نيويورك: أعادت زيارة الرئيس الاميركي باراك أوباما الى العراق يوم الثلاثاء الاضواء الى حرب سقطت بدرجة كبيرة من الشاشات الاخبارية في الولايات المتحدة المنشغلة الان بأزمتها الاقتصادية.
فقنوات التلفزيون الاخبارية ووسائل الاعلام الاخرى تنقل التقارير التي تتحدث عن فقد الوظائف والحجز على بيوت من لم يسدد الرهن العقاري وانهيار البنوك واقتراب شركات صناعة السيارات من خطر الافلاس.
وتقول بعض الجماعات المدافعة عن حقوق قدامى المقاتلين ان ذلك يصعب حصول الجنود والمجندات العائدات من العراق وأفغانستان على المساعدة التي يحتاجونها للعودة الى الحياة المدنية.
ويقول بيت هيجسيث رئيس جماعة أطباء بيطريون من أجل الحرية ان من الاسباب التي أدت الى تراجع الاهتمام هو انخفاض مستويات العنف.
وقال quot;من كان يظن ان العراق هو من المشاكل التي لن يكون على الرئيس أوباما التعامل معها بقوة.quot;
لكن أليسا روبن رئيسة مكتب نيويورك تايمز في العاصمة العراقية بغداد قالت ان العراق يمر بمرحلة ديناميكية حرجة وصولا الى سحب القوات الاميركية من هناك. واستطردت quot;حين ينسحبون فقط سترى كيف يمكن للعنف ان يصل الى مستوى سيء.quot;
وقالت روبن quot;اذا كنت تجلس في نيويورك او واشنطن او كانساس...تنظر الى العراق وتتصور قائلا (حسنا الحرب قاربت من الانتهاء) ثم تتابع شؤونك.
quot;هذا بوضوح الطريقة التي ينظر بها الاميركيون بعيدا عن سخونة الجبهة. لكن الواقع مختلف.quot;
وتحتفظ نيويورك تايمز بثلاثة مراسلين دوليين على الاقل ومصور في بغداد بالاضافة الى من تشغلهم محليا. لكن معظم وسائل الاعلام الاميركية التي تتعرض لضغوط لخفض الانفاق قلصت من موظفيها في الخارج معتمدة على وكالات مثل رويترز والاسوشيتيد برس.
وبدأ العراق يسقط من اهتمامات الرأي العام الاميركي العام الماضي. وطبقا لمشروع الصحافة المتميزة التابع لمركز بيو للابحاث استحوذ الصراع في العراق عام 2008 على نحو أربعة في المئة من التغطية الاعلامية مقارنة بما بلغ 16 في المئة عام 2007 .
وقال في تقرير يحلل الصحف الاميركية وشبكات التلفزيون والمحطات الاذاعية والمواقع الاخبارية على شبكة الانترنت quot;الحرب التي توقع كثيرون خلال حملة الانتخابات الرئاسية ان تكون قضية ساخنة تراجعت بشدة.quot;
وقال مارك جوركوفيتز المدير المناوب للمشروع ان العراق يشغل حتى الان في العام الحالي اثنين في المئة فقط من التغطية الاعلامية.
هذا مقارنة بنحو اثنين في المئة لافغانستان وواحد في المئة لايران وثلاثة في المئة للصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
وركز أوباما استراتيجيته على القضاء على القاعدة في أفغانستان ووعد بارسال 21 الف جندي اضافي للانضمام الى 38 الفا موجودين في أفغانستان بالفعل. اما عدد الجنود الاميركيين في العراق فمازال نحو 140 الفا.