إسلام أباد: يقول محللون أن قائد الجيش الباكستاني لعب دورا حاسما من وراء الكواليس في حل أزمة سياسية هذا الأسبوع مما يشير إلى كيف يمكن أن يستغل الجيش الذي له سجل في الاستيلاء على السلطة نفوذه في المستقبل. ووافقت الحكومة المدنية التي مضى على تشكيلها عام واحد بقيادة الرئيس اصف علي زرداري يوم الاثنين على اعادة رئيس المحكمة العليا الباكستانية الذي تمت الاطاحة به عام 2007 منهية مواجهة بين اكبر حزبين سياسيين في البلاد بدى أنها ستثير أعمال عنف في الشوارع.

والتقى الجنرال أشفق كياني الذي كثيرا ما أكد أنه يريد ابعاد الجيش عن السياسة بالرئيس ورئيس الوزراء عدة مرات خلال مفاوضات مكثفة للتوصل الى حل. وحكم الجيش باكستان لاكثر من نصف سنوات استقلالها الاحدى والستين واحتفظ بدور مهيمن في الشؤون السياسية حتى حين لم يكن ممسكا بزمام الحكم رسميا.

لكن وسائل الاعلام الباكستانية المعادية تقليديا لمشاركة الجيش في السياسة أشادت بدور كياني في نزع فتيل الازمة التي قال محللون انها أبرزت دورا اقل لفتا للانظار يمكن أن يلعبه الجيش. وقال حسن عسكري ريضوي المحلل السياسي والامني quot;أعادت تأكيد دور الجيش الحيوي في العملية السياسية بباكستان وأظهرت أنه له القدرة على لعب دور سياسي حتى من على الهامش.quot;

وجاء التنازل الذي قدمه زرداري بعد أن قالت الولايات المتحدة التي تشعر بالقلق من أن باكستان مشتتة بعيدا عن التعامل مع متشددي طالبان والقاعدة على حدودها مع افغانستان ان المساعدات الامريكية ستكون عرضة للخطر ما لم تنته المواجهة. وقال المحلل السياسي اكرام سيهجال ان الجيش يعود إلى الدور الذي لعبه خلال معظم فترة التسعينات حين أحجم عن تولي السلطة لكنه مارس نفوذه بحصافة خلال فترات الاضطراب السياسي. وأضاف سيهجال quot;يرغب الجيش بشدة في الابتعاد عن الموقف. انهم يدركون أنه ليس لديهم القدرات اللازمة لادارة حكومة.quot;

وتابع quot;من المؤكد أن المرء سيرى الجيش يلعب دورا وراء الكواليس... اذا انسحبوا سيكون على الارجح بناء على النموذج القائم في بنجلادش... تشكيل حكومة من التكنوقراط والسيطرة على الاشخاص الذين يديرون الحكومة.quot;

ويرى محلل آخر أن الجيش وان كان سيظل في الخلفية فانه سيحتفظ بمجالات نفوذه لاعوام قادمة. وقال الجنرال السابق والمحلل طلعت مسعود quot;الضغوط لا تقتصر على الديناميات السياسية الداخلية.quot; وأضاف quot;لم يكن الوضع الخارجي بالخطورة التي هو عليها الآن قط على الجانبين الغربي والشرقيquot; مشيرا الى الحدود الافغانية والهندية.
وتابع قائلا quot;تحديد السياسة الخارجية والدفاعية لا يزال حكرا على الجيش.quot;

ويقول محللون ان مسألة أن قائد الجيش تدخل في المفاوضات على مضض للمساعدة في انهاء الازمة تظهر فشل القيادة السياسية. وقال مسعود quot;يظهر هذا أنهم لم يتعلموا دروسا من الماضي وصعدوا المشكلة الى مرحلة بات فيها تدخل الجيش محتوما.quot; وأشارت صحيفة ذا نيشن الى مشاركة كياني في المفاوضات بوصفها ممارسة غير ديمقراطية من الماضي.

وقالت في افتتاحية quot;غير أن... سابقة قد حدثت. (سابقة) بعدم التدخل يجب أن تحتذى في المستقبل الى حد أن تقوم الاحزاب السياسية في الازمات المستقبلية بالتعامل مع بعضها بعضا دون اي وسطاء.quot; وتابعت quot;سيجد الجيش نفسه بلا دور اخر سوى الدور الذي اضطلعت به مؤسسات الدولة الاخرى في هذه الازمة... دور المتفرجين.quot;