أشرف أبوجلالة من القاهرة: تحت عنوان quot;الرئيس الباكستاني علي آصف زرداري قد يصبح رئيسا صورياquot;، علقت اليوم صحيفة لوس أنجليس تايمز الأميركية علي حقيقة المتغيرات وحالة الحراك السياسي المحتدمة التي شهدتها البلاد علي مدار الأيام القليلة الماضية، وبخاصة بعد إعلان رئيس الوزراء عودة الرئيس السابق للمحكمة العليا محمد افتخار شودري إلى منصبه ابتداءً من 21 مارس الجاري تنفيذاً لوعد سابق له وللرئيس آصف زرداري، تلك الخطوة التي اعتبرها المحللون تراجعاً وضعفاً من الحكومة وانصياعاً لمطالب المعارضة. وفي بداية تقريرها، قالت الصحيفة أنه وبعد مرور يوم واحد من الاحتفالات الشعبية بعودة شودري إلي منصبه، لم يظهر زرداري واختفي تماما عن الأنظار.

وأضافت الصحيفة بقولها أن الرئيس الذي يبلغ من العمر 52 عام، والذي وهنت جماهيريته حتي قبل الأزمة الباكستانية التي شهدتها باكستان مؤخرا ً، كان مثل الضيف غير المرحب به يوم الاثنين الماضي خلال تواجده باحدي الحفلات الوطنية الأجشة، وقد سخر منه نتيجة لمعاملته غير المنصفة مع الناشطين الذين حملوا علي أكتفاهم قضية الرئيس السابق للمحكمة العليا محمد افتخار شودري. وقالت الصحيفة أن التساؤلات التي تتبادر الآن في أذهان الدبلوماسيين والمحللين والمواطنين العاديين في باكستان تتمحور حول إذا ما كان زرداري، الذي يبدو وكأنه قد أساء فهم الرأي العام، سيكون قادرا ً علي القيام بدوره المزدوج كرئيس للدولة وزعيم لحزب الشعب الباكستاني.

وأشارت الصحيفة إلي أن عدد كبير من أبرز أعضاء حزب الشعب قد شعروا بالصدمة إزاء الإجراءات الاستبدادية التي أمر بها زرداري في محاولة لقمع مسيرة لأنصار زعيم المعارضة نواز شريف وأعضاء من حركة المحامين التي تناضل منذ عامين من أجل إعادة شودري إلي منصبه. وأوضحت الصحيفة أن الحملة القمعية التي قام بشنها زرداري اشتملت علي اعتقال مئات الأشخاص وفرض القيود الصارمة على التجمعات السياسية. فقد تقدمت شيري رحمان وزيرة الإعلام باستقالته قبل عدة أيام احتجاجا علي القيود التي هددت محطة Geo التليفزيونية الشهيرة.

ووسط ردود الفعل المثارة ضده خلال هذه الأثناء، نقلت الصحيفة عن معلقين قولهم أن الدور الذي يقوم به زرداري ربما يتقلص ويصبح نتيجة لذلك رئيسا صوريا، بينما ستتزايد الصلاحيات التي سيكتسبها رئيس الوزراء يوسف رضا غيلاني، الذي لم تطاله حالة الجدل المثارة إلي حد كبير.

ونقلت الصحيفة عن أحمد بلال محبوب، المدير التنفيذي لمعهد الشفافية والتنمية التشريعية في باكستان :quot; يمر حزب الشعب بوضعية صعبة بعد التطورات التي حدثت مؤخرا ً، كما أن شعور المرء بأن دوره يقلص من أحد منافسيه هو أمر مرير بلا شك quot;. كما أكد بعض المحللين علي أنه من الممكن حدوث انشقاق بين المعسكرين المؤيد والمناهض لزرداري بداخل حزب الشعب. كما أكدت الصحيفة من جانبها علي أن حالة العزلة التي يعيشها زرداري داخل حزبه من ناحية، ومن جانب شعبه من ناحية أخري، أصبح أمرا متكرر الحدوث في ظل تصاعد حدة الأزمة. وكان يتزامن ذلك مع اضطرار الناطق باسمه أن ينفي الأقاويل التي ترددت عن أنه يعتزم التقدم باستقالته. وبرغم البيان الذي أصدرته السفارة الأميركية في باكستان للإثناء علي قرار إعادة شودري لمنصبه، إلا أن مبعوثين أجانب أكدوا من جانبهم علي حقيقة فقدان زرداري لزهوته القوية داخل وخارج حزبه