القدس: من المقرر ان يصل المبعوث الاميركى الخاص بالشرق الاوسط جورج ميتشيل إلى إسرائيل يوم غد الخميس فى محاولة جديدة لدفع عملية السلام الاسرائيلية-الفلسطينية المتوقفة قدما.
ويتوقع الكثيرون فى ضوء المقترحات المحددة المقدمة مؤخرا من كل من الدولة اليهودية والولايات المتحدة حول السلام فى الشرق الاوسط ان تكون رحلة ميتشيل بداية لاضطراب محتمل بين الحليفتين.
كان الرئيس الاميركى باراك أوباما قد اكد خلال زيارة قام بها لتركيا أوائل الشهر الحالى استهدفت إعادة بناء العلاقات المتوترة مع العالم الاسلامى على ان إدارته مصممة على المساعدة فى التوصل إلى حل الدولتين للصراع الاسرائيلى-الفلسطينى، تتعايش فيه اسرائيل مع دولة فلسطينية فى سلام وأمن.
بيد ان رئيس الوزراء الاسرائيلى الجديد بنيامين نيتانياهو لم يعد حتى كاذبا بمبدأ الدولتين. فيما تعهد مرارا بمواصلة محادثات السلام مع الفلسطينيين، متذرعا بان الجهود يجب ان تركز أولا على تنمية الاقتصاد الفلسطينى، وليس على القضايا السياسية وقضايا الاراضى الرئيسية.
ومن جهة أخرى، شدد كبير الدبلوماسيين فى حكومة نيتانياهو أفيغدور ليبرمان فى أول يوم له فى منصبه على ان الوثيقة الوحيدة الملزمة لاسرائيل هى خطة سلام quot;خارطة الطريقquot; وهى خطة اقترحتها عام 2003 اللجنة الرباعية التى تضم الولايات المتحدة، والامم المتحدة، والاتحاد الاوربى، وروسيا.
كما أكد وزير الخارجية الجديد على ان إدارة نيتانياهو تنصلت من التزام الحكومة السابقة بالتفاوض حول الحدود، ووضع القدس، والقضايا الرئيسية الاخرى.
وأكد ليبرمان على ان المحادثات بشأن هذه الموضوعات ستتم فقط بعد ان يفى الطرفان بالتزاماتهما التى نصت عليها quot;خارطة الطريقquot;، ما يوحى بأن الجانب الفلسطينى سيضطر إلى وقف الهجمات على إسرائيل قبل إجراء أية مفاوضات حول الشكل النهائى الذى ستكون عليه دولته.
وفى ضوء هذه الخلفية عاد ميتشيل إلى المنطقة. وفيما كانت زيارته السابقة أوائل العام الحالى بهدف الاستماع، فإن رحلته القادمة من المحتمل ان تشهده يتكلم. بيد ان ما يحتمل ان يحمله معه ليس بالضرورة ما يستعد مضيفوه لقبوله.
وصرح رافى مان ، المحلل السياسى الإسرائيلى بقوله quot; هناك بيننا بالتأكيد بعض الخلافات ، وقد نشهد بعضا منها خلال الاشهر القادمةquot;.
واتفق غيرشون باسكين ، مؤسس مركز إسرائيل / فلسطين للابحاث والمعلومات معه فى الرأى بان بعض الضغوط من جانب إدارة أوباما ستكون حتمية ، واضاف ان الولايات المتحدة قد تبدأ بقضية المستوطنات.
وأضاف باسكين quot;إننى أعتقد ان الاميركيين سيعولون على البيان الذى صرح به ليبرمان بشأن إلتزام إسرائيل بخارطة الطريق، ما يوحى باستعدادها لوقف كافة أنشطة بناء المستوطناتquot;.
واشار باسكين الى ان هذه ستظل النقطة الرئيسية فى الخلاف بين الحليفتين، حيث انضمت الولايات المتحدة إلى المجتمع الدولى فى المطالبة بوقف توسيع المستوطنات فى الضفة الغربية، بينما لا يحتمل ان تخضع الحكومة الاسرائيلية الجديدة التى تسيطر عليها الاحزاب اليمينية بشأن هذه القضية، التى تعتبرها حيوية لامن إسرائيل.
وقال مان ان quot;إسرائيل ستفقد هذا النوع من العلاقات الحميمة للغاية التى تحققت مع الولايات المتحدة عقب أحداث الحادى عشر من سبتمبر، عندما استطاع (رئيس الوزراء آنذاك إرئيل) شارون، والذى يعتبر أكثر تشددا من نيتانياهو، من تطوير تفاهم مع الادارة الاميركية حول مكافحة الارهابquot;.
وقال مان quot;لكننى لا أظن أنه سيحدث أى نوع من التصادمquot;.
وأكد مان أن quot;الفجوة بين الموقفين الاسرائيلى والفلسطينى ما زالت بالغة الإتساع لدرجة لا تجعلنا نستطيع الحديث حقا حول حلquot;، وتنبأ بأنه quot;بمجرد ان يخوض ميتشيل والآخرون فى هذا الموضوع، فانهم سيدركون انه أكثر تعقيدا مما يبدو بكثيرquot;.
ومن جهة أخرى، قال مان انه من الخطأ ان ننظر إلى العلاقات الاسرائيلية-الاميركية فقط من خلال القضية الفلسطينية. وأضاف quot;إننى أعتقد ان بعض الاميركيين على الاقل يفهمون الآن ان القضية (النووية) الايرانية هى بنفس اهمية القضية الفسلطينيةquot;.
وحيث ان الزعماء الايرانيين ينكرون مرارا حق إسرائيل فى الوجود، فإن الدولة اليهودية تعامل إيران بوصفها الخطر الرئيسى عليها. ورغم إعلان إسرائيل دعمها للجهود الدبلوماسية من جانب الدول الغربية تجاه إيران، الا انها ترفض استبعاد إحتمال ضرب المنشآت النووية الايرانية.
وقال مان انه فى عقب اطلاق جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية مؤخرا لصاروخ طويل المدى، quot;أصبح من المحتمل التوصل إلى تفاهم أكبر بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن التهديد النووى الإيرانى أكثر مما يمكن أن تتصوره حالياquot;.
وأضاف مان ان الإعتقالات الاخيرة لعملاء حزب الله فى مصر، والذين تدعى ان إيران تدعمهم quot;يمكنها أيضا ان تساعد نيتانياهو على التوصل إلى بعض التفاهم مع الادارة الاميركية فى الحصول على مساعدة بشأن إيرانquot;.
التعليقات