طرابلس: انتقدت مؤسسة القذافي التعديلات الوزارية التي اعلنها مؤتمر الشعب العام (البرلمان)، معتبرة انها تتكون من quot;الوجوه المكررة نفسهاquot; وشكلت quot;بطريقة التعيينquot;، مؤكدة انه quot;لا حل للخروج من هذه العادة الا بالدستورquot;. وقال مصدر رسمي في المؤسسة التي يرأسها سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي ان quot;اللجنة الجديدة ليست جديدة وتشكلت بطريقة التعيين التي لم تعد مقبولة وتتكون من نفس الوجوة المكررةquot;.

واضاف هذا المصدر ان quot;اللجنة الجديدة لن تنجح ولن تستمر وستكون مؤقتة لتصريف الامور ولن تتجاوز مدتها ستة اشهرquot;. واكد انه quot;لا حل للخروج من هذة العادة الا بالدستور وحزمة من القوانين الجديدة التي ينبغي ان تكون محل نقاش مستمر خلال هذة الستة اشهرquot;. وخصص تلفزيون quot;الليبيةquot; المقرب من سيف الاسلام القذافي مساحة من بثه لتلقي انتقادات من مختلف شرائح المجتمع.

وقال عبد الله مسعود وهو مستشار قانوني، للقناة ان quot;هذا الاختيار خيبة امل لكل الليبين وكأن ليبيا لم تلد الا هؤلاء الاباطرة ليخلقوا لنا احباطات اخرىquot;، مشيرا الى ان quot;حكومة البغدادي فشلت فلماذا الاصرار على تمديد مدتها؟quot;. واكد جمعة الاسطى امين غرف التجارة والصناعة الليبية ان quot;الوزارة الجديدة لا تختلف عن سابقاتها (...) مجموعة من نفس الاشخاص على مدى اربعين عاما ليس لديهم خطة او استراتجيةquot;.

اما صحيفة quot;قوريناquot;، فقد رأت ان quot;التغير كان متوقعاquot;، لكنها قالت ان التعديلات quot;لم تأت بجديد ولا ترقى الى مستوى امال وطموحات الليبيين (...) ولم تتعد كونها عملية تحريك لبعض العناصر التي طالما شغلت مواقع مماثلةquot;. كما انتقدت صحيفة quot;اوياquot; في رسم كاريكاتوري التعديل الوزاري.

موسى كوسا

وزير الخارجية الليبي الجديد موسى كوسا كان في السنوات الاخيرة في صلب المفاوضات والاحداث التي سمحت بعودة ليبيا الى المجتمع الدولي. ويعتبر كوسا (59 عاما) رئيس اجهزة الاستخبارات منذ 1994، الرجل القوي في اللجان الثورية ويحظى بثقة الزعيم الليبي معمر القذافي. وكان كوسا طرفا في الملفات الليبية الكبرى خصوصا في افريقيا وعلاقات طرابلس مع الغرب.

وكان مفاوضا رئيسيا في قضية الممرضات الخمس والطبيب البلغار الذين اطلق سراحهم في تموز/يوليو 2007 بعد ثماني سنوات امضوها في السجن في ليبيا. واضطلع كذلك بدور كبير في تفكيك البرنامج النووي الليبي العام 2003 ما فتح الباب امام رفع الحظر التجاري الذي كانت تفرضه الولايات المتحدة على ليبيا منذ العام 1986. وهو معروف خصوصا لدوره في تسوية ملفي التعويضات في اعتداءي لوكربي (1989، 270 قتيلا) وطائرة دي سي-10 التابعة لشركة يوتا (1989,170 قتيلا) ما رفع اخر العوائق امام تطبيع العلاقات بين ليبيا والدول الغربية.

وبات كوسا وهو من طرابلس يجسد الانفتاح. وهو من عائلة متواضعة. وقد حصل على منحة وحاز شهادة ماجستير من جامعة ميشيغن في 1978 وبدأ حياته المهنية في اجهزة الاستخبارات كمسؤول عن امن السفارات الليبية في اوروبا الشمالية. وفي 1980 عين سفيرا لليبيا في لندن قبل ان يطرده البريطانيون في السنة ذاتها بعدما اكد عزمه على quot;تصفية اعداء الثورةquot; على الارض البريطانية.

في 1984 انضم الى quot;المثابةquot; وهي مؤسسة تنسيق حركات التحرير عبر العالم ولا سيما في افريقيا واميركا اللاتينية. وشغل منصب نائب وزير الخارجية بين 1992 و1994 وعين بعدها رئيسا لاجهزة الاستخبارات وهو منصب شغله حتى تعيينه وزيرا للخارجية الاربعاء.

وفي ما يلي اسماء اعضاء الحكومة الليبية الجديدة التي انبثقت عن تعديل وزاري الاربعاء اعلنه مؤتمر الشعب العام في ليبيا (البرلمان):

- رئيس الوزراء البغدادي المحمودي (لم يتغير)

- وزير الخارجية موسى كوسا (جديد)

- وزير الاقتصاد والصناعة والتجارة محمود حويج (غير حقيبته)

- وزير المال عبد اللطيف محمود زليطني (غير حقيبته)

- وزير التربية والتعليم العالي عبد الكريم الفخري (جديد)

- وزير الزراعة والموارد الحيوانية والبحرية ابو بكر المبروك المنصوري (لم يتغير)

- وزير الصحة والبيئة محمد حجازي (جديد)

- وزير الامن الوطني عبد الفتاح يونس العبيدي (لم يتغير)

- وزير الشؤون الاجتماعية ابراهيم زروق الشريف (لم يتغير)

- وزير النقل والاتصالات محمد علي زيدان (جديد)

- وزير العدل مصطفى محمد عبد الجليل (لم يتغير)

- وزير البنى التحتية معتوق محمد معتوق (غير حقيبته)