بورت أوف سبين: لقي الرئيس الأميركي باراك أوباما ترحيبا حارا من قبل الزعماء والقادة اليساريين في دول أميركا اللاتينية المشاركة بقمة الأمريكتين المنعقدة حاليا في quot;بورت أوف سبينquot; في ترينيداد وتوباجو.

فقد تصافح أوباما مرتين مع الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز المعروف بانتقاداته اللاذعة للولايات المتحدة، والذي شبَّه ذات يوم الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش بـ quot;الشيطانquot;.

كما تصافح الرئيس الأميركي أيضا مع حلفاء شافيز وخصوم واشنطن في المنطقة وهم: رئيس نيكاراجوا دانيال أورتيجا والرئيس البوليفي إيفو موراليس والإكوادوري رافائيل كوريَّا.

وقد نشرت الحكومة الفنزويلية صورة للرئيس هوجو شافيز وهو يصافح باراك أوباما. وكان شافيز هو من بادر أوباما عند لقائهما بالترحيب به ومصافحته بشكل ودي.

ونقلت المتحدثة الإعلامية باسم الرئيس الفنزويلي أن شافيز قال لأوباما بُعيد مصافحتهما: quot;لقد حييت الرئيس بوش بهذه اليد قبل ثمان سنوات، وأنا أريد أن أكون صديقكquot;.

كما قبل أوباما هدية من شافيز هي عبارة عن كتاب قال عنه الرئيس الأمريكي لاحقا إنه لم يدرك أي نوع من الكتب كان عندما قد قُدِّم إليه، وإن افترض في البداية أنه كان من تأليف شافيز نفسه.

لكن تبين لاحقا أن الهدية لم تكن سوى نسخة من كتاب باللغة الإسبانية للكاتب إدواردو جاليانو بعنوان quot;العروق المفتوحة لأميركا اللاتينية: خمسة قرون من سلب ونهب القارةquot;. ويقدم الكاتب في كتابه سردا تاريخيا لعملية استغلال المنطقة. ولدى سؤاله عن انطباعه عن لقائه الأول مع خليفة جورج دبليو بوش، قال شافيز: quot;أعتقد أنها كانت لحظة جيدة.quot;

وأردف قائلا: quot;أعتقد أن الرئيس أوباما هو رجل ذكي، مقارنة بالرئيس الأميركي السابق.quot;

هذا ولم يتضح بعد ما إذا كان الزعيمان سيعقدان لقاءا ثنائيا فيما بينهما أم لا.

وكان أوباما قد قال في الجلسة الافتتاحية لقمة الأمريكتين إن بلاده تسعى لفتح quot;صفحة جديدةquot; من العلاقات مع كوبا، أحد خصوم واشنطن الدائمين في المنطقة على مر العقود الخمسة الماضية.

وأشار أوباما إلى أن إدارته تسعى إلى تكوين quot;شراكة متكافئةquot; مع كل دول القارتين الأمريكتين الشمالية والجنوبية. وقال: quot;جئت إلى هنا لتدشين فصل جديد من التفاعل (مع دول أمريكا اللاتينية)، وسوف تستمر إدارتي في اتباع مثل هذا النهج طالما هي في الحكم.quot;

إلا أن الرئيس الأميركي خرج الجمعة عن نص خطابه ليطلب من قادة الأميركتين عدم الذهاب بعيدا عندما يتعلق الأمر بانتقاد الولايات المتحدة.

وأضاف قائلا: quot;نظرا إلى الشكوك التاريخية، فمن المهم الإقرار بأن سياسة الولايات المتحدة لا يجوز أن تكون قائمة على التدخل في شؤون الدول الأخرى، ولكن هذا يعني أيضا أنه لا يمكننا أن نتهم الولايات المتحدة بالتسبب بكل مشاكل المنطقةquot;.

وقبل أن يُعطى أوباما حق الكلام خلال الجلسة الافتتاحية للقمَّة، كان عدد من قادة أمريكا اللاتينية قد أشاروا بوضوح إلى مسؤولية الولايات المتحدة في الأزمة الاقتصادية، ورفضوا سياستها تجاه كوبا.

وكان أوباما قد خاطب الصحفيين في أعقاب لقائه قادة بارزين لدول أمريكا الجنوبية قُبيل التئام الجلسات الرئيسية للقمة، قائلا لهم: quot;أعتقد أننا نحرز تقدما في القمة.quot;

يُشار إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كانت قد أقرَّت في وقت سابق بفشل السياسة التي دأبت واشنطن على انتهاجها إزاء كوبا منذ خمسين عاما، ورحبت بالدعوة لإجراء حوار مع القيادة الكوبية.

وقالت كلينتون إن الولايات المتحدة quot;تدرس بشكل جدي كيفية الرد على التعليقات التي أطلقها الرئيس الكوبي راؤول كاستروquot;، معتبرة تلك التصريحات بأنها ترقى إلى مستوى quot;المبادرةquot;.

وكان الرئيس الكوبي قد عبَّر عن استعداده الدخول بحوار مع واشنطن يشمل قضايا حقوق الإنسان والسجناء السياسيين وحرية الصحافة.

يُشار إلى أن الإدارة الأمريكية أصدرت مؤخرا قانونا من شأنه أن يخفف القيود المفروضة على سفر الأمريكيين الى كوبا، مما سيتيح المجال للأميركيين من أصول كوبية زيارة أقاربهم في كوبا وتسهيل عملية تحويل الأموال إليهم.

يُذكر أن كوبا مستثناة من المشاركة في قمة الأمريكتين التي تشارك فيها الدول الـ 34 الأعضاء في منظمة الدول الأمريكية. إلا أن عددا من زعماء دول أميركا اللاتينية يطالبون بإعادة كوبا إلى حظيرة المنظمة.

وكان أمين عام منظمة الدول الأميركية، خوسيه ميغيل إنسولزا، قد قال يوم أمس الجمعة إنه سيطلب من الدول الأعضاء الموافقة على تفعيل عضوية كوبا في المنظمة، والتي كانت قد عُلِّقت منذ 47 عاما.