القاهرة: دعا ناشط حقوق الإنسان ورئيس مركز quot;إبن خلدون للدراسات الإنمائيةquot; سعد الدين إبراهيم الرئيس المصري حسني مبارك للتفكير في اعتزال الحياة السياسية. وقال ابراهيم الموجود في جنيف بسويسرا في حوار مع صحيفة quot;المصري اليومquot; المستقلة، quot;أتمنى لمبارك طول البقاء لكن خارج السلطةquot;. وتابع quot;نرجو من مبارك إجراء عدد من الإصلاحات قبل لقائه المرتقب بالرئيس الأميركي باراك أوباما، أهمّها إنهاء حالة الطوارئ والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وإطلاق حرية الإعلام، واستعادة (المعارض المصري ومؤسّس حزب الغد) أيمن نور لكل حقوقه السياسيةquot;.
وهدّد ابراهيم بتنظيم وقفات احتجاجية تواكب زيارة مبارك الى واشنطن، ما لم يجر هذه الاصلاحات. وتحدث عن نجل الرئيس المصري جمال مبارك، رئيس لجنة السياسات بالحزب الوطني، وطالبه بـquot;الابتعاد عن السلطةquot;، إلا إذا أتته بـquot;طريقة ديمقراطيةquot;، من خلال انتخابات تنافسية حرة تحت إشراف دولي.
وقال إنه نصح إدارة أوباما بعدم زيارة القاهرة كأولى عواصم العالم الإسلامي، quot;لأن نظامها السياسي يفتقر إلى الديمقراطية، في حين خطت كل من تركيا وإندونيسيا، كدولتين إسلاميتين، خطوات ملموسة على طريق الديمقراطيةquot;. وأضاف ابراهيم quot;علاقتي جيدة بإدارة أوباما وبجميع مستشاريه، تماماً مثلما كانت مع إدارة الرئيس السابق جورج بوش، وأقول لهم رأيي عندما يُطلب منيquot;.
وتابع quot;مؤخراً أخذوا بنصيحتي عندما سألوني عن رأيي في أهم وأول عاصمة إسلامية ينبغي على الرئيس الأميركي زيارتها بعد توليه السلطة، فقلت لهم جاكرتا أولاً أو إسطنبول، وهو ما حدث، وقلت لهم بالحرف إن القاهرة ليست العاصمة الأنسب لتدشين زيارات أوباما لدول العالم الإسلامي، لأن نظامها السياسي يفتقر إلى الديمقراطيةquot;. وقال ابراهيم ردا على سؤال بشأن مطالبته أوباما بممارسة ضغوط على مبارك خلال زيارته المقبلة لواشنطن، quot;لا أسميها ضغوطاً ولكن أسميها مطالب، لأن هناك في مصر من يفسر كلمة ضغوط على أنها استقواء بالخارجquot;.
ونفى أن يكون مركز quot;ابن خلدونquot; تلقى طلبات لإجراء دراسات يمكن وصفها بـquot;الحساسةquot; أو يمكن أن تكون متعلقة بالأمن القومي، وأضاف quot;لم يطلب مني أحد دراسة تتعلق بالأمن القومي من قريب أو بعيد، حتى ولو طلب مني لا يمكن أن أقوم بها، لأن مركز 'ابن خلدون' متخصّص في علم الاجتماع، وليس في علم الجاسوسيةquot;. وأضاف quot;نحن متخصّصون في عمل المسوح الميدانية في أي مجال يتفق مع الأهداف والرسالة المعلنة لمركز 'ابن خلدون'، وأية هيئة حكومية أو غير حكومية تطلب منا إجراء بحث ما، نقيّم مطلبها وفقا لدستور المركز، فإما أن نقبله أو نرفضهquot;.
وكانت محكمة مصرية قضت في اغسطس/آب الماضي بحبس إبراهيم عامين وتغريمه 10 آلاف جنيه (نحو 1814 دولارا) في قضية أقامها ضده محامي بالحزب الوطني الديموقراطي الحاكم بدعوى الإساءة لسمعة مصر، بعد ان طالب بقطع جزء من المعونات الاميركية السنوية في مصر لعدم قيام القاهرة بإجراء إصلاحات ديموقراطية.
وكانت المحكمة أصدرت حكمها غيابا على ابراهيم، الذي غادر مصر منذ أكثر من عامين بعد إطلاقه من الحبس في قضية اتهم فيها ايضا بالاساءة لمصر، قبل أن تبرّأه منها المحكمة العليا المصرية. ويذكر ان ابراهيم، الذي يحمل الجنسية الأميركية، يواجه 11 قضية رفعها أعضاء بالحزب الوطني ومقرّبون من الحزب، تتهمه بتشويه سمعة مصر. وكان ابراهيم قد قضى حوالي 10 شهور في السجن بعد ان حكمت عليه محكمة مصرية بتهم ممثالة عام 2001 قبل ان يلغى الحكم من محكمة النقض.
التعليقات