بغداد:قال الجيش الاميركي يوم الاحد إنه سيخفض عدد قواته في العراق بنحو 12 الف جندي في الشهور الستة المقبلة في اطار خطة الرئيس الامريكي باراك اوباما لانهاء العمليات القتالية في اغسطس اب 2010. وقبل ذلك بساعات قتل مفجر انتحاري 28 شخصا عندما فجر نفسه وسط حشد لمجندين جدد امام اكاديمية الشرطة في بغداد في اول هجوم كبير بالعاصمة خلال قرابة شهر.

وقال الجيش الاميركي في بيان quot;ان لواءين مقاتلين كان من المقرر اعادة نشرهما في الشهور الستة المقبلة مع قوات الدعم الخاصة بهما من أسلحة مثل الامداد والتموين والمهندسين والمخابرات لن يتم احلال قوات أخرى محلهما.quot; وقال الميجور جنرال ديفيد بركنز المتحدث باسم القوات الامريكية في العراق ان خفض عدد الالوية الامريكية المقاتلة في العراق من 14 الى 12 سيخفض بنحو 12 ألفا عدد الجنود الامريكيين الذين يصل عددهم حاليا الى 140 الف جندي.

وبعد ست سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق للاطاحة بصدام حسين يعتزم اوباما سحب كل القوات المقاتلة من هناك بنهاية اغسطس اب 2010 وترك ما بين 35 و50 ألف جندي لدعم وتدريب الجنود العراقيين وذلك في اطار تحويل واشنطن لتركيزها الى افغانستان.

وأمر اوباما الشهر الماضي بارسال 17 ألف جندي اضافي الى افغانستان في اطار خطته للتصدي للتمرد المتنامي هناك والوفاء بوعود الحملة الانتخابية بانهاء الحرب في العراق التي لا تحظى بدعم شعبي.

ووفقا لاتفاقية امنية بين الولايات المتحدة والعراق ابرمها الرئيس الاميركي السابق جورج بوش وبدأ سريانها في أول يناير كانون الثاني يتعين على الولايات المتحدة سحب كل قواتها من العراق بنهاية 2011.

وقال بركنز خلال مؤتمر صحفي ان اربعة الاف جندي بريطاني سيغادرون العراق ايضا في الشهور المقبلة. وتراجع مستوى العنف في العراق بشكل حاد بعد أن اودى بحياة عشرات الالاف من العراقيين واكثر من 4500 جندي اجنبي منذ عام 2003.

وقال بركنز ان العنف الان عند ادنى مستوياته منذ اغسطس اب 2003 وان العراق في quot;وضع مستقرquot;. لكن العراق لا يزال مكانا خطرا ويواصل المسلحون شن هجمات متواترة في مناطق مثل الموصل في الشمال التي ينظر اليها على انها اخر معاقل القاعدة في المدن.

وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ quot;ان ما حدث اليوم لن يقوض التحسنات الامنية الاجمالية.quot; ويتبنى الجنرال راي اوديرنو قائد القوات الاميركية في العراق منهجا حذرا في سحب القوات من بلد يخشى كثيرون ان يعود ثانية الى اراقة الدماء على نطاق واسع.

وقال بركنز ان الجيش سيعيد توزيع القوات في شتى انحاء البلاد مع تناقص عددها. ومضى يقول quot;سنعيد توزيع القوات في شتى انحاء البلاد... وفقا لمستوى التهديد.quot; وقال quot;لا نشعر بأي حال بأننا حققنا الانجاز الامثل. فنحن نعرف ان القاعدة ما زالت رغم التقليص الشديد لقدراتها واعدادها تسعى جاهدة الى اثبات وجودها في العراق.quot;

ويثير استمرار العنف تساؤلات بشأن مدى استعداد القوات العراقية لتولي مسؤولية الامن قبل شهور قليلة فقط من انسحاب القوات الامريكية المجهزة بشكل افضل والمدربة بمستوى اعلى من المدن العراقية.

وقال بركنز ان القوات الاميركية ستواصل القيام بعمليات في المدن بعد ذلك اذا طلبت الحكومة العراقية منها ذلك. وتركز القوات الاميركية بمختلف انحاء العراق بشكل متزايد على تدريب القوات المحلية التي زادت صفوفها بمئات الالاف منذ حلها المسؤولون الامريكيون عام 2003.

وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال اجتماع مع مسؤولين في نشرات أخبار قنوات فضائية ان الحكومة العراقية تشعر بانها تمتلك القدرة الان على ملء اي فراغ ينجم عن رحيل القوات الامريكية. واضاف دون الخوض في التفاصيل ان وزارة الدفاع تتفاوض بشأن عدة عقود لشراء اسلحة لقوات الشرطة والجيش.

وتشمل التهديدات المستمرة لاستقرار العراق الانقسامات العميقة بشأن السلطة والثروة بين المالكي ومنافسيه السياسيين.

ويمكن ان تتفاقم مثل هذه الخلافات مع استعداد العراق لانتخابات عامة في ديسمبر كانون الاول ولا سيما الاحتكاكات بين المالكي والاقلية الكردية التي تسعى الى نفوذ اكبر لمنطقتها شبه المستقلة في الشمال.

وأشار وزير الدفاع الاميركي روبرت جيتس الى انه ينبغي للولايات المتحدة أن تكون مستعدة للابقاء على تواجد عسكري quot;محدودquot; لمساعدة القوات العراقية بعد 2011 اذا طلبت منها ذلك الحكومة العراقية.

ولكن الدباغ استبعد هذا الاحتمال فيما يبدو في تصريحاته في حضور مسؤولين امريكيين يوم الاحد قائلا quot;ان الحكومة العراقية ليس لديها اي نية لقبول وجود قوات اجنبية بعد 2011.quot;