واشنطن: أفادت مصادر دبلوماسية غربية صحيفة quot;النهارquot; أن الرئيس الأميركي باراك أوباما quot;منزعج من تصلب الحكومة الاسرائيلية في رفض المفاوضات مع الدول العربية المعنية وفقاً لاقتراحه الذي يؤيده الاتحاد الاوروبي ودول أخرى فاعلة، وان ذلك سيؤدي في حال استمراره الى احد الامرين: إما ضرب خطة أوباما في الشرق الأوسط، الهادفة الى اعتماد الحوار بدلاً من العنف، واما الافساح في المجال امام حروب جديدة تستعد لها الدولة العبرية ضد لبنان بضرب المؤسسات الرسمية والمراكز الحيوية وأهداف عسكرية للمقاومة أينما وجدت، وبمعاودة الاعتداء على فلسطينيي غزة بحجة تعطيل مواقع عسكرية تستعمل ضد جيشهمquot;.

وفي المعلومات المتوافرة لديها، quot;ان أوباما لن يتهاون مع حكومة نتنياهو اذا تبين له بعد محادثاته معه في الثالث من أيار المقبل انه متمسك بطروحات وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الناسفة لمعاودة مفاوضات السلام، ويعني ذلك انه اوقف اي اتصال بأي دولة تسعى الى المساهمة في انطلاق المسارات بين سوريا وفلسطين ولبنان في وقت لاحق من جهة، واسرائيل من جهة أخرى، ومجرد سكوت رئيس الوزراء عن هذا السلوك والقبول باستمراره في الحقيبة التي يتسلمها، يعني ان نتنياهو وراء هذا الرفض، وان بعض الافرقاء ينصحون البيت الأبيض باتخاذ سلسلة اجراءات لا تفجّر العلاقات مع اسرائيل، بل تطوق الحكومة الجديدة وتعوق زخمها المطلوب بعدما عانى نتنياهو الكثير من اجل تشكيلهاquot;.

واشارت الى مقترحات تسلمها الرئيس الاميركي يمكن اعتمادها في وجه الحكومة الاسرائيلية، خصوصا ان الاتصالات الدبلوماسية تتواصل بين واشنطن وتل ابيب لتحضير جدول اعمال محادثات اوباما - نتنياهو مطلع الشهر المقبل، مع الاخذ في الاعتبار ان تغيير محتمل في الموقف الاسرائيلي الرافض لما هو متفوق عليه دوليا وعربيا من قواعد لمعاودة مفاوضات السلام بين سوريا وفلسطين من جهة واسرائيل من جهة اخرى.

ولم تستبعد ان يعطي أوباما مهلة لنتنياهو لتأييد ما يقترحه لمعاودة المفاوضات، لا تتجاوز مطلع الصيف المقبل، غير ان موقف ليبرمان الذي لم يرفضه نتنياهو ادى الى تجميد تلك الاتصالات حتى اشعار آخر، في انتظار معالجة العرقلة الاسرائيلية غير المتوقعة والتي أثارت استغرابا شديدا حتى لدى وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة تسيبي ليفني التي اعتبرت موقف خلفها ينزع صدقية اسرائيل لدى الدول الكبرى بشكل خاص وبقية الدول المؤثرة ايضا والمهتمة بدفع عملية السلام واخراجها من الجمود المتحكم فيها.

ونصحت المسؤولين اللبنانيين بضبط الجبهة الحدودية مع اسرائيل لقطع الطريق على اي ردة فعل ضد لبنان في حال تنفيذ اي عملية منها، مشددة على ضرورة السهر لان عملاء لاسرائيل يستخدمون اراضي في الجنوب لاعطاء الذريعة لجيشها للرد بشن عدوان كبير على لبنان يتجاوز الجنوب الى الداخل، وهو ما هدد نتنياهو به مرارا قبل تسلمه رئاسة الحكومة، وركز على ذلك خلال حملته الانتخابية.