تقديرات متضاربة حول النتائج وضغوط مصرية لإنجازه قبل لقاء أوباما
تعثر حوار فتح وحماس، وتواصل حرب التصريحات، وتفاؤل باختراقات
نبيل شرف الدين من القاهرة:
مرة أخرى تعثرت جلسات الحوار بين حركتي quot;فتحquot; وquot;حماسquot;، وأرجئت حتى يومي 16 و17 من شهر أيار (مايو) المقبل، وذلك بعد انتهاء الجولة الرابعة على نحو مبتسر ومن دون التوصّل إلى اتفاق حول أي من الملفات الأكثر إلحاحًا، باستثناء مسألة مرجعية منظمة التحرير الفلسطينية،rlm; وأشارت مصادر مصرية وفلسطينية متطابقة إلى أن حركة فتح وافقت للمرة الأولى على إجراء التصويت في الانتخابات المقبلة وفق نظام مختلط، يجمع بين التصويت النسبي والفردي .
ووسط تقديرات متباينة حول نتائج الجولة الرابعة من المحادثات، فقد حرص الوفدان الفلسطينيان والمسؤولون المصريّون إلى تصوير الأمر بعبارات عن اختراقات في ملفات الأمن والانتخابات ومنظمة التحرير، مع بقاء ملف الحكومة عالقًا حتى الآن، بينما أعلنت مصادر مصرية أنه على الرغم من عدم التوصل لتفاهم نهائي، فقد حدثت اختراقات مهمة في ما يتعلق ببند منظمة التحرير، والملف الأمني، وإجراء الانتخابات وفق النظام المختلط .

وواصل المصدر المصري قائلاً إن جولة جديدة من الحوار التي ستستضيفها القاهرة منتصف الشهر المقبل من المقرر أن تحسم النقاط العالقة تمهيدًا لعقد الحوار الشامل وتوقيع وثيقة المصالحة والوفاق الوطني، في ما أعلن محمود الزهار القيادي بحركة حماس عن أن تأجيل محادثات القاهرة جاء كي يتسنى للوفدين العودة إلى مرجعياتهما السياسية في الحركتين لمناقشة مجموعة من الأفكار والأطروحات التي قدمتها القاهرة، وأشار الزهار إلى أن ملفي الأمن ومنظمة التحرير الفلسطينية كانا الأكثر تعقيدًا في المحادثات .

وجرت الجولة الرابعة من الحوار بين حركتي فتح وحماس، والتي تعد الأكثر تعقيدًا، وسط صعوبات تتمثل في تجاوز العقبات المزمنة والتوصلِ إلى اتفاق يمكنه أن يصمد على الأرض، وبحثت الجولة الأخيرة موضوعات مفصلية طال البحث فيها، مثل تشكيل الحكومة، وتحديد آلية يمكن من خلالها بناء أجهزة أمنية بشكل احترافي ومهني بعيداً عن الانتماءات الحزبية والفصائلية .
وتسعى القاهرة جاهدة خلال جولات الحوار إلى ترتيب البيت الفلسطيني، من خلال التأكيد على تطوير آلية العمل داخل منظمة التحرير، خاصة في ظل تأخر ملف إعادة الإعمار قد عطل طويلا لارتباطه بملف التهدئة، مرورًا بملف صفقة تبادل الأسرى وأخيرًا بانتظار المصالحة الفلسطينية بين شتى الفصائل .
خلافات مزمنة
وجاءت هذه الجولة في ظل أجواء متوترة سادت خلال الفترة الأخيرة، تخللها تبادل اتهامات بين الفصيلين، الأمر الذي يرى فيه مراقبون أنه انعكاس لواقع الانقسام الذي يبدو أنه سيظل قائما، لاسيما أنه لا يلوح في الأفق أي بوادر للحل، بينما ترى مصادر دبلوماسية أن مصر تحاول الضغط على حركتي حماس وفتح، لتحقيق اختراق قبل زيارة الرئيسين المصري حسني مبارك والفلسطيني محمود عباس إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما .

وحسب مراقبين مصريين فإنه إذا كانت أسباب الفشل تغلب على عوامل النجاح فإن هذا تحول الحوار إلى هذا الاتجاه سيعيد رسم ملامح المرحلة القادمة من العلاقات الداخلية بين الفلسطينيين وقد يزيد من الفجوة بين الطرفين ويؤدي إلى توتر وانفجار جديد في العلاقة التي خفت حدتها بعد الحرب على غزة قليلاً ، ويتوقع المراقبون أن تزداد حدة السجال الإعلامي خلال الفترة المقبلة، بالتزامن مع الاقتراب من القضايا الشائكة في أجندة الحوار .
ومما يزيد الوضع صعوبة أمام الحوار الفلسطيني عدم التوصلِ لمصالحة عربية تقوم على المصارحة قبل المصالحة، كما يقول مراقبون في سياق تحديات تتجدد في ظل واقع عربي يراه مراقبون بأنه يزيد هوة الانقسام ويبعد حركتي فتح وحماس عن نقطة الالتقاء في المدى المنظور .

واتفقت الحركتان خلال جولات الحوار السابقة على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة في كانون الثاني (يناير) من العام المقبل2010 وعلى آليات للمصالحة الوطنية على الأرض تمنع تكرار الاقتتال الذي وقع بينهما في قطاع غزة في العام 2007، لكن الحركتين لم تتمكنا من الاتفاق بعد على صيغة لإعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية ولا على الترتيبات المتعلقة بإعادة توحيد الأجهزة الأمنية، كما أن الخلافات مازالت قائمة بينهما حول القانون الانتخابي، إذ تريد quot;فتحquot; اعتماد نظام القائمة النسبية المطلقة بينما تطالب حماس بنظام مختلط يجمع ما بين القائمة النسبية والدوائر الفردية .

أما عزام الأحمد رئيس الكتلة البرلمانية لحركة فتح، فقال إن الجولة الرابعة للحوار حققت اختراقاً إيجابياً في القضايا الخلافية الأربع. لافتا إلى أن وفدي فتح وحماس اتفقا بمساعدة الراعي المصري، على موضوع منظمة التحرير، وتم تحقيق اختراق في موضوع قانون الانتخابات وتقدم في موضوع الأمن، غير أنه أشار إلى عدم التوصل بعد إلى اتفاق بشأن موضوع الحكومة والعمل جار على تحقيق توافق بشأنه .

في المقابل تقول quot;حماسquot; إن الأمور تسير باتجاه الأصعب، لأن المواضيع المقرر مناقشتها كبرنامج الحكومة والأجهزة الأمنية جميعها قضايا مهمة جرى إرجاؤها لصعوبتها البالغة، واتهم قياديون حمساويون تحدثت معهم (إيلاف) حركة فتح بما أسموه وضع اشتراطات إسرائيلية وأميركية ومحاولة استدراج حماس للتسوية والاعتراف بإسرائيل بهدف إخراجها من المشهد السياسيquot;، على حد تعبيرهم .