واشنطن تدعو إلى الهدوء في باكستان
دير الله يار (باكستان): قال منظم احتجاج يوم الجمعة أن محامين باكستانيين سيصعدون من إحتجاجهم في أنحاء البلاد في تحد للحكومة رغم أعمال الضرب والإعتقالات التي يتعرضون لها من قبل الشرطة. ويهدد الاحتجاج الذي نظمه محامون وأحزاب معارضة سعيا لاستقلال الهيئة القضائية باحداث فوضى بينما تكافح حكومة الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري للسيطرة على حركة تمرد اسلامية متنامية وانعاش اقتصاد متراجع.

وقال علي أحمد كرد رئيس المحكمة العليا للصحفيين في اقليم بلوخستان quot;بعد الطريقة التي تعرض بها محامونا للضرب والاعتقال قررنا تعزيز كفاحنا.quot; وأطلق محامون يرتدون بذلات سوداء ونشطاء في المعارضة يلوحون بالاعلام ما أسموه مسيرتهم الاحتجاجية الطويلة في مدينتي كراتشي وكويتا يوم الخميس رغم وجود حظر على المسيرات واعتقال مئات النشطاء.

واشتبكت قوات شرطة تحمل الهراوات مع المحتجين في كراتشي عاصمة اقليم السند واعتقلوا العديد من قادة المحتجين بينما كانوا يحاولون وقف قافلة من السيارات والحافلات كانت تغادر المدينة.

وفي اطار محاولتها لاحباط الاحتجاج تحاول الحكومة المدنية في باكستان والتي وصلت الى الحكم قبل عام أيضا تجنب أي خلاف قد يتصاعد بسهولة الى أعمال عنف في الشوارع. وجهود باكستان للقضاء على جيوب طالبان والقاعدة على الحدود الافغانية مهمة للغاية بالنسبة للخطط الاميركية لنشر الاستقرار في أفغانستان والانتصار على القاعدة.

واخر ما تريده الولايات المتحدة هو أن ترى اضطرابات سياسية في باكستان. واذا خرجت الازمة عن السيطرة فان الجيش الباكستاني الذي حكم البلاد لاكثر من نصف تاريخها الممتد منذ 61 عاما قد يشعر أنه مضطر للتدخل. وقال مكتب الرئيس الباكستاني ان زرداري تحدث هاتفيا مع ريتشارد هولبروك المبعوث الاميركي الخاص لباكستان وأفغانستان والسفيرة الامريكية أن باترسون لمدة 30 دقيقة يوم الخميس.

وقال روبرت وود وهو متحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ان سبب المكالمة الهاتفية واتصالا منفصلا بين باترسون وزعيم المعارضة الباكستانية نواز شريف هو تأكيد رغبة الولايات المتحدة في تجنب العنف واحترام حكم القانون وألا تكون هناك عوائق في طريق النشاطات السلمية الديمقراطية في باكستان. وتحدث زرداري أيضا مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند.

وأعرب نواز شريف رئيس الوزراء السابق عن دعمه الكامل للمحامين مما يضعه في مواجهة مفتوحة مع زرداري. ووصف شريف الاحتجاج بأنه يمثل لحظة حاسمة بالنسبة لباكستان وذلك بعدما غضب بسبب قرار المحكمة العليا منعه هو وشقيقه من تولي أي منصب منتخب وطرد زرداري حزبه من اقليم البنجاب وفرض الحكم المركزي هناك. وقال ظفار اقبال جاجرا الامين العام لحزب شريف ان العشرات من قياديي الاحزاب الاخرى اعتقلوا في مدينة بيشاور شمال غرب البلاد يوم الجمعة.

وأوقفت الشرطة أيضا كرد وزملاءه في قافلة تضم عشرات السيارات ببلدة دير الله يار على الحدود بين اقليم بلوخستان والسند. ويتمنى المحتجون الاجتماع في اسلام اباد يوم الاثنين للمطالبة باعادة تعيين كبير قضاة المحكمة العليا افتخار تشودري الذي كان الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف قد أقاله في 2007. وقالت الحكومة انها لن تسمح للمسيرة بالوصول الى وسط العاصمة.