البريطانيون بدأوا يغادرون العراق بعد خسارة 179 قتيلا و9 مليارات دولار
القوات البريطانية سلمت قاعدتها العسكرية في البصرة إلى الأميركية
أسامة مهدي من لندن: بدأت القوات البريطانية إنسحابها من العراق اليوم، وسلمت قاعدتها العسكرية الرئيسة في مدينة البصرة الجنوبية إلى القوات الأميركية بعد ست سنوات من الإحتلال تكبدت خلالها 179 قتيلاً وخسرت 9 مليارات دولار، حيث لن يبقى في المدينة بعد نهاية أيار/مايو المقبل سوى 400 عسكري بريطاني لتدريب قوات الشرطة العراقية. وقد سلّم الميجر البريطاني جنرال أندي سالمون القاعدة العسكرية لقواته في البصرة (550 كلم جنوب بغداد) إلى الجنرال الأميركي مايكل أوتس، حيث سيغادر معظم أفراد القوات البريطانية البالغ عددها 4 آلاف جندي العراق بنهاية أيار/مايو المقبل بينما سيبقى 400 عسكري بعد ذلك التاريخ للمساعدة في تدريب أفراد الشرطة العراقية.
وقال الجنرال سالمون إن الكثير قد أنجز خلال السنوات الست الماضية، وأضاف في تصريحات للصحافيين quot;لقد ساهمنا في إحلال الأمن وهيّأنا الظروف لاستمرار التطور الاجتماعي والإقتصادي، وأظن أن بإمكاننا الرحيل ورؤوسنا مرفوعةquot;. وستضطلع القوات الأميركية جنوبي العراق بدور مختلف يتركز على تدريب الشرطة العراقية وإبقاء خطوط الإمدادات مفتوحة بين بغداد والجنوب.
وعلى الرغم من وجود القوات البريطانية في البصرة أكبر مدن الجنوب العراقي منذ العام 2003، إلا أن سكانها المليونين كانوا يعانون من تنامي المليشيات المسلحة والمجموعات الطائفية المتطرفة والخارجة على القانون، مما اضطر القوات العراقية قبل عام من الان الى شن عملية عسكرية كبيرة هناك قادها رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي بنفسه، وقد نجحت بفرض القانون هناك والقضاء على الخارجين عليه.
وشكل جنود بريطانيا ثاني أكبر قوة في التحالف الدولي الذي اسقط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين ربيع عام 2003 بعسكريين بلغ عددهم 46 الفًا قتل 179 منهم من الرجال والنساء في العراق. ويأتي هذا الانسحاب اثر توقيع بغداد ولندن اواخر العام الماضي اتفاقية للإبقاء على 4100 جندي بريطاني إلى حين استكمال مهامهم التي تتمثل في الدرجة الأولى بتدريب الجيش العراقي قبل إنهاء انسحابهم من البلاد أواخر تموز (يوليو) المقبل. وقد كلفت العمليات العسكرية البريطانية في العراق بين عامي 2003 و2008 أكثر من 6.4 مليار جنيه استرليني اي حوالى 9 مليارات.
وتعتبر البصرة ثالث مدن العراق ومركزه الاستراتيجي لإنتاج النفط وتصديره وكانت تحت السيطرة البريطانية منذ ربيع عام 2003 لكن السيادة العراقية عادت إلى المدينة ومطارها قبل ثلاثة أشهر. وساهمت القوات البريطانية بالإضافة إلى تدريب الجيش في إعادة إحياء القوة البحرية في العراق الذتي مزقتها الحروب حيث يقوم فريق تابع للبحرية الملكية البريطانية بتدريب القوات العراقية في مرفأ آم قصر جنوب البلاد.
ويأتي انسحاب القوات البريطانية هذا بعد إعلان الرئيس باراك اوباما انتهاء العمليات القتالية في العراق بفي نهاية آب (أغسطس) عام 2010 مع بقاء بين 35 إلى 50 ألف جندي. وتنص الاتفاقية الأمنية المبرمة بين بغداد وواشنطن على انسحاب القوات الأميركية من المدن والقصبات بحلول 30 حزيران (يونيو) المقبل فيما سيكون الانسحاب كاملا من العراق نهاية عام2011.
وكانت القوات البريطانية سلمت فندق شط العرب خلال احتفالية توديع اقيمت امس الاول بحضور شيوخ ووجهاء المحافظة وقادة الامن المحليين. وخلال الاحتفالية أشاد قائد إحدى الفرق البريطانية بنجاح انتخابات المحافظات في العراق ووصفها بالنجاح الديمقراطي مؤكدًا ان القوات البريطانية ستكون فخورة لما حققته من quot;خاتمة ناجحةquot; لحربها في العراق ودورها المشهود في صنع الديمقراطية في البلاد.
وقال الفريق محمد هويدي قائد القوات العراقية في البصرة خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الجنرال سالمون انه يقدم الشكر الى الامة البريطانية لمساعدتها في تخليص العراق من الدكتاتورية وجعله يعيش في حرية وديمقراطية. ومن جانبه، قال سالمون quot;انني فخور جدًا. واذا نظرنا للوضع السائد اليوم والى النجاحات والاخفاقات خلال الحملة اعتقد انه تجاوز اليوم كل حدquot;. وشدد على انه لن يكون هناك اي فراغ ناشئ عن اكتمال مهمة الجيش البريطاني.
وقالت الحكومة البريطانية الاسبوع الماضي وتحت تأثير ضغوط كبيرة انها ستجري تحقيقا بشأن مشاركتها في غزو العراق عام 2003. وتحل قوات اميركية محل البريطانية في المنطقة المحيطة بالبصرة وقال الجنرال الاميركي مايكل اوتس انه يرى ان خطر الميليشيات في البصرة لا يمكن الخوف منه.
التعليقات