واشنطن: قال مسؤولون في الإدارة الأميركية أن الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يزور المكسيك غداً الخميس لدعم نظيره فيليبي كالديرون في مواجهة عصابات تهريب المخدرات، سيتعهّد ببذل جهود إضافية لوقف تدفق الأسلحة الأميركية الصنع عبر الحدود.

وأفادت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; اليوم الأربعاء، أن هذه المبادرة تأتي استجابة لمطالبة الرئيس المكسيكي الإدارة الاميركية الجديدة ببذل المزيد من الجهود لمكافحة تجارة المخدرات النشطة على الحدود مع الولايات المتحدة، والتي تهدّد سلامة المكسيك وحكومتها.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة أن زيارة أوباما التي تستغرق يوماً واحداً، ستتطرّق أيضاً الى توسيع العلاقات بين الولايات المتحدة والمكسيك لتشمل التعاون في مسائل الهجرة والاتجار بالمخدرات والمصالح الاقتصادية والبيئية والتجارية.

ونسبت الى محللين مكسيكيين أن كالديرون، الذي أحبطه التأخير الأميركي في تقديم المساعدات لمكافحة المخدرات، سيطلب الى أوباما أكثر من ذلك، إذ يتوقع أن يسعى للحصول على تعبير أميركي عن ثقة الادارة في قدرة الحكومة المكسيكية على النجاح في حربها ضد الكارتلات، بعدما نشرت وزارة الدفاع الأميركية عام 2008 الماضي تقريراً أشار الى أن المكسيك كادت تتحوّل الى quot;دولة فاشلةquot;. وكالديرون هو أول رئيس مكسيكي ينشر الجيش لمكافحة العصابات.

وقال وزير الخارجية المكسيكي السابق خورخي كاستانييدا، إن الحملة على عصابات الاتجار بالمخدرات quot;ستكون على رأس جدول الأعمال وستهيمن عليه، وذلك لأن الحرب على المخدرات هي كل ما يتحدث عنه كالديرون وكل ما يفكر بهquot;. وأضاف كاستانييدا أن كالديرون quot;يريد أن يسمع (من أوباما) ان المكسيك لم تكن يوماً دولة فاشلة وليست كذلك، ولن تكون ابداًquot;.

وكانت أعمال العنف في المكسيك أثارت اهتمام إدارة أوباما، الذي أوفد في آذار/مارس الماضي وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون ووزير العدل ايريك هولدر ووزيرة الأمن القومي جانيت نابوليتانو الى المكسيك للاجتماع مع كالديرون والبحث معه في الحرب على العصابات. وقتل أكثر من 10100 شخص في المكسيك منذ أطلق كالديرون، الذي وصل الى سدة الرائسة قبل عامين، حربه على تجار المخدرات.

وأعلن مدير مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية دينيس ماكدونو، أن زيارة الرئيس الاميركي الى المكسيك quot;تهدف إلى إرسال إشارة واضحة جدا لأصدقائنا في مكسيكو بأن لدينا سلسلة من التحديات المشتركة تتعلق بآثار الاتجار بالمخدرات في بلدينا على الاقتصاد والأمن والتهديد بالعنفquot;.

وقال ماكدونو إن أوباما quot;معجب بعمل كالديرون في مواجهة العنف والإفلات من العقاب الجنائي لدى شبكات الاتجار بالمخدراتquot;، لكنه يريد أيضا quot;تعزيز العلاقات الثنائية في المسائل الاقتصادية، فضلا عن المسائل المتعلقة بمصادر الطاقة والتغير المناخي.quot;

يذكر أن هذا اللقاء هو الثالث بين أوباما وكالديرون. ويشكو رجال الأمن والشرطة المكسيكيون من استخدام العصابات أسلحة نارية من العيار الثقيل من صنع الولايات المتحدة يتم تهريبها عبر الحدود مع المكسيك، إلا ان هولدر كان أبلغ السلطات المكسيكية في زيارته الأخيرة، أن الادارة لن تطلب الى كونغرس حظر الاسلحة الهجومية الثقيلة، ولكنها ستعمل لتشديد الامن على الحدود.

ويتوقع أن يبحث الرئيسان في الملفات العالقة بين البلدين كمبادرة quot;ميريداquot; التي أقرّتها الولايات المتحدة وقيمتها 1.4 مليار دولار لمساعدة المكسيك ودول اميركا الوسطى لمكافحة المخدرات، والتي لم تنفذ كل بنودها بعد. كما سيتطرق الرئيسان الى الأزمة الاقتصادية التي أدّت الى انخفاض قيمة البيزو مقابل الدولار بنسبة 25% منذ الخريف الماضي، والتبادل التجاري.