في ظل ضبابية الحل لمشكلتهم وتمديد الحوار لأسبوع قادم
قلق مستمر لأصحاب البيوت المدمرة في غزة

نجلاء عبد ربه من غزة: بات الحياة الطبيعية في غزة لأصحاب البيوت المدمرة مرهونة بحوارات القاهرة، ففي الوقت الذي تتشدد فيه حركتا فتح وحماس في مطالبهما للوصول إلى إتفاق وإعادة اللحمة الوطنية وتشكيل حكومة مرضية للمجتمع الدولي، تستطيع فك الحصار عن غزة وإعادة إعمار ما دمرته إسرائيل في حربها الأخيرة على الفلسطينيين، يزداد شعور الفلسطينيون بالقلق من الصعوبات التي يواجهونها.

وكان هؤلاء الناس، أصحاب البيوت المدمرة، عقدوا آمالاً كثيرة في إعادة إعمار بيوتهم، على أن إنهاء ملف الأسير الإسرائيلي لدى الفصائل الفلسطينية جلعاد شاليط، مما يتيح إحراز تقدم على مسارات فتح المعابر أمام البضائع والأفراد وبالتالي بدء الإعمار.

لكن الحاج محمود غبن، احد أصحاب البيوت المدمرة قال لإيلاف quot;أظن أن الوضع سيستمر طويلاً، فمن جانب، فإن قضية شاليط معلقة، ومن جانب آخر، فإن قياداتنا الفلسطينية لا زالت متمسكة بتصلبها إزاء شروط وتعقيدات لإنهاء الإنقسام وتشكيل حكومة متوافق عليها دولياًquot;.

وأبدي الحاج قنن إنزعاجه المطلق مما يحصل في القاهرة التي تحتضن حوار الفصائل الفلسطينية. وقال quot;من المفترض أن جميع الفصائل تقع الآن في ورطة، ويجب أن تتم المصالحة في أسرع وقت ممكن، لكن ما نسمعه ونشاهده عبر الفضائيات المختلفة تشير إلى تعنت مستمر بين هؤلاء القياداتquot;.

وأصيب الفلسطينيون بخيبة أمل كبيرة بعد إعلان إسرائيل وحركة حماس فشل المفاوضات غير المباشرة التي رعتها مصر، أيضاً، لتبادل الأسرى، الأمر الذي إنعكس سلبياً على الآمال التي عقدوها لإعادة بناء بيوتهم التي دمرتها إسرائيل في حربها الأخيرة على قطاع غزة.

وكانت إسرائيل شنت هجوما مدمرا على قطاع غزة الذي يقطنه مليون ونصف مليون فلسطيني في 27 ديسمبر، لمدة 22 يوماً، خلف قرابة الـ 11500 قتيل ونحو وخمسة آلاف جريح فلسطيني، وسبب دماراً هائلاً قدرت منظمات فلسطينية تكاليف إعادة إعماره بنحو ملياري دولار.

وتعهدت دول مانحة في مؤتمر دولي عقد في مدينة شرم الشيخ المصرية قبل شهر بتقديم ما يقرب من خمسة مليارات لإعمار القطاع، إلا أن هناك مخاوف فلسطينية من أن تظل هذه التعهدات حبرا على ورق لا ترى النور على أرض الواقع في ظل استمرار الحصار.

وتوقعت السيدة سهام صلاح أن تزيد إسرائيل من شدة إحكامها على المعابر التجارية التي تسمح بمرور مواد البناء وغيرها للجانب الفلسطيني في قطاع غزة. وقالت لإيلاف quot;قد تستغل إسرائيل تلك الورقة الرابحة في جيوبهم للضغط على الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتهم حركة حماس لتخفيف مطالبهم وتصلبهم حيال صفقة الجندي الإسرائيلي الأسير شاليطquot;.

وتخشى سهام من ان يعصف هذا الأمر بشكل أساسي بجهود إعادة الإعمار. وقالت quot; من الممكن أن تكون الحكومة الإسرائيلية قد تعمدت إفشال مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، للإبقاء على إغلاق المعابر أما غزة، وتوفير الذرائع الكافية لتعطيل كافة القضايا الفلسطينية بما فيها إعمار غزة من جديدquot;.

وتبادلت كل من إسرائيل وحركة حماس، الاتهامات بشأن عرقلة فشل صفقة تبادل الأسرى. وحذرت منظمات دولية من عواقب استمرار تدهور أوضاعه الاقتصادية وتأخير عمليات الإعمار على المعيشة الإنسانية لسكان قطاع غزة.