطقة الشرقية من جباليا.
كما زار سولانا مقر قيادة وكالة غوث وتشغيل اللاجئبن بعد تفقد مخازنها التي أحرقت بفعل القذائف الإسرائيلية في الحرب والالتقاء بموظفيها.
ولم يلتق سولانا أو ستورا بمسؤولي حركة حماس، اذ ان الاتحاد الاوروبي يصنفها ضمن المنظمات الارهابية.
إلا أن الزيارتين اللتين تأتيان بعد زيارة لساسة أميركيين بينهم السناتور الأميركي جون كيري الأسبوع الماضي تعكسان اهتماما أكبر لدى المجتمع الدولي بالقطاع المعزول بشكل كبير منذ سيطرة حماس عليه.
والنرويج التي استضافت محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وانتهت باتفاق أوسلو الذي حمل اسم عاصمتها كانت الدولة الغربية الوحيدة التي اعترفت بحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تألفت عام 2007.
واعلن الجيش الإسرائيلي صباح الجمعة أن مسلحين أطلقوا صاروخا انفجر بالقرب من مزرعة تعاونية صباح الجمعة، إلا أنه لم يسفر عن أي إصابات.