العريش: وصل وفد يضم مسؤولين في حركة حماس الاحد الى مصر لاستئناف الحوار بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة في غضون اسبوع، كما اعلن مسؤول في معبر رفح المصري (شمال شرق) الحدودي مع قطاع غزة لوكالة فرانس برس.
ويرأس الوفد صلاح البردويل، احد قادة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في قطاع غزة الذي تسيطر عليه الحركة منذ اطاحت بالاجهزة الامنية الموالية للرئيس محمود عباس في حزيران/يونيو 2007.
وهذا الحوار الذي بدأ في 10 آذار/مارس في القاهرة يرمي الى تحقيق مصالحة بين حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة حماس، تمهيدا لتشكيل حكومة وفاق وطني.
وكان المتحاورون علقوا في الثاني من نيسان/ابريل حوارهم لثلاثة اسابيع.
وبعدها بايام، اقترحت القاهرة ان يعلق الطرفان المفاوضات الجارية حول تشكيل حكومة وفاق وطني وان يشكلا عوضا عنها لجنة تكون مهمتها التنسيق بين الحكومتين المتنازعتين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال يومها مسؤول فلسطيني رفيع المستوى لوكالة فرانس برس ان رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان الذي يرعى المفاوضات اقترح quot;مقاربة جديدة تقضي بان يتم تأجيل موضوع تشكيل حكومة توافق وطني طالما ان الخلاف حول برنامجها يستعصي على الحل والتنسيق بين حكومة رام الله وحكومة غزة من خلال لجنة تضم ممثلين للفصائلquot;.
وبناء على نتيجة هذا الحوار، يتوقف مصير اعادة اعمار قطاع غزة الذي دمره هجوم عسكري اسرائيلي استمر بين 27 كانون الاول/ديسمبر و18 كانون الثاني/يناير واسفر عن مقتل اكثر من 1400 فلسطيني.
ولا يعترف المجتمع الدولي بسلطة حماس على غزة طالما انها لم تعترف باسرائيل ولم تنبذ العنف، وهو يرفض ان تمر المساعدات التي رصدها لاعادة اعمار القطاع بهذه الحركة.
وتعهد المجتمع الدولي بدفع 4,5 مليارات دولار لاعادة اعمار غزة والنهوض بالاقتصاد الفلسطيني.
نتنياهو سيفاوض الفلسطينيين من دون أن يعترفوا بأن إسرائيل 'دولة يهودية'
من جهة ثانية قال مسؤولون في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد إن الأخير سيجري مفاوضات مع الفلسطينيين من دون أن يعترفوا بأن إسرائيل هي quot;دولة الشعب اليهوديquot;، لكنه يعتبر أن اعترافا كهذا هو مطلب أساسي في الحل الدائم.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن المسؤولين في مكتب نتنياهو قولهم، إن quot;رئيس الحكومة مستعد لإجراء مفاوضات سلام مع الفلسطينيين حتى من دون اعترافهم بإسرائيل كدولة يهوديةquot;.
وأضاف المسؤولون ذاتهم أن quot;القدس لن تضع شروطا مسبقة لاستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينيةquot;، لكن نتنياهو شدّد على أن quot;اعترافا فلسطينيا بإسرائيل على أنها دولة يهودية سيدفع المحادثات بصورة ملموسة، وهذا الاعتراف سيكون مطلبا أساسيا في إطار الحل الدائمquot;.
وكان نتنياهو قال خلال لقائه المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل الخميس الماضي، إن إسرائيل تتوقع من الفلسطينيين أن يعترفوا أولا بإسرائيل على أنها دولة يهودية قبل أن نتحدث عن دولتين للشعبين، وأن يعترف الفلسطينيون بالقدس على أنها عاصمة الشعب اليهودي وأن المطلوب تعاون دول المنطقة وعلى رأسها السعودية التي تدرك جيدا الخطر الإيراني.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك لنتنياهو خلال اجتماع لـquot;المطبخ السياسيquot; الإسرائيلي اليوم الأحد، إنه لا مفرّ أمام إسرائيل من التوصّل إلى تسوية إقليمية شاملة وحل الدولتين للشعبين.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن باراك اقترح خلال الاجتماع معادلة تطالب إسرائيل بموجبها الفلسطينيين والعالم العربي بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، بالإضافة الى مطالب في المجال الأمني، وانه لا مفر أمام إسرائيل من التوصّل إلى تسوية إقليمية شاملة يكون في مركزها حل الدولتين للشعبين وأن يكون الحل لقضية اللاجئين الفلسطينيين في إطار دولة فلسطينية.
واقترح باراك على نتنياهو أن يطرح مبادرة سلام إسرائيلية تستند الى مبادرة السلام العربية التي أقرّتها قمة بيروت عام 2002 وتقضي بإقامة دولة فلسطينية.
يذكر أن نتنياهو يرفض حتى الآن الاعتراف بحلّ الدولتين ويشترط استئناف المفاوضات الإسرائيلية -الفلسطينية باعتراف الفلسطينيين بإسرائيل على أنها quot;دولة الشعب اليهوديquot; وبوقف البرنامج النووي الإيراني، وهو ما ترفضه الولايات المتحدة التي اكدت أن لا شروطا مسبقة لاستئناف المفاوضات.
وشارك في اجتماع quot;المطبخ السياسيquot; الذي عقد في مكتب نتنياهو، وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ومسؤولون أمنيون بينهم رئيس مجلس الأمن القومي عوزي أراد ورئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع عاموس غلعاد.
وذكرت صحيفة quot;هآرتسquot; اليوم الأحد أن ميتشل عبّر عن رفض الإدارة الأميركية للشروط الإسرائيلية المسبقة، خلال لقاءات عقدها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة رام الله والقيادة المصرية في القاهرة في نهاية الأسبوع الماضي.
يذكر أن وزارة الخارجية الأميركية شدّدت في بيان رسمي، أصدرته في ختام زيارة ميتشل إلى الشرق الأوسط، على أن الولايات المتحدة ستواصل العمل من أجل تحقيق حل quot;الدولتين للشعبينquot; ومن دون شروط مسبقة.
ولفتت quot;هآرتسquot; إلى أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة تنظر إلى إسرائيل على أنها دولة يهودية، إلا أنها لا تطالب الفلسطينيين بالاعتراف رسميا بأنها quot;دولة الشعب اليهوديquot;.
وأضافت الصحيفة أنه تبيّن في أعقاب المحادثات التي أجراها ميتشل في إسرائيل، أن الولايات المتحدة لا توافق على موقف نتنياهو بإرجاء استئناف المفاوضات حتى يتم quot;إحباط التهديد الإيرانيquot; من خلال وقف البرنامج النووي الإيراني.
وأشارت quot;هآرتسquot; إلى أنه يتضح من مداولات مغلقة أن وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، يعارض الشروط التي تضعها حكومة إسرائيل، لكنه يمتنع عن الكشف بصورة علنية عن الخلاف بينه وبين نتنياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان.
ونقلت الصحيفة عن مقرّبين من باراك قولهم أمس السبت، إن باراك ملتزم ببرنامج حزب quot;العملquot; الذي يؤيّد قيام دولة فلسطينية، وذلك من دون اشتراط الاعتراف بإسرائيل على أنها quot;دولة الشعب اليهوديquot;.
ويرفض باراك أيضا الربط بين استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين ووقف البرنامج النووي الإيراني، ويؤيّد التوصل إلى تسوية سلمية إقليمية بين إسرائيل والدول العربية يتم من خلالها التوصل إلى تطبيع علاقات مع الدول العربية وضمان أمن إسرائيل وعلى رأس ذلك وقف البرنامج النووي الإيراني.
وكانت إسرائيل طرحت شرطها بأن يعترف الفلسطينيون بأنها quot;دولة الشعب اليهوديquot; عشية مؤتمر أنابوليس قبل نحو عام ونصف العام وخلال محادثات أميركية- إسرائيلية، وطالب وزيرة الخارجية الإسرائيلية في حينه تسيبي ليفني، ألا يكتفي الأطراف بالإشارة في البيان الختامي للمؤتمر بعبارة quot;دولتين للشعبينquot; وإنما أن يصادق المؤتمر على صيغة quot;دولتين قوميتين للشعبينquot; لمنع الفلسطينيين من المطالبة والتفاوض على حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
ورفضت إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الشرط الإسرائيلي بعدما قبلت التحفظ الفلسطيني على ذلك وإبقاء الموضوع للمفاوضات، إلى جانب قضايا الحل الدائم الأخرى وبينها القدس واللاجئين.