إيران ترغم تل أبيب على القيام بمواجهة عسكرية مباشرة
الصحف الإسرائيلية: أمنية السياسيين أن يعمر حسني مبارك للأبد
إيناس مريح من حيفا: واصل الصحف الإسرائيلية متابعة التحقيقات والتجديدات بشأن قصف السلاح الجوي الإسرائيلي لموكب شاحنات في السودان، بحيث نشرت اليوم تجديدات تشير إلى أن إسرائيل قصفت سفينة سلاح إيرانية في شباط الماضي، ويعتبر المحلل السياسي في صحيفة يديعوت أحرنوت بأن إيران ترغم إسرائيل على القيام بمواجهة عسكرية مباشرة ضدها، وتنتقد الصحف العبرية البلبلة والتناقضات في تصريحات الساسة في السودان. وفي سياق تغطيات أخرى اهتمت الصحف العبرية بعنونة صفحات الغلاف بالإعلان الإسرائيلي الداخلي، حول نيتها القيام بأكبر تدريب للإسرائيليين في كيفية التصرف في حالة تعرض إسرائيل لهجوم عسكري.
ومن جانب آخر، نشرت صحيفة (يديعوت أحرنوت) في الملحق الاجتماعي مشروع تحليلي لاتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، والذي مضى عليه ثلاثين عامًا، وتحليل العلاقات المصرية الإسرائيلية، التي اقتصرت على الدبلوماسيين، ولم ينتج عن الاتفاق أي تقارب بين الشعبين المصري والإسرائيلي.

قصف إسرائيلي مزدوج إسرائيلي في أجواء السودان الأول في كانون الثاني، والآخر في شباط
أفادت صحيفة (يديعوت أحرنوت) نقلا عن تصريحات سودانية تشير إلى أن طائرات من إنتاج الولايات المتحدة أغارت وقصفت في السودان خلال الشهر الماضي، ووفقا لإدعاءات الوزير السوداني لشؤون المواصلات مبروك سليم، فإن الطائرات قصفت مرتين، المرة الأولى في شهر كانون الثاني، عندما قصفت موكب شاحنات، والمرة الثانية في شباط عندما قصفت سفينةquot;.
وتابعت (يديعوت أحرنوت) قائلة:quot; والهدف من قصف موكب الشاحنات في السودان والذي كان قبل ثلاثة أيام من انتهاء حرب (الرصاص المصبوب) على غزة، وفقا للافتراضات فالهدف كان سلاح إيراني متطور، وكان من المستحسن أن تنفذ إسرائيل هذه العملية لقوة السلاح الذي تواجد في الشاحنات، ومن بين أنواع الأسلحة كان صواريخ( فجر) الذين تم إنتاجهم خصيصًا لأجل التهريبquot;.
وتجدر الإشارة وفقا (ليديعوت أحرنوت) quot; إلى أن مثل هذه العمليات تنفذ بموافقة الرتب السياسية الكبيرة والمهمة، مثل موافقة رئيس الوزراء ووزير الأمن، ويمكن الافتراض بأن هذا ما حصل في عملية قصف السلاح الجوي الإسرائيلي في السودانquot;.

وأشارت(يديعوت أحرنوت) إلى أن quot; الوزير السوداني ادعى أمس بأن القصف الإسرائيلي تسبب بمقتل 800 شخص، بينما عدد القتلى وفقًا لسجل quot;الشروقquot; المصري بلغ 39 سودانيًا، وأشار الوزير السوداني مبروك سليم على أنهم لم ينشروا عدد القتلى في السابق، إلا أنهم كانوا ينوون الإشارة لعدد القتلى خلال اجتماع الحزب الحاكم قريبًاquot;.
وتعتبر (يديعوت أحرنوت) بأن الوزير مبروك سليم صرح تصريحات متناقضة، وذكرت الصحيفة:quot; بعد أن ادعى سليم مبروك بأنه قتل 800 شخص جراء القصف الإسرائيلي على موكب شاحنات كان ينقل سلاح لغزة، وبأنه بسبب القصف قتل عشرات الأشخاص، عاد ليقول بعدها بأنه تم قصف إرساليتين سلاح، القصف الأول ضد موكب شاحنات والقصف الثاني كان ضد سفينة، فيما أشار لاحقا إلى أن القصف كان بري بحيث تم قصف موكب لستة عشر سيارة كانت تقل 200 شخص، كانوا سيتسربون إلى القاهرة، وكان في السيارات عدد من الكلاشينكوف، أما الضربة الثانية فكانت ضد ثمانية عشر سيارة، أقلت السيارات مهاجرين سودانيين بدون سلاحquot;.
وتحلل (يديعوت أحرنوت) التصريحات السودانية قائلة:quot; تميزت التصريحات السودانية بالبلبلة.quot; هذه ليست المرة التي نُهاجمquot;، قال عبد الرحمن زلة المسؤول عن الاتصالات الدولية في الحكومة السودانية، كذلك تطرق عبد الرحمن زلة للسفينة الإيرانية التي تم قصفها، وقال quot;بأن طريقها كانت من إيران عن طريق الخليج الفارسي وحتى السودانquot;. فيما قال وزير الخارجية السوداني بأن quot;لا علم لديه عن الهجوم والقصفquot;.
ومن الجدير بالذكر بأن حسني مبارك الرئيس المصري اشتكى من تهريب السلاح إلى غزة، من مناطق غير مصرية، ذلك وفقا لمقابلة أجرتها معه صحيفة (يديعوت أحرنوت) قبل عدة أشهر، ونقلت (يديعوت أحرنوت) أقوال حسني مبارك مرة أخرى بحيث ذكر:quot; عندكم في إسرائيل تدركون جيدا عن مكان تهريب السلاح، ولا يوجد لدينا سيطرة، هذا يأتي عن طريق البحر، من الجنوب ومن الشمال، وانتم تدركون جيدا مصادر السلاح وتعلمون طرق تهريب السلاحquot;.
وذكرت صحيفة (هآرتس) في هذا السياق التقديرات التي تشير إلى أن موكب الشاحنات حمل صواريخ بمقدرتها الوصول من غزة إلى لبنان، ونقلت تصريحات نائب وزير سوداني أدلى بها خلال مقابلة له مع التلفزيون الإسرائيلي القناة العاشرة أمس، والتي صرح خلالها بأن إسرائيل قصفت هدفين في السودان أو بالقرب من السودان، وبأنها قصفت في المرة الثانية سفينة سلاح إيرانيةquot;.
مواجهة عسكرية بين إسرائيل وإيران
كتب المحلل السياسي أليكس فيشمان في صحيفة(يديعوت أحرنوت) تحليل للأحداث السياسية الأخيرة المتعلقة في إيران وإسرائيل، وقال:quot; ترغم إيران إسرائيل بالقيام في مواجهة عسكرية مباشرة، والحديث لا يدور فقط عن كلمات قاسية يصرح بها أحمد نجاد، أو عن المشروع النووي الإيراني، إلا أن إيران نظمت حتى الآن حرب استنزاف ضد إسرائيل من خلال مبعوثيها، حزب الله، حماس، وجهات فلسطينية أخرىquot;.
وأضاف فيشمان:quot; تصل الحرب اليوم لذروتها، بحيث لا يمكن تجاهلها، والعمل فقط مع المبعوثين خاصتها، ووفقا للنشرات فإن سلاح الجو الإسرائيلي قصف قبل شهرين إرسالية صواريخ للمدى المتوسط (70 كم) تواجدت في السودان، وعلى ما يبدو فإن الصواريخ من نوع فجر (3). والحديث لا يدور عن صواريخ صغيرة، بل عن صواريخ تنتجها إيران خاصة بغزة، بحيث يمكن تفكيكها لعدة أجزاء وتهريبها عبر الأنفاق، وبنفس الطريقة هم صنعوا صواريخ جراد لغزة، من نوع يمكن تجزأته، ومن إنتاج إيراني، والمعد للتهريبquot;.
وتابع اليكس فيدمان:quot; أصبحت الصورة أكثر وضوحا، إيران تريد أن تبني ثكنة صواريخ جنوب إسرائيل.quot; نظرية الاستيعابquot; لدولة إسرائيل من الجنوب والشمال، تجعل إيران عدوها الفعلي وليس النظري، لا يمكن مواصلة توجيه التهم لحزب الله وحماس، فالإيرانيون يستثمرون ليس فقط في المجال غير التقليدي، بل هم يستثمرون أيضا في هذا المجال، للقضاء على إسرائيل، أو لجعل الحياة بها لا تطاقquot;.

دولة كاملة في حيز الآمان
أشارت (يديعوت أحرنوت) في عنوان فرعي لتقرير بخصوص التحضيرات الإسرائيلية للقيام بأكبر تدريب للمواطنين الإسرائيليين في كيفية التصرف في حالات الحرب، كتبت الصحيفة:quot; هذا سيحدث في الثاني من حزيران تمام الساعة الحادية عشر، بحيث ستنطلق صفارة إنذار في سماء إسرائيل، وعلينا جميعا أن نلجأ إلى مكان آمن، والحديث يدور عن تدريب طوارئ هو الأكبر في تاريخ الدولة، والذي سيشارك به كل الجمهورquot;.
وأفادت (يديعوت أحرنوت) بأن التدريب الذي ستقوم به إسرائيل سيستغرق خمسة أيام من 13/5/09 حتى التاريخ 4/6/09، والهدف من التدريب فحص صلاحية عملة الأجهزة المختلفة من المراتب السياسية حتى القوة الأخيرة في الميدانquot;.
وأضافت (يديعوت أحرنوت):quot; سيشارك أيضا رئيس الحكومة ونواب الحكومة في التدريب الذي سيكون خلال الفترة المذكورة أعلاه، بحيث سيطلب منهم الدفاع المدني سيحضر مواضيع للنقاش في المجلس السياسي المصغر، وسيلتزم كافة النواب في الحكومة في إيجاد ملجأ لهم عند سماع صفارة الإنذارquot;.
الهاجس الإسرائيلي الأكبر وصول حزب إسلامي توأم لإيران للسلطة المصرية
كتب الصحفي (ألوف بين) في الملحق الاجتماعي في صحيفة(هآرتس) الصادرة يوم الجمعة تلخيص شامل لاتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، الذي مضى عليه ثلاثين عاما ويقول الوف:quot; مضى على توقيع السلام بين مصر وإسرائيل ثلاثين عاما، الذي يشكل القاعدة الأساسية للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وهذا يتمثل في قبول إسرائيل كدولة جارة شرعية في العالم العربي، إلا أن هذا السلام لم يأتي حتى اليوم بتقارب حقيقي بين الشعبين، وفقط هناك علاقة بين السياسيين، وشخصيات رفيعة المستوى، ورجال أعمال الذين أقاموا علاقات لعدة سنواتquot;.
وأضاف:quot; يرفض حسني مبارك بالرغم من مضي 28 عام لتوليه رئاسة الجمهورية المصرية زيارة إسرائيل، وأعرب عند زيارته الأولى لإسرائيل والتي كانت للمشاركة في جنازة يتسحاك رابين، بأنها زيارة ليست سياسية، بل زيارة لتعبير تقدير لصديق له قُتلquot;.
وأشار (الوف بين) توجه كافة قادة إسرائيل إلى مصر من مناحيم بيجين حتى ايهود اولمرت، الذين لم يضيعوا فرصة زيارة مصر وتبادل الآراء مع الرئيس المصري، ما عدا يتسحاك شامير الذي لم تتم دعوته إلى مصر، وفي حال اقترحوا على القادة الإسرائيليين أن يطلبوا أمنية واحدة ووحيدة أن تتحقق، لا شك بأنهم سيختارون إطالة عمر الرئيس المصري حسني مباركquot;.
وتسائل(الوف بن) quot; ماذا سيحدث في اليوم الذي سيحتفل حسني مبارك بعيد ميلاده الواحد والثمانين، والذي سيصادف بعد عدة أسابيع؟ فهو لن يبقى في السلطة للأبد، لا يوجد هاجس إسرائيلي أكبر من وصول حزب إسلامي توأم لإيران للسلطة في مصر، والذي سيقلب مصر من جارة هادئة إلى مسخ مُهَدد، والتحدي الكبير للقادة الإسرائيليين خلال السنوات القريبة، سيكون كيفية تأمين نقل جزء من علاقات السلام مع وريث حسني مبارك، على أمل أن يمتلك طابع حسني مبارك نفسهquot;.