الدوحة: ستسعى قمة عربية تعقد في قطر يوم الاثنين الى تقديم الدعم للسودان بشأن امر اعتقال دولي صادر بحق رئيسه والى تخفيف الانقسام العميق بين الدول العربية على كيفية التعامل مع ايران القوة الشيعية الصاعدة.

وتجاهد الحكومات العربية للرد على النفوذ السياسي الذي اكتسبته ايران منذ الغزو الاميركي للعراق في 2003 والذى اتى بالشيعة الذين تعرضوا للقمع طويلا الى السلطة.

ويرى قادة مصر والسعودية ان ايران تقف وراء قوة حزب الله في لبنان وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الاراضي الفلسطينية وهما جماعتان اسلاميتان ترفضان التخلي عن العمل المسلح في الصراع التاريخي بين العرب واسرائيل.

وتساند دول عربية اخرى لها علاقات جيدة مع ايران مثل سوريا وقطر نظرة القاعدة العريضة من شعوب العالم العربي وهي ان سياسات حزب الله وحماس هي ردود مشروعة على اسرائيل التي ترفض اعادة اراض عربية احتلتها عام 1967.

وكشفت الحرب الاسرائيلية الاخيرة على غزة الانقسامات العربية حيث استضافت قطر قمة ازمة جمعت قادة عربا بالاضافة الى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وشخصيات بارزة من حماس. وهدد الاجتماع بالغاء مبادرة السلام العربية التي يدافع عنها حلفاء واشنطن العرب.

ورفضت مصر والسعودية اللتان تتمتعان بثقل اقليمي حضور هذه القمة وقالتا ان قمة اقتصادية للقادة العرب في الكويت كان مخططا لها بالفعل قبل حرب غزة ستكفي لبحث الازمة.

وقال علي الاحمد وهو معارض سعودي مقيم في الولايات المتحدة ان قمة الدوحة ستكون ميدان معركة اخر بين التحالف الفعلي الاخذ في الظهور بين قطر وسوريا وايران من جهة وبين السعوديين والمصريين والاردنيين من جهة اخرى. وليس من الواضح ما اذا كان مسؤولون ايرانيون سيحضرون القمة كمراقبين.

وكانت قطر والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى يعتزمان جعل القمة قمة مصالحة لكن افسد ذلك قرار الرئيس المصري حسني مبارك المفاجئ بعدم الحضور بسبب استمرار الضغائن فيما يبدو بشأن فوضى قمم غزة.

وتوجه الرئيس السوري بشار الاسد الى الرياض هذا الشهر لاجراء محادثات لاصلاح العلاقات مع الملك عبدالله عاهل السعودية قبل القمة. وكان مراقبون قد افترضوا ان القمة المصغرة هدأت ايضا مبارك الذي توجه الى الرياض في نفس اليوم.

وقال جمال خاشقجي رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية ان غياب مبارك لن يؤثر على المحاولات التي تقودها السعودية ومصر لدفع حماس للانضمام لحكومة وحدة مع حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

واضاف ان الدول الاخرى ستنفذ الخطة التي وضعتها الدول الرئيسية. وقال ان الموقف الوحيد في الدوحة هو السياسة المصرية السعودية وانه الوحيد المطروح على الطاولة.

ومضى قائلا ان نقاط الخلاف الاخرى كالسياسة السورية في لبنان الذي سيجرى انتخابات قريبا وتحالف دمشق مع طهران لن تطرح على الطاولة. ويظن محللون ان قمة الرياض توصلت لاتفاق على منع تفجر هذه القضايا في قمة الدوحة.

وتحرص السعودية على التوصل الى تهدئة بين سوريا وقطر ويساورها قلق من ان تسمح الانقسامات العربية لايران بالترويج لنفسها كمدافع عن الفلسطينيين.

وتخشى السعودية من ان تتوصل الولايات المتحدة الى اتفاق تاريخي مع ايران يعترف بها كقوة اقليمية خليجية.

وطفت توترات بين السلطات السعودية والاقلية الشيعية بالمملكة على السطح الشهر الماضي مع اشتباكات في المدينة وحديث نادر لرجل ديني شيعي قال فيه ان الشيعة في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط ربما يسعون الى الانفصال يوما ما.

وزاد من القلق بوادر حسن النية التي بعث بها الرئيس الاميركي باراك اوباما الى ايران.

وقال اسعد ابو خليل استاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا ان الرياض فقدت الثقة في عزم واشنطن على الدفاع بقوة عن موقف السعودية في النزاعات الاقليمية.

واوضح ان الحكومة السعودية وبقية ما يعرف بمعسكر الاعتدال في العالم العربي على وعي تام بان الولايات المتحدة ستكون منشغلة بالمشكلات المالية والعراق وافغانستان بدرجة لا تمكنها من الخوض في النزاعات العربية.

ومن المتوقع ان يكون اصدار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لائحة اتهام ضد الرئيس السوداني عمر حسن البشير بشأن ارتكاب فظائع في دارفور بمثابة تحد اخر لقادة الجامعة العربية التي تتكون من 22 دولة سواء تحدى البشير قرار المحكمة بحضور القمة أو تغيب عنها.

فبعد سقوط الرئيس العراقي صدام حسين سيضع طلب مثول الرئيس السوداني امام القضاء الدولي سابقة اخرى للقادة الذين تتهمهم المعارضة وجماعات حقوق الانسان بالقمع.