نواكشوط: إتهم زعماء المعارضة الموريتانية الرئيس الليبي، معمر القذافي، بالإنحياز إلى جانب قادة الإنقلاب العسكري على حساب الشرعية، معتبرين أن هذا لا ينسجم مع وظيفته كرئيس للاتحاد الإفريقي، حين دعا الموريتانيين إلى التركيز على ما بعد موعد الانتخابات المقبلة التي حددها المجلس العسكري الحاكم.

ففي كلمة له أمام الفعاليات الشعبية الموريتانية، دعا القذافي quot;الموريتانيين الوطنيين المخلصين إلى وعي هذه الوضعية واعتماد سياسة التهدئة والتفاهم بدل التصعيد والتوترquot;، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الموريتانية الرسمية.

وأكد القذافي أهمية أن يتجاوز الشعب الموريتاني سيناريو ما مضى، أي الانقلاب العسكري، والعمل من أجل موريتانيا جديدة اعتبارا من السادس من يونيو/حزيران المقبل، وبناء دولة موريتانية تقوم على أسس جديدة. هذه الدعوة دفعت بأعضاء الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية، المناوئة للانقلابيين، إلى الانسحاب، وخصوصاً بعد أن قال القذافي quot;أيكم مع موريتانيا السادس من يونيو/حزيران 2009 فإلى الأمام.quot;

وفي هذا الإطار، قال النائب في البرلمان الموريتاني عن حزب اتحاد قوى التقدم، محمد المصطفي ولد بدر الدين، في تصريح خاص لوكالة الأخبار المستقلة quot;إن تصريحات الزعيم الليبي معمر القذافي الأربعاء هي تتويج لسلسة من المواقف غير النزيهة تجاه الأزمة الموريتانية ومتسقة تماما مع تاريخه وتفكيره.quot;

وقال ولد بدر الدين إن كل الإشارات كانت تقول إن العقيد الليبي، معمر القذافي، quot;غير مؤهل للوساطة بحكم مواقفه من أطراف الأزمة السياسية ومواقفه من الشرعية والقانون.quot;

وأوضح أن القذافي يرفض القرارات الدولية التي تم بموجبها تفويضه كوسيط في الملف الموريتاني، ويرفض الشرعية، معتبراً أن تصريحاته (القذافي) غير مفاجئة للجبهة لأنها تتسق، بحسب قوله، وتاريخه السياسي وتفكيره تجاه الديمقراطية والانقلابات العسكرية.

من جانبه، وصف رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية، أحمد ولد داداه، تنظيم انتخابات في ظل الأزمة الموريتانية الراهنة بأنه سيكون quot;فكرة سيئة للغايةquot;، ملمحاً إلى عدم نيته المشاركة فيها.

وانتقد ولد داداه بشدة حكم العسكر قائلا إن quot;أي شيء لم يتغيرquot; في ظله، كما انتقد الرئيس المعزول، ولد الشيخ عبد الله، معتبراً أنه وصل الحكم عبر quot;التزوير والضغوطquot; وفقاً لما نقلته وكالة الأخبار الموريتانية المستقلة عن تصريحات أدلى بها لصحيفة quot;جون آفريكquot; الباريسية نشرت في طبعتها لهذا الأسبوع. أما النائب البرلماني، المصطفى ولد اعبيد الرحمن، فقد استغرب انسحاب قادة الجبهة إثر تصريحات القذافي، وقال إن الأجواء الحالية مشجعة على الحوار.

وقال ولد اعبيد الرحمن: quot;نحن ندرك في الأغلبية أن العودة للماضي غير ممكنة، والقذافي لم يضف جديداً في الأزمة وكل التصريحات التي قيلت داخل الجلسة المغلقة كانت مشجعة ولا أحد يمكنه التحكم في كلام الزعيم الليبي معمر القذافي.quot;

القذافي يدعو لدولة فاطمية وينتقد الأمويين

من جهة ثانية، قال الزعيم الليبي معمر القذافي، أمام حشد من الموريتانيين والأجانب، إن الأشراف اضطهدوا وتعرضوا للتنكيل منذ تعرض آل البيت لهزيمة أمام أنصار معاوية بن أبي سفيان، الذي وصفه بالقاسي حتى على المسلمين، بينما كان عليٌّ لين القلب وقد دخل حربا مفروضة عليه.

وتعرض الزعيم الليبي معمر القذافي للأزمة التي دارت في صدر الإسلام قائلا إن آل البيت اضطروا إلى الفرار نحو مناطق شاسعة من إفريقيا وأوربا وتغيير أسمائهم بعيد الهزيمة، مشبهاً معاملة أنصار معاوية لهم بمعاملة المسلمين في اسبانيا بعد سيطرة المسيحيين. وقال الزعيم الليبي معمر القذافي إن قيام الدولة الفاطمية من شأنه إنهاء مأساة الأشراف، لأنها الدولة التي تبنى على العلم والثقافة والتوسع نحو أرجاء المعمورة.

وأنتقد الزعيم الليبي ما أسماه ظهور بعض الفرق الضالة كالسلفية والزندقة والجماعة الإسلامية المسلحة مشددا على أن الفرق كانت وبالا على التاريخ السياسي الإسلامي وأن الحل يكمن في ظهور الدولة الفاطمية التي كانت، وفق رأيه، أساساً لنهضة المسلمين لمدة 270 سنة.

ودعا القذافي الدول الإسلامية إلى وقف اضطهادها للأقليات الإسلامية الموجودة على أراضيها من بقايا الفاطميين والسماح لهم بالعمل بكل حرية دون الخوف من الملاحقة التي قال إنها يجب أن تتوقف لأن زمن اضطهاد الأشراف ولّى.