بهية مارديني من دمشق، وكالات: وصل سفير لبنان لدى دمشق ميشال خوري إلى سوريا اليوم لتسلّم مهامه بعد الإعلان عن إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين منذ استقلالهما بعد نحو 60 عاماً. واستقبل خوري عند نقطة الحدود بين لبنان وسوريا في جديدة يابوس، موظفون في إدارة المراسم في وزارة الخارجية والسفراء العرب لدى دمشق ورئيس المجلس الأعلى السوري- اللبناني نصري الخوري.

وأكد السفير ميشال خوري لدى وصوله إلى سوريا أن تبادل السفارات بين البلدين يرسّخ العلاقات بينهما. وقال في تصريح صحافي في معبر جديدة يابوس، quot;نتطلع إلى مستقبل مشرق حافل بأحسن العلاقات، وهذا ما يفترض أن يسود بين البلدين والشعبين الشقيقينquot;.

وقد رفع العلم اللبناني رسمياً فوق مبنى السفارة اللبنانية في دمشق في مطلع مارس الماضي، بعدما أعلن عن تبادل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أكتوبر.

ورفع العلم اللبناني القائم بالأعمال في السفارة اللبنانية رامي مرتضى فوق المبنى الذي كان مقراً للهيئة السورية- اللبنانية التي أنشئت عام 1972، ويترأسها فاروق الحجاوي. ويقع المبنى في منطقة أبو رمانة بالقرب من السفارتين الأميركية والإيطالية.

وكانت سوريا عيّنت في نهاية مارس الماضي علي عبد الكريم سفيراً لها في بيروت.

مؤتمر في بيروت

إلى ذلك أكدت مصادر متطابقة لإيلاف ان مؤتمرا مماثلا لمؤتمر دمشق للعلاقات السورية اللبنانية الذي اختتم مؤخرا في سورية ، سيجري تحضيره قريبا في بيروت ، واشارت الى ان المؤتمر سيتناول محاور عديدة ، ولفتت الى اهمية انعقاد مثل هذه المؤتمرات في ظل العلاقات بين البلدين ونجاح مؤتمر دمشق الذي يعتبر الاول من نوعه ، كما بينت أهمية ايجاد تصور شامل يضعه المثقفون والمفكرون والباحثون كأساسٍ لعلاقات صالحة وسليمة ومتوازنة.

وكان الباحثون المشاركون في مؤتمر العلاقات السورية اللبنانية اختتموا أعمال المؤتمر الخاص بالعلاقات السورية اللبنانية في دمشق وتقدموا بمجموعة من الرؤى، واعتبروا انه من الخطأ الفادح الانطلاق في العلاقات من أن ما يفرق البلدين أكثر من الذي يجمعهما، وما يميزهما في التواصل والتنسيق والتكامل أعمق ما يسيء إليهما في التباعد والتنافر...

وأشار المؤتمرون إلى أن إقامة علاقات بسورية محقة وقوية ولبنانَ محقٍ وقوي شرط ضروري لنجاحها، وإقامة علاقات عبر مشروعِ بناءِ الدولةِ الحديثة....

ورأى المؤتمرون إلى أن الكثير من الأجواء القائمة بين البلدين في المرحلةِ الراهنة، والتي في بعضِ أبعادها لا تخدمُ إلا ما يفرقهما، حيث دعوا إلى الوقوف ضد كل اتهامات وأخطاء وتوتر من خلالِ إعادة الأمور إلى ما يجبُ إن تكون عليه في طبيعتها الخالصة، من خلال أن كلاً من البلدين محكومٌ بما هو أبعد من علاقات تبقيه خارجَ ما نشأ البلدان عليه من هوية واحدة وانتماءٍ واحد ومصيرٍ واحد.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد استقبل المشاركين اللبنانيين في المؤتمر، في حضور نائبة الرئيس للشؤون الثقافية الدكتورة نجاح العطار. وأبدى الموافقة المسبقة على دعم عقد مؤتمر مماثل في بيروت.

يشار أن سورية ولبنان اتفقتا العام الماضي على حل مختلف القضايا العالقة بين البلدين حيث تم تبادل التمثيل الدبلوماسي وإحياء لجان ترسيم الحدود وتشكيل لجان مشتركة لحل مشكلة المفقودين في البلدين.