أشرف أبوجلالة من القاهرة: اختلفت تحليلات الصحف ووسائل الإعلام العالمية للجولة الأوروبية التي قام بها مؤخرا ً الرئيس الأميركي باراك أوباما، كل حسب منظوره ورؤيته الخاصة. وبرغم تباين الآراء حول طبيعة المهمة أو مدى القدرة على الظهور بالصورة التي تليق برئيس أكبر دولة في العالم خلال الفعاليات السياسية أو الإقتصادية أو الاجتماعية التي حضرها أوباما برفقة زوجته على مدار الأيام القليلة الماضية، إلا quot;أن حقيقة واحدة تبقي مهيمنة وواضحة وضوح الشمس، هي تلك التي يطلق عليها quot;حمى أوباماquot; التي لا زالت تجتاح العالم، حتى بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على فوزه بانتخابات الرئاسة الأخيرة في البلاد.

وفي هذا الإطار المثير، رصدت اليوم تقارير صحافية ألمانية تقريرا ً حول الأسباب الحقيقية التي مكنت أوباما من الاحتفاظ بكل هذا الولع الجماهيري والشعبي الجارف الذي بدا واضحا ً خلال جولته الأوروبية الأخيرة. بالإضافة لقبول رؤساء الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي لأفكار النجم السياسي الجديد دون تردد بخصوص قضايا متعلقة بحلف الناتو وقمة العشرين، وكذلك ما أظهره أوباما من تمكن عن تحدثه بصورة طليقة عن الإسلام وتركيا وأزمة التغير المناخي وتسريح العمالة. وحول هذا الأمر الملفت بشدة للانتباه، حاورت مجلة quot;بيلدquot; الألمانية عددا ً من أبرز الساسة والخبراء الألمان حول الأسباب التي منحت أوباما مثل هذا التأثير بالغ القوة.

صاحب قدر كبير من المصداقية

يقول الرئيس الألماني الأسبق، ريتشارد فون فايتساكر، أن أوباما يمتلك رسالة قوية وهو يسير بالاتجاه الصحيح. كما أنه قرر لعب دور الزعيم أو القائد داخل الولايات المتحدة الأميركية، وهو يدرك أن الشخص الوحيد الذي يتحمل المسؤولية يكون قادرا ً على القيادة. وأضاف quot; لقد أخذ أوباما على عاتقه مسؤولية الأزمة المالية الراهنة، حتي قبل أن يصبح رئيسا ً عند بدء حدوثها. كما فرض كامل سيطرته على عملية التسليح العالمية، والتجارب الذرية، ونزع السلاح النووي. وبالتزامن مع ذلك، فإنه يلعب دورا ً في المعركة الدائرة ضد التغيرات المناخية ndash; ولا يزال أمامه الكثير من المسؤوليات. ويكفي أنه استطاع أن يوصل للناس الإحساس بأنه شخصية جادةquot;.

تجسيد حقيقي للتغيير

أما كلاوس بولينغ، المتحدث الحكومي في عهد المستشار السابق هيلموت سكميدت، فقال :quot; يمكننا أن نطلق على أوباما أنه ( السيد الأمل ) ، فظهوره الذي يبدو كظهور المسيح يؤثر على الناس. كما أنه يميز نفسه عن باقي السياسيين تقريبا ً اليوم بالنسبة للطريقة التي يتمكن من خلالها في كسب ود ومحبة الناس. وفي جميع خطاباته، لا ينسي مطلقا ً أن يتحدث عن غد أفضل. وهو يريد أن يعطي للأشخاص كل ما يحتاجونه: عالم خال من الأسلحة النووية quot;.

ملهم للشباب

ويرى لورد جورج ويدينفيلد، خبير الشؤون العامة والخبير في الشؤون الأميركية أن أوباما وحده هو من قادر على إلهام الشباب الصغير وتثبيت نوعا ً من المثالية في شخصياتهم بعد الزعيم الهندي غاندي ونيلسون مانديلا والبابا جون بول الثاني. كما أنه يمتلك موهبة منح الأمل للناس نحو مستقبل أفضل. ومع هذا، فلن يكون من السهل عليه أن يكون عند حسن ظن الناس بشأن الطموحات التي ينتظرون تحقيقها على يديه، وإذا لم يتحقق ذلك، فإن أضرارا ً ستلحق به quot;.