وسط مشاعر من الإحباط والتشاؤم .. الجميع بانتظار المفاجآت

هل تتسع زيارة أوباما للقاء أيمن نور وقادة جماعة الإخوان ؟

أشرف أبوجلالة من القاهرة: ربما تُمثل زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما المرتقبة إلى القاهرة نهاية الأسبوع الجاري نقطة فاصلة في جدوى ومستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة ودول المنطقة العربية والعالم الإسلامي، وفي الوقت الذي تركز فيه التقارير الصحافية والتحليلات الإخبارية خلال هذه الأثناء على المحتوى الذي ستشتمله كلمة أوباما التي سيلقيها من داخل جامعة القاهرة فيما يتعلق برؤاه ومقترحاته الخاصة بالصراع الفلسطيني ndash; الإسرائيلي والخطر النووي الإيراني وكذلك منظور واشنطن الجديد تجاه العالم الإسلامي، ظل هناك محورا ً هاما ً لم يتم التطرق إليه إلى الآن رغم أهميته من وجهة نظر المراقبين على أقل تقدير، وهو ما يمكن تلخيصه في تلك الجزئية التي ألمحت إليها اليوم تقارير صحافية أميركية في سياق ما تُعِده من تقارير شبه يومية للحديث عن الزيارة، وهي : quot; هل ستتسع زيارة أوباما للقاء أيمن نور وقادة جماعة الإخوان المسلمين ؟quot;

فرضية ربما طرحت نفسها على الساحة خلال الآونة الأخيرة، واهتمت بإبرازها اليوم صحيفة quot;لوس أنجليس تايمزquot; الأميركية التي قالت في سياق تقريرها أن المنشق والمعارض المصري البارز أيمن نور الذي أطلق سراحه مؤخرا ً في إيماءة كبادرة لحسن النوايا مع الولايات المتحدة، يخشى عدم قيام واشنطن، التي تحتاج لمساعدة مصر في المنطقة، بدفع عجلة الإصلاحات الديمقراطية في البلاد، مؤكدة ً على أنه يأمل خلال هذه الأثناء أن يتلقي دعوة لمقابلة الرئيس الأميركي. وبرغم عدم وضوح الرؤية الخاصة بمثل هذه الإمكانية حتى الآن، وفي الوقت الذي تسيطر فيه مشاعر الإحباط على نور، إلا أنه يمتلك قدر كاف من الواقعية التي تمكنه من فهم معايرة السياسة عندما يبدأ الرئيس الأميركي زيارته، على حد قول الصحيفة. وهو ما فتح الباب أمام التكهنات والتوقعات التي بدأت تربط بين إمكانية الترتيب لهذا اللقاء سواء كان مع نور أو حتى مع بعض رموز جماعة الإخوان المسلمين. وهو ما لم يتحدد بشكل واضح إلى الآن.

وفي سياق تقريرها التي عنونته بـ ( التشاؤم يسيطر على المنشق أيمن نور عشية زيارة أوباما للقاهرة )، نقلت الصحيفة عن نور قوله :quot; ما أريده الآن هو العودة لمحبسي، فالحكومة مصرة على الاستفادة بأقصى درجة ممكنة من عملية إطلاق سراحي، لكنهم يلحقون بي أشد الضرر. فقد حُرمت من كافة الحقوق. ولم يستطع حزبي أن يعود للمشهد السياسي. بالإضافة لمطاردتي من جانب الشرطة. كما أنهم بدؤوا يعبثون بحياتي الشخصية. ولا يوجد هنا سقف لظلم وانتقام هذا النظامquot;. وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أنه في الوقت الذي يتوقع فيه كثيرون أن يستمعوا إلى مبادرة من جانب أوباما خلال كلمته التي سيلقيها من القاهرة يوم الخميس القادم عن إنهاء الصراع العربي ndash; الإسرائيلي، سوف يبحث آخرون أمثال نور والناشط سعد الدين إبراهيم نهج نشط لتعزيز حقوق الإنسان.

وقالت الصحيفة أن التساؤل الذي يفرض نفسه الآن هو : كيف سيتمكن أوباما ndash; التي كانت لشخصيته وخطاباته كبير الأثر في العالم العربي - من إحداث توازن بين المصالح القومية للولايات المتحدة وبين نداءاتها لتعزيز الديمقراطية في الشرق الأوسط ؟ - وتابع نور حديثه بالقول :quot; يعتبر أوباما أكثر الرؤساء الأميركيين احتراما ً خارج الولايات المتحدة، فهو مختلف، وبشرته مختلفة، وآتي من ثقافة مختلفة. وقد وجد المواطن العربي فيه نموذجاً ملهماً ويأمل الجميع أن يأتي فرد مثله لتولي مقاليد الأمور هنا بنفس الطريقة التي وصل من خلالها أوباما إلى البيت الأبيض هناك ... لكن حتى الآن، يمكننا أن أقول أن أوباما يمتلك أجندة مربكة بقدر ما تثير الديمقراطية في تلك المنطقة قدرا ً من القلق. وإذا ما تخلى عن مساعيه لنشر الديمقراطية، فإن مجهوداته ستكون بلا معنىquot;.

وعلى صعيد متصل، أعدت شبكة quot;فوا نيوزquot; الإخبارية الأميركية تقريرا ً آخر قالت فيه أن خطاب أوباما المنتظر بالقاهرة يضع مصر في محور الأحداث، حيث ستتحول القاهرة التي لطالما تم النظر إليها على أنها أرض الفراعنة ومهد الحضارة، إلى قلب العالم العربي. وفي سياق تقريرها نقلت الشبكة عن مواطن مصر، لم تحدد اسمه، قوله :quot; نحن نرحب بأي شخص يأتي إلى هنا. فمصر هي أم الدنيا، ونحن سعداء لاستقبال الرئيس الأميركيquot;، بينما قال آخر :quot; إن مصر هي أم العالم العربي بأسره، فالأزهر موجود هنا في القاهرة، ونحن نرحب به ( أوباما ) وعليه أن يشعر بأنه في بلده quot;.

وفي ذات السياق، نقل التقرير عن سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأميركية في القاهرة، قوله :quot; لقد كانت مصر خيارا ً واضحا ً للسيد أوباما. فمصر حليف مقرب دائما ً من الولايات المتحدة، كما أنها تتبنى دائما ً نهج سياسي معتدل، وكان لها الريادة في إبرام السلام مع إسرائيل، كما تحظى مصر بدور استراتيجي هام في حل الصراع الإسرائيلي ndash; الفلسطيني وإيقاف تأثيرات الهيمنة الإيرانية في المنطقة. وأعتقد أن هناك سبب آخر استراتيجي وراء قرار أوباما اختيار مصر لإلقاء خطبته، فالمشكلة الحقيقية هي تلك الموجودة مع العالم الإسلامي العربي، وليس العالم الإسلامي الآسيوي، أو أي مناطق إسلامية أخرى. وبرغم أن التغيير مرحب به هنا، إلا أن الناس هنا يريدون التفاصيل. الموضوع الأول هو القضية الفلسطينية ndash; والدعم غير المحدود الذي تقدمه الحكومات الأميركية لسياسات التوسع الإسرائيلية، وليس لبقاء إسرائيل، وإنما السياسة التوسعية الإسرائيلية. وإذا ما أقدم أوباما على تقديم نوع من أنواع جداول الأعمال المحددة زمنيا ً أثناء إلقائه لخطبته، فإن ذلك سيكون محل تقدير كبير في العالم الإسلامي، وسيعمل ذلك على نزع فتيل الغضب لدى كثير من الثوريين، والجماعات المتطرفة إسلامياً، وتحييد الخطاب الذي يتم استخدامه ضد كيان الولايات المتحدة الأميركيةquot;.

أما المرشد العام لجامعة الإخوان المسلمين في مصر، محمد مهدي عاكف، فقد أعرب عن شكوكه بخصوص تلك الزيارة، وقال :quot; نحن نرحب بأوباما وبأي فرد يأتي إلى مصر، لكني أشعر في قرارة نفسي أن الرئيس أوباما ورِث عن أسلافه تركة ثقيلة للغاية. وتعمل عمليات قتل وتشريد المسلمين في العراق وأفغانستان وفلسطين بالإضافة لما تقدمه واشنطن من دعم لإسرائيل على تشكيل تلك التركة. كما يتوقع العالم العربي والإسلامي منه أن تتوافق مفاهيمه مع المبادئ الحضارية العامة، وألا يقبل الظلم، والعدوان، والديكتاتورية، والفساد، والطغيان في أي منطقة بالعالم. ويجب أن يكون هناك برنامج واضح جنباً إلى جنب مع جدول زمني، وهذا يمكن أن يعطي رسالة قوية للغاية للعالم الإسلامي بأسرهquot;.