الخرطوم: أعلنت الحكومة السودانية اليوم الخميس عزمها استقبال منظمات إغاثة غربية غير حكومية جديدة في إقليم دارفور وتمديد مهمات المنظمات الموجودة حاليا لسد الفراغ الذي خلفه طرد 13 منظمة دولية في شهر مارس/آذار الماضي.
وقال وزير الشؤون الإنسانية السوداني هارون لوال إثر لقائه مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة جون هولمز والموفد الأميركي سكوت غريشن إن السودان يدعو منظمات دولية غير حكومية جديدة إلى إقليم دارفور مشيرا إلى أن بلاده ستسمح للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بتوسيع عملياتها الحالية.
إلا أن الحكومة السودانية جددت رفضها عودة 13 منظمة إغاثة قامت بطردها بدعوى ضلوعها في أنشطة تجسس والتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت في شهر مارس/آذار الماضي مذكرة توقيف بحق الرئيس عمر حسن البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.
ويشهد إقليم دارفور منذ عام 2003 حربا متشعبة الأطراف أدت بحسب تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل 300 آلف شخص وتهجير 2.7 مليون شخص فيما تقول التقديرات السودانية إن النزاع خلف عشرة آلاف قتيل.
إجراءات لتوفير المساعدات
ومن ناحيته قال هولمز إن الأمم المتحدة قامت منذ طرد منظمات الإغاثة غير الحكومية من السودان باتخاذ إجراءات مؤقتة لتعويض النقص الحيوي في المساعدات الإنسانية مشيرا إلى أن هذه الإجراءات غير كافية مما يحتم التوصل إلى وضع دائم لتوصيل المساعدات إلى الإقليم.
وأضاف أن قدوم منظمات غير حكومية جديدة وتمديد مهام بعض المنظمات وتعزيز دور المنظمات غير الحكومية السودانية يهدف إلى تلافي هذا النقص بشكل دائم مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الأمم المتحدة كانت تفضل عودة المنظمات غير الحكومية المطرودة.
وحمل هولمز الحكومة السودانية مسئولية توفير الأمن للعاملين في مجال الإغاثة كما طالب مجموعات التمرد بالسيطرة على عناصرها.
ويعمل موظفو الإغاثة في دارفور حاليا في ظروف أمنية صعبة بسبب انعدام الأمن واستشراء قطع الطرق وعمليات الاختطاف في الإقليم المترامي الأطراف الذي شهد مؤخرا اختطاف شخصين من منظمتي أطباء بلا حدود والمساعدة الطبية الدولية.
وتأتي زيارتا هولمز وغريشن قبيل بدء موسم الأمطار في دارفور الذي يعرقل عادة نقل المساعدات ويشكل مخاطر على صعيد انتقال بعض الأمراض المعدية في مخيمات النازحين في دارفور.
لقاءات لغريشن
وفي غضون ذلك، عقد المبعوث الأميركي إلى السودان سكوت غريشن عدة لقاءات مع مسئولين حكوميين خلال جولته الثانية في البلاد في أقل من شهر.
والتقى غريشن مستشار الرئيس البشير نافع علي نافع وسالفا كير الذي يشغل منصبي نائب الرئيس السوداني ورئيس حكومة جنوب السودان وذلك لبحث تطبيق اتفاق السلام بين الشمال والجنوب الذي أنهى عام 2005 أطول حرب أهلية في أفريقيا والتي استمرت 21 عاما.
وكانت مواجهات قبلية وقعت مؤخرا في جنوب السودان قد أثارت مخاوف من استئناف الحرب وتدهور الوضع الإنساني في المنطقة الفقيرة.
ونص اتفاق السلام الموقع بين الحكومة المركزية وحكومة جنوب السودان على تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية ومحلية في العام الحالي إلا أنه تم إرجاؤها حتى شهر فبراير/شباط من العام القادم لتسبق استفتاء عام 2011 حول استقلال جنوب السودان.