يمثل حالة تعبوية لدعم المشروع الوطني داخل العملية السياسية
الوسط .. تشكيل سياسي جديد في الساحة العراقية

عبد الجبار العتابي من بغداد: اعلن صباح يوم السبت السادس من حزيران / يونيو 2009 عن ولادة تشكيل سياسي عراقي جديد يحمل اسم (الوسط) ، يتزعمه مستشار الامن الوطني السابق موفق الربيعي ، عبر مؤتمر جرت وقائعه في قاعة (تموز) التابعة لفندق عشتار وحضره اكثر من الف شخصية سياسية ومنظمات مجتمع مدني ووجهاء وشيوخ عشائر وغيرهم ، وحضره ممثل عن رئيس الوزراء الذي بعث برسالة الى المؤتمر حيا فيها المؤتمر وشد فيها على ايدي الذين يعملون على بناء وترسيخ المؤسسات ، مشيرا انه على الرغم من التحديات التي يواجهها العراق الا ان بجهود ابناء العراق استطاع العراقيون تجاوز الكثر وما الا الانفتاح الدولي على العراق الا دليل على هذا .

والقى الدكتور موفق الربيعي رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر كلمة افصح فيها عن اسباب تشكيل (الوسط) واهدافه قال فيها : يسأل الكثيرون ما هو (الوسط) ونحن نقول لهم ان (الوسط) هو حالة تعبوية لدعم المشروع الوطني داخل العملية السياسية ، حالة لتعبئة الكوادر التي لم تنخرط في العملية السياسية ولم يفسح لها المجال في بناء العراق الجديد وتريد ان تنفض الغبار عنها وتنسق جهودها وتوحد قدراتها باتجاه تعزيز المشروع الوطني الذي يعبر الخنادق المذهبية والعراقية .

واضاف : ان الوسط سيكون الوعاء الذي ينتظم فيه الاكاديميون والمثقفون والفنانون والادباء والكوادر العلمية والادبية وشخصيات اجتماعية التي لم يسبق لها ان انتمت الى اي حزب او تيار او تجمع سياسي بسبب تعقيدات الساحة السياسية او لاسباب موضوعية او ذاتية ، وان (الوسط) سيكون الاطار الذي نعمل من خلاله مع النقابات والجمعيات والاتحادات المهنية والاكاديمية ومؤسسات المجتمع المدني وسيكون بمثابة (حزب من لا حزب له) ، ويعمل على تنسيق جهود الطبقات الوسطى والمعتدلة من ابناء شعبنا .

واشار الربيعي الى : ان (الوسط) يجتمع فيه كل من يؤمن بالاعتدال والوسطية ويرفض التطرف وسيكون الوعاء الذي ينشط فيه اصحاب الكفاءات والاساتذة والتدريسيون واصحاب الشهادات والخبرات في جميع الاختصاصات ليصب في خدمة المشروع الوطني لتنشيط العملية السياسية التي اصابها بعض الجمود والتلكؤ في السنوات الاخيرة ، وان مشروع (الوسط) هو محاولة لاشراك اكبر عدد ممكن ممن يتأثرون بالعملية السياسية ولكن لم يجدوا مجالاً للتأثير فيها .

كما بين : أن الوسط يعتبر الطائفية هي جذر وأم المشاكل جميعها في العراق ونعمل على أن نجعل الولاء للوطن وليس للطائفة أو القومية أو الدين أو العشيرة أو الحزب ، ويعتبر وحدة العراق شيئاً مقدساً لا يجوز المساس به وأن العراق واحد لا يقبل القسمة ، وأن الصيغة الاتحادية هي الصيغة المثلى لوحدته الوطنية الطوعية والضمان لعدم تركز السلطة في مكان واحد او عند شخص واحد ، وإن مجموع الحكومات المحلية القوية ينتج حكومة اتحادية قوية ، وإن قوة أي مكون من المكونات هي قوة للعراق وينبغي أن لا نخشى إذا رأينا محافظة أو إقليماً قوياً ومزدهراً وآمناً لأن ذلك من قوة وازدهار وأمن العراق الاتحادي .

ومضى الربيعي يقول في كلمته : لقد عملنا كفريق على تعزيز استقلال وسيادة العراق وإنهاء الوجود الأجنبي من خلال طرح مشروع المقاومة السياسة لإخراج القوات الأجنبية من العراق ومن خلال مفاوضات مضنية استطعنا أن ننهي الاحتلال باتفاق انسحاب القوات الأجنبية وكان ممكن الحصول على نتائج أفضل مما حصلنا عليها لولا حصول بعض التجاذبات السياسية وسوف سنستمر بالعمل على تعزيز سيادة العراق واستقلال القرار العراقي واستقلال قرار الحكومة واستقلال قرار الأحزاب الوطنية واستقلال قرار الشخصيات السياسية من أي تأثيرٍ أجنبي أو إقليمي .

واضاف :ان (الوسط) يعمل على استرداد حقوق العراق من دول الجوار ، لأن للعراق حقوقاً في حدوده البرية والبحرية والنهرية التي فرط بها النظام السابق وتنازل عنها بعد سلسلة من الحروب ضد دول الجوار ، ونعمل على استردادها بقوة العراق واقتداره ،حيث ان قوة العراق تكمن في نظامه السياسي والدبلوماسي والاقتصادي الذي يفرض احترامه على جيرانه والعالم ، موضحا : ان (الوسط) يعمل على بناء دولة المؤسسات وأن تكون الدولة جهازاً محايداً وملكاً لكل المواطنين وليس لطائفة أو قومية أو حزب ، وتكون الكفاءة هي أساس التفاضل بين المواطنين وليس الولاء للطائفة أو للحزب ، وإنما الولاء للوطن هو المعيار وان نصنع رجال دولة يبنون المؤسسات ولا نصنع رجال سلطة يبنون الأمجاد الشخصية .

واكد الربيعي رفض الوسط : عودة حزب البعث الصدامي إلى الحياة السياسية ، مشيرا الى : ان محاولات تأهيله هي أخطر تهديد على الأمن الوطني العراقي والنظام الديمقراطي ومؤشر على عودة الديكتاتورية ، لأن الظاهرة الصدامية مارست الإرهاب وهي في السلطة ثم أصبحت حاضنة للإرهاب خارج السلطة ،وإن من ارتكب الجرائم ضد الشعب العراقي لا مكان له في صفوف الشعب العراقي ولا مكان للبعث الصدامي في العراق الديمقراطي الاتحادي ولا مكان لحلفاء البعث الصدامي من المنظمات الإرهابية من القاعدة وحزب العمال الكردستاني التركي ومنظمة خلق الإيرانية ، واشار الى حرص الوسط على بناء قوات أمنية مهنية ذات توازن وطني وسوف نستمر في العمل على تعزيز السيطرة المدنية على المنظومة الأمنية والاستخبارية لأنها الضمان الأكيد لحماية الديمقراطية ولعدم عودة الديكتاتورية .

واستطرد : ولاجل خلق توازن وطني حقيقي في القوات المسلحة ينبغي العمل على اتباع نظام قبول طلاب الكليات العسكرية والامنية على أساس نسب نفوس المحافظات ، وان (الوسط) يحرص على فرض سلطة وسيادة القانون ويقف بالضد من فرض سلطة الأحزاب والمليشيات ويعمل على تقوية مؤسسات سيادة القانون من خلال قضاء مستقل (ليس بالاسم وإنما بالفعل) ومن خلال جعل السجون مراكز إصلاحية وليست عقابية انتقامية ، وان (الوسط) يستنكر فرض الأمزجة الشخصية والتقلبات السياسية على سيادة القانون مما يدفع بعدم احترام الدستور والتجرؤ على اختراقه في كثير من الأحيان .

وقال همام حمودي رئيس كتلة الائتلاف العراقي الموحد / وكالة في كلمة له :ان ابقاء الائتلاف يصب في مصلحة الشعب العراقي ، واضاف : ان العراق عانى 40 عاما من التطرف الذي استخدمه النظام السابق واورد مشاكل عديدة ما زال الشعب العراقي يعاني منها واشار : ان امام (الوسط) تحديدات كبيرة في الالتزام بالاعتدال في تعاملاته المختلفة ، الامنية والسياسية والاقتصادية ، داعيا الى عدم اتباع سياسة الاقصاء والتهميش وشطب الاخرين في تشكيل مؤسسات الدولة او في العملية السياسية .