باريس: سيحتل الملف النووي الإيراني وبشكل أوسع موضوع أمن واستقرار منطقة الخليج حيزا واسعا في المحادثات التي سيجريها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في أبوظبي مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ومع ولي عهد أبوظبي بمناسبة تدشين قاعدة quot;السلامquot; العسكرية الفرنسية على شاطئ أبوظبي.
وقالت مصادر رئاسية فرنسية لـquot;الشرق الأوسطquot; إن باريس quot;تتفقquot; مع الرئيس الأميركي باراك أوباما لجهة إعطاء إيران مهلة حتى نهاية العام الحالي لتوضيح موقفها بخصوص برنامجها النووي. وبحسب المصادر الرئاسية، فإن مرحلة الانفتاح الجدية الأميركية على إيران quot;لا يمكن أن تكون مفتوحة إلى ما لا نهاية، فالوقت يمر وتخصيب إيران لليورانيوم مستمر، ولذا يتوجب علينا أن نتوصل إلى رؤية واضحة مع نهاية العامquot; الحالي.
وكان الرئيس الأميركي قد أعلن، أثناء وجود رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في واشنطن، أنه quot;لا يريد روزنامة مصطنعةquot;، غير أنه بالمقابل، رأى أنه يفترض التوصل إلى رؤية أوضح مع انتهاء العام الحالي. وتعتبر مصادر ديبلوماسية فرنسية متابعة لهذا الملف أن quot;النافذة الدبلوماسيةquot; المفتوحة أمام التوصل إلى حل دبلوماسي ـ سياسي مع إيران تمتد من الفترة التي تلي الانتخابات الرئاسية وحتى نهاية العام الحالي. وتؤكد المصادر الفرنسية الرسمية أن quot;كل الاحتمالات تصبح واردةquot; بعد انتهاء هذه المهلة، خاصة من الجانب الإسرائيلي.
وتنظر باريس بكثير من quot;القلقquot; إلى سيناريو حربي تدور رحاه في منطقة الخليج، إذ تعتبر أن نتائجه ستكون quot;كارثيةquot;. وتؤكد المصادر الفرنسية أن رؤيتها للملف الإيراني quot;تطابقquot; الرؤية الخليجية التي نقلها مسؤولون خليجيون إلى الدول الغربية في الآونة الأخيرة، وهي تشدد على quot;ضرورة منع إيرانquot; من امتلاك السلاح النووي، لكنها في الوقت عينه تنبهها إلى ضرورة quot;استبعاد الحل العسكريquot;، بحيث تتم العودة إلى المقاربة الأوروبية والدولية القائلة بإبداء الاستعداد للحوار مع طهران، وفي الوقت عينه تشديد العقوبات المالية والاقتصادية الدولية عليها لحملها على العودة إلى طاولة التفاوض.
وسيكون الملف المذكور موضع تشاور بين ساركوزي والرئيس الأميركي في الخامس من (حزيران) بمناسبة زيارة الأول إلى فرنسا للمشاركة في الاحتفالات السنوية لإنزال الحلفاء في منطقة النورماندي. وقبل ذلك سيبحث ساركوزي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الملف الإيراني بمناسبة زيارة نتنياهو الأولى إلى باريس في الثالث من الشهر نفسه.
وترى المصادر الرئاسية أن quot;مقاربة جدية للنووي الإيراني تفترض انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية في طهران مع اعتراف باريس أن quot;مفتاحquot; البرنامج النووي ليس بيد الحكومة أو رئيس الجمهورية، بل بيد مرشد الثورة آية الله علي خامنئي. وكانت فرنسا سعت، عبر علي أكبر ولاياتي الذي دعته إلى باريس حيث اجتمع بالرئيس ساركوزي، إلى فتح quot;باب تواصلquot; مباشر مع خامئني. غير أن الأخير quot;رفض الاستجابةquot; وquot;وجه باستمرار المساعي الفرنسية باتجاه الحكومةquot; ما يعني عدم استعداده لفتح القناة الخلفية مع المسؤولين الفرنسيين.
و تعتبر باريس أنها quot;تقدم مساهمة في الحفاظ على التوازنات الاستراتيجيةquot; في الخليج من خلال قاعدتها العسكرية الجديدة التي يبدو أن غرضها الحقيقي مزدوج: طمأنة دول المنطقة وإظهار اهتمام فرنسا بها لما لها من أهمية استراتيجية ونفطية. والآخر quot;تحذيرquot; إيران من أية بادرة غير محسوبة. ووفق مصدر عسكري فرنسي، فإن أي استهداف للإمارات يعد quot;استهدافا لفرنساquot; بسبب اتفاقية الدفاع القائمة بين البلدين منذ عام 1995 والتي سيتم استبدالها باتفاقية دفاعية جديدة سيجري التوقيع عليها يوم الثلاثاء القادم في أبوظبي.
التعليقات