الخرطوم:اندلعت مواجهات دامية بين قبيلتين عربيتين كبيرتين في ولاية جنوب كردفان المجاورة لاقليم دارفور اوقعت عددا من القتلى كما اعلنت السلطات السودانية الثلاثاء، بينما ذكرت مصادر قبلية ان عدد الضحايا ناهز المئة قتيل.

واوضحت وزارة الداخلية السودانية ان المواجاهت اندلعت بين قبيلتي المسيرية والرزيقات نهاية الاسبوع الفائت قرب بلدة ميرم الواقعة على الحدود بين جنوب كردفان ودارفور على بعد اكثر من 800 كلم جنوب غرب الخرطوم.

واضافت الوزارة في بيان ان قوات الشرطة السودانية وصلت مساء الاثنين الى المنطقة للفصل بين القبيلتين.

واضاف البيان انه quot;صباح الثلاثاء وبينما كانت قواتنا تقوم ببعض الترتيبات الادارية والامنية بمنطقة شقادي (25 كلم غرب الميرم) لمنع الطرفين من الاشتباك تعرضت لاطلاق نيران كثيفة من جانب الرزيقات وهجوم على قوات الاحتياطي المركزيquot;.

واكد البيان ان quot;القوة المعتدية تقدر بثلاثة الاف مقاتل على ظهور الخيل و35 عربةquot;، مشيرا الى ان quot;هذا الاعتداء اسفر عن استشهاد عدد من قوات الاحتياطي المركزي والمواطنين بالمنطقة واصابة اخرين اصابات مختلفة، ويجري حصر القتلى والجرحىquot;.

واوضحت مصادر من كلا القبيلتين ان المواجهات بين الطرفين قديمة العهد وتتجدد باستمرار بسبب نزاعات على مصادر مياه الشفة التي تستخدم في تربية الخيل والمواشي.

واوضح زعيم في قبيلة الرزيقات لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته ان quot;المعارك اسفرت عن 100 قتيل لدى الطرفين فضلا عن مقتل 28 شرطياquot;.

من جانبه اعلن احد اعيان قبيلة المسيرية لفرانس برس quot;لقد احصينا 95 قتيلا في صفوفنا لوحدهاquot;، ما يشير الى ان عدد القتلى اكثر من مئة قتيل.

ويقع معقل قبيلة الرزيقات في جنوب شرق دارفور قرب جنوب كردفان في حين يتكثف وجود قبيلة المسيرية في غرب ولاية جنوب كردفان بالاضافة الى وجودها في دارفور، الاقليم الذي يشهد منذ 2003 حربا اهلية.

ومنذ مطلع العام سجل وقوع العديد من المعارك القبلية في دارفور اوقعت من القتلى ما يزيد عن اولئك الذين يسقطون في المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين.

وتقع ولاية جنوب كردفان بين دارفور وجنوب السودان وهي تعتبر احدى المناطق الاكثر حساسية في البلاد. ودارت معارك عنيفة في مدينة ابيي في ايار/مايو 2008 اثارت يومها المخاوف من عودة الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب والتي دارت بين 1983 و2005 واوقعت مليونا ونصف المليون قتيل.