إيلاف من الكويت: كعادتها تفجر ترندات الشوشيال ميديا قضاياً مثيرة على الرغم من بعدها في كثير من الأحيان عن الواقعية، وكان آخرها انتقاد البعض للحضور المكثف لبنات وسيدات الكويت للمدرجات لدعم وتشجيع المنتخب الكويتي في منافسات بطولة "خليجي 26"، وذهب البعض من المشجعين الرجال والشباب بعيداً في انتقاداتهم للحضور النسائي المكثف، وأكدوا أنهن حضرن فقط من أجل التصوير والسوشيال ميديا والاستفادة من ترند المنتخب الكويتي في البطولة الخليجية.
لا يعرفن أساليب التشجيع
وتداول بعض المغردين من الكويت والخليج ما قالوا إنه ضعف في قدرات وطرق التشجيع في ظل حضور مكثف للجنس الناعم، وخاصة في المباراة الأخيرة في نصف النهائي أمام البحرين والتي أقيمت الإثنين، وانتهت بحرينية، وخروج المنتخب الكويتي من البطولة.
حيث حضر 60 ألف متفرج غالبيتهم الكاسحة من الكويت، وعدد كبير من الحضور كان للنساء، وفييات المقابل وعلى الرغم من أن الجمهور البحريني لم يتجاوز بضعة آلاف إلا أنهم كانوا مؤثرين في التشجيع، وقال البعض إن السبب في ذلك يعود لعدم معرفة السيدات الكويتيات بطرق التشجيع، وهي تتعلق بقدرات الرجال والشباب الذين اعتادوا الحضور للمدرجات.
غضب من الاختلاط والرد عليه
وانتقد البعض الآخر الحضور النسائي من الناحية الدينية والاجتماعية، وسط انتقادات عن الاختلاط، وهو أمر غير معتاد في الملاعب الخليجية عموماً، وغيره من المفاهيم التي لازال سائدة مجتمعياً.
وجاء الرد من البعض الآخر دفاعاً عن بنات الكويت، بأنهن نصف المجتمع ويحق لهن الذهاب إلى الملاعب ودعم المنتخب بدافع وطني لا يفرق بين شاب وفتاة، فضلاً عن أن ما يتردد عن الاختلاط فهو غير دقيق، فقد كان هناك فضل في أماكن الجلوس، فضلاً عن أن الهدف لم يكن الاختلاط بل تشجيع ودعم المنتخب بكل حماس ووقار، هو حق للفتيات والسيدات، وليس قاصراً على الرجال.
الفوائد السياحية والاقتصادية للكويت
بعيداً عن جدل الحضور النسائي في للمدرجات، فقد نشرت "القبس" الكويتية تقريراً عن خليجي 26، والتي تقام في الكويت حاليا، وتقام مباراتها النهائية 4 كانون الثاني (يناير) الجاري بين عمان والبحرين، وقال التقرير إنه كان حدثا رياضيًا واجتماعيًا استثنائيا سواء من الحضور الجماهيري أو من الناحية الفنية والتنظيمية وامتدت لتشمل أبعادًا اقتصادية مهمة تسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي، ففوائد هذه النسخة لم تقتصر على الجانب الرياضي فحسب، بل شملت جوانب اقتصادية واجتماعية وثقافية متعددة.
اشغال الفنادق 100 %
منذ انطلاقة بطولة خليجي زين، توافد المشجعون بشكل كثيف على فنادق البلاد، مما رفع نسب اشغالها بنسب كبيرة وصل بعضها الى %100، مما أنعش هذا القطاع الخامل، حيث حرصت الكثير من الفنادق على تقديم عروض خاصة بالزوار.
ومن المؤكد ان هذا الإقبال الكبير لم يعزز فقط من إيرادات الفنادق، بل ساهم أيضًا في تنشيط مختلف القطاعات الاقتصادية خصوصا تلك المرتبطة بالضيافة والترفيه، الامر الذي يعكس الأهمية الاقتصادية للفعاليات والبطولات الرياضية الكبرى.
وعلى صعيد المطاعم التي تشتهر بها الكويت، شهدت كثير من المطاعم في البلاد اقبالا كبيرا ولافتا الأمر الذي ساهم بشكل كبير في زيادة إيراداتها.
مما لاشك فيه اثبتت الكويت خلال هذه النسخة من كأس الخليج امكاناتها وقدرتها على التنظيم والاستقبال، حيث ان هذه الفعالية تعتبر تجسيدًا مصغرًا لما يمكن أن تحققه الكويت مستقبلا إذا أولت اهتمامًا أكبر بقطاع السياحة. ويعتبر استثمار الوقت والموارد في تنظيم مثل هذه الفعاليات الكبيرة خطوة استراتيجية نحو تحقيق التنمية المستدامة في السياحة الكويتية، والتي غابت عنها طويلاً.
بداية، قال رئيس المجلس ادارة اتحاد الفنادق الكويتية غازي النفيسي لـ القبس، إن تاثير كأس الخليج على قطاع الفنادق كان كبيرا، حيث بلغ معدل إشغال الفنادق %100 خلال البطولة، لافتا الى انه على مدار السنة، كانت جميع الفنادق تعاني من ضعف الإشغال، حيث تتراوح النسبة في بعضها بين %25 و%30 على مدى السنوات الأربع الماضية، إلا أن البطولة أسهمت في زيادة الإشغال بشكل ملحوظ، مما يعود بفائدة كبيرة على القطاع.
واضاف النفيسي: منذ تأسيس اتحاد الفنادق في عام 1979، نسعى جاهدين لتحقيق فوائد ملموسة للقطاع والتي بدورها ستساهم في الاقتصاد، حيث تعتبر الفنادق جزءًا من صناعة السياحة، والكويت تمتلك المقومات اللازمة لاستقبال الزوار من مختلف دول العالم، وتنظيم بطولة خليجي 26 يثبت ذلك.
انتعاش المطاعم الشعبية
من جانبه، قال رئيس اتحاد المطاعم فهد الأربش إن بطولة خليجي 26 لم تؤثر بشكل كبير على إجمالي إيرادات المطاعم، إلا أن التأثير كان واضحًا على المطاعم والمقاهي الشعبية في منطقة المباركية، وكذلك على المطاعم المعروفة، كما أشار إلى أن الحدث كان له أثر ملحوظ على قطاع الحلويات الشعبية الكويتية.
وأضاف: صحيح أن مبيعات بعض المطاعم ارتفعت واضطرت لتمديد أوقات عملها لاستقبال المزيد من الزوار، إلا أن معدل دوران الطاولات كان بطيئًا، نتيجة رغبة الزوار في الجلوس لفترات طويلة للاستمتاع بالأجواء المميزة.
وحول الطلبات الخارجية، أوضح أن المطاعم التي استعدت مبكرًا واستثمرت في الدعاية المسبقة هي الأكثر استفادة، حيث كان الترويج قبل وأثناء البطولة خطوة ذكية، مؤكداً على أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أداة تسويقية فعالة مكنتهم من استهداف جمهور محدد وتحقيق نتائج إيجابية، مما جعلهم في موقع أفضل للاستفادة من هذا الحدث الكبير.
واضاف الأربش: مثل هذه الفعاليات وفتح الزيارات السياحية والرياضية تسهم في تنشيط اقتصاد الدولة، فالكويت تمتلك جميع المقومات التي تؤهلها لتصبح وجهة سياحية مميزة، بفضل رحابة صدر أهلها والأمن والأمان اللذين ننعم بهما في هذا الوطن الغالي.
6 فوائد اقتصادية
1- نمو الإيرادات السياحية
استقطبت البطولة أعدادا كبيرة من المشجعين من دول الخليج والمنطقة، مما زاد الطلب على خدمات الإقامة والنقل والمطاعم والمجمعات.
2- تحفيز الاستثمارات
البطولة تتطلب استثمارات كبيرة في البنية التحتية والملاعب والفنادق، الامر الذي يحفز الاستثمارات ويجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المشاريع الرياضية والسياحية في الكويت.
3- خلق فرص عمل
تساهم البطولة في خلق فرص وظيفية سواء مؤقتة او دائمة في مجالات مختلفة كالتنظيم والضيافة والأمن.
4- تعزيز التجارة
زيادة السياح تساهم بشكل مباشر في زيادة الطلب على السلع والخدمات، مما يحفز النشاط التجاري.
5- تعزيز العلامة التجارية الوطنية
تعكس البطولة صورة الدولة دولياً مما يساهم في تعزيز الاستثمار في المستقبل.
6- انتعاش قطاع التجزئة
ارتفاع مبيعات قطاع التجزئة بالاسواق والمجمعات التجارية، حيث ان غياب الضريبة في الكويت يشجع السياح على الشراء.
التعليقات