طهران: عكست المناظرة التي جرت بين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وأحد أقوى منافسيه، مير حسن موسوي، سخونة أجواء المعركة الانتخابية لرئاسة الجمهورية الإسلامية، المقرر إجراؤها في الثاني عشر من يونيو/ حزيران الجاري، خاصة وأن المناظرة، التي تُعد الأولى من نوعها، لم تخل من اتهامات متبادلة بين المتناظرين.
فبينما اتهم موسوي، مرشح التيار الإصلاحي، وهو رئيس وزراء سابق، الرئيس نجاد بأنه quot;أساء لسمعة إيرانquot;، وquot;ألحق أضراراً جسيمةquot; بها، بعدما تسبب في توتر علاقات الجمهورية الإسلامية مع الآخرين، رد نجاد، الذي يسعى للفوز بفترة رئاسية ثانية، بهجوم عنيف طال زوجة موسوي، قائلاً إنها حصلت على شهادة جامعية بطرق غير قانونية.
وأفادت تقارير إعلامية بحدوث اشتباك بين كلا المرشحين، أثناء بث المناظرة مباشرة على شاشات التلفزيون، إلا أن قناة quot;العالمquot; الإخبارية ذكرت أن أنصار الطرفين احتشدوا أمام مدخل مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، شمال العاصمة طهران، وهتف كل فريق بفوز مرشحه، مشيراً إلى أن quot;المواجهة اقتصرت على الشعارات والشعارات المضادة، ولم تبلغ حد الاشتباك.quot;
وبدأ نجاد المناظرة مع موسوي، التي استمرت نحو 90 دقيقة، وجاءت بعد يوم من مناظرة جمعت بين مرشحين آخرين، هما رئيس مجلس الشورى السابق مهدي كروبي، والقائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي، بقوله إن quot;الحملة الانتخابية تم اختصارها بثلاثة أشخاص ضد واحدquot;، واضعاً المرشحين الآخرين، الذين يوصفون بـquot;الاعتدالquot;، في خندق واحد.
وتناول الرئيس الإيراني الانتقادات التي تعرض لها عند توليه السلطة، قبل أربع سنوات، مشيراً إلى أن موسوي وأنصاره وصفوه بـquot;الديكتاتورquot;، وقالوا إن quot;هذه الحكومة ستنهار خلال ستة أشهر، وحاولوا تحطيمها،quot; مشيراً إلى أنه تسامح مع quot;الإهاناتquot; التي وجهت إليه ولحكومته، قائلاً: quot;الإهانات التي وجهت إلي ليست خطيرة، لكن إهانة الشعب الذي اختارني أمر غير مقبول.quot;
أما موسوي، فقد بدأ كلامه، خلال المناظرة، بالهجوم على طريقة نجاد في إدارة السياسة الخارجية، واصفاً إياها بأنها quot;اتسمت بالتطرف والمجازفة وعدم الاستقرار،quot; معتبراً أن سياسة الحكومة quot;قوضت كرامة أمتناquot;، وquot;تركتنا دون أي صديق في المنطقةquot;، مشيراً إلى أنه قام بترشيح نفسه لخوض الانتخابات الرئاسية بعدما quot;شعرت بالخطر الذي يهدد إيران.quot;
كما اعتبر موسوي أن سياسة نجاد quot;تسببت في تقسيم الشعب الإيراني، من خلال قمع الطلاب المناهضين للحكومة، وقمع العديد من المثقفينquot;، متهماً الحكومة بـquot;التهرب من تطبيق القانون، من خلال عدم احترامها لقرارات البرلمان، وعدم التزامها بقرارات باقي هيئات النظام.quot; وتطرق نجاد إلى الانتقادات التي تعرض لها أيضاً من خصومه السياسيين، بسب موقفه المعلن من المحارق النازية لليهود quot;الهولوكوستquot;، قائلاً إن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، يدعم موقفه، كما أن الشعب الإيراني أبدى تأييده لتلك المواقف.
التعليقات