نبيل شرف الدين من القاهرة : بعد مرور نحو أربع سنوات على اغتيال سفير مصر السابق إيهاب الشريف في العراق، أصدر يوم الثلاثاء الرئيس المصري حسني مبارك قراراً جمهورياً بتعيين السفير شريف كمال شاهين، سفيراً جديداً لمصر لدى العراق، وصرح حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بأن القرار الذي وقعه الرئيس مبارك، يقضي بتعيين السفير شريف كمال شاهين، وهو سفير مصر حالياً لدى زامبيا، سفيرا فوق العادة ومفوضا لدى الجمهورية العراقية.

وحول الدور المصري قال أبو الغيط إن هناك عدة مستويات للحركة المصرية على المستوى الثنائي وعلى المستوى الإقليمي والدولي، مشيرا إلى أن مصر على المستوى الثنائي مستعدة للتعاون مع الحكومة العراقية إلى أي مدى ترغب فيه هذه الحكومة، وقد كان لمصر عروض واضحة في هذا الصدد لدعم القدرات الأمنية والعسكرية للعراقيين وكذلك هناك استعداد وجهد مصري تم بذله لتدريب المسئولين العراقيين في كافة المجالات سواء قضاء أو زراعة أو على المستوى الدبلوماسي.

وكان السفير المصري السابق إيهاب الشريف قد اغتيل على أيدي مجموعة مسلحة تتبع ما يعرف بتنظيم quot;قاعدة الجهاد في بلاد الرافدينquot;، وعلى إثر ذلك قامت الخارجية المصرية باستدعاء كل أعضاء الهيئة الدبلوماسية المصرية من سفارتها في العراق ومنذ ذلك الوقت لم ترسل أي ممثل دبلوماسي هناك.

من جانبه أوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية أن السفير الجديد لدى العراق سبق له العمل في العديد من السفارات المصرية في الخارج ومنها الرباط وطوكيو وأثينا وبيروت، وأنه خدم في العديد من إدارات الديوان العام بالوزارة وله خبرة عريضة بالعمل الدبلوماسي على مدار 27 عاما.

وأضاف المتحدث الرسمي أن تسمية السفير المصري تعد خطوة هامة للأمام في سبيل استعادة حيوية العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أنه سيجري خلال الأسابيع المقبلة الدفع بطاقم دبلوماسي وإداري وفني من أجل استئناف العمل في السفارة المصرية في بغداد، بعد توقف شبه كامل استمر على مدار أربع سنوات، وذلك من أجل خدمة مصالح المصريين المقيمين، وبهدف العمل مع الجانب العراقي على تسهيل وتطوير العلاقات الثنائية في شتى المجالات.

أما في ما يتعلق بأوضاع المصريين في العراق، فإن مصادر وزارة الخارجية المصرية تقول إن التقارير التي تلقتها مؤخراً تفيد بأن كل المصريين بالعراق مستقرون، واندمج معظمهم في المجتمع العراقي، وتشابكت مصالحهم هناك، ومعظمهم يرفضون العودة الى مصر، وبينما قدر الجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء في إحصائية رسمية العام الماضي عدد المصريين المقيمين في العراق بنحو 65 ألف شخص، فإن مصادر في منظمات حقوقية تقدرهم بنحو 150 ألف شخص، هم من تبقى من ثلاثة ملايين كانوا يعملون هناك قبل اندلاع حرب الخليج الثانية، وما أعقبها من حصار دولي على نظام صدام حسين حتى إزاحته عن حكم العراق.