طهران: نقل عن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد القول ذات مرة إنني أدعو الله أن أبقي جاهلا بشؤن الاقتصاد. وسواء كان الرجل يتهكم أم يقول ذلك من قبيل الصراحة التي عرف بها، فمن المؤكد أنه يتمني الان وهو يخوض غمار الانتخابات الرئاسية للمرة الثانية أن ينسى الناخب الايراني أنه تفوه بمثل هذا الكلام.
أحمدي نجاد الذي كان حتى اسابيع ماضية يشعر بثقة كبيرة بل في أمكانية احتفاظه بمنصب الرئيس لمدة أربع سنوات أخرى، بدأ ولا شك يشعر بالتهديد الذي يمثله منافسه الابرز مير حسين موسوي والسبب كلمة واحدة: الاقتصاد.
وعود انتخابية
جاء أحمدي نجاد إلى مقعد الرئاسة علي وعد بأن تكون أموال النفط علي موائد الايرانيين لكن سارة وهي زوجة وأم لثلاثة أطفال اشتكت لي من أن شيئا لم يتحقق من هذه الوعود.
تقول سارة إن نجاد كان رئيسا جيدا لكنه فشل في تحقيق هذه الوعود. وتمضي في القول إن العائلة الايرانية تأثرت كثيرا في السنوات الماضية بالاوضاع الاقتصادية السيئة وكان لزاما على الزوج والزوجة أن يكدحا لتوفير المتطلبات الاساسية.
quot;لم يكن مقدرا لإيران أن تكون دولة فقيرةquot; بهذه العبارة يختتم المرشح الرئاسي موسوي رسالته الانتخابية للشعب الايراني. وهو يشير بذلك إلى أن ثروات إيران الطبيعية - خاصة النفط والغاز الطبيعي الذي تمتلك منه ثاني أكبر احتياطي في العالم - تؤهلها لتكون دولة غنية لكن الواقع العملي يخالف ذلك.
فالارقام الرسمية تشير إلى أن معدلات التضخم وصلت إلى ثلاث عشرة في المائة لكن الارقام غير الرسمية تؤكد أن نسبة التضخم قفزت إلي نحو خمسة وعشرين في المائة.
وهو ما يعنى طعاما أقل على موائد الايرانيين. ومع ذلك فهناك شريحة من الشعب الايراني تستفيد من الدعم الحكومي للسلع الاساسية كما هو حال ناهد مسلم وهي ربة بيت .
هذا الدعم الذي يستهلك خمسة وعشرين في المائة من أجمالي الدخل القومي وتقول ناهد إنها راضية عن أداء الحكومة الحالية لكنها لا تعرف بعد لمن ستمنح صوتها الانتخابي.
السياسة الخارجية
أما مير حسين موسوي فيرجع جزءا كبيرا من المشكلات الاقتصادية الحالية التي تعاني منها إيران إلى السياسة الخارجية لمحمود أحمدي نجاد ومنها الدعم المادي الذي يقدم إلي حزب الله وحركة حماس في الاراضي الفلسطينية قائلا إن علي إيران أن تتمتع باقتصاد قوي في الداخل قبل أن تمد يد العون إلي الخارج .
يتحدث الايرانيون - ومنهم سارة عن هذا الموضوع بحساسية مفرطة مؤكدة علي مسئولية ودور إيران - كدولة إسلامية في مساندة اشقائها من المسلمين ومع ذلك فهي تعترف بعدم رضا الكثير من الايرانيين عن هذا المنحي.
العقوبات الاقتصادية المفروضة منذ سنوات علي ايران اسهمت في زيادة الاوضاع الاقتصادية سوءا بالنسبة للكثيرين من الايرانيين وقللت من فرص الاستثمار الخارجي لكنها جعلتها تعتمد علي نفسها بشكل أكبر .
ويبقي الشأن الاقتصادي من القضايا المحيرة للناخب الايراني. وعندما سألت فاري بوز أحد مناصري موسوي عن الميزات الاقتصادية في برنامجه الانتخابي قال لي انه يفاضل بين السيء والاسوأ.
صفاء فيصل
التعليقات