لندن: تتعرض الحكومة البريطانية لضغوط كبيرة لإجبارها على فعل المزيد من أجل تحرير ثلاثة رهائن بريطانيين خطفوا في العراق في شهر مايو/أيار من عام 2007. يأتي ذلك عقب اكتشاف جثتي رجلي امن بريطانيين كانا قد اختطفا بمعية الرهائن الثلاثة. فقد طالب رئيس الحكومة جوردون براون الخاطفين باطلاق سراح الرهائن، الا ان خلافا بدأ بالظهور حول السياسة التي تتبعها لندن في التفاوض معهم. فثمة من يقول إن الموقف البريطاني الرافض للتفاوض مع الخاطفين يعرض حياة الرهائن للخطر.
وقال السير منزيس كامبل الزعيم السابق لحزب الديمقراطيين الاحرار إنه ينبغي الآن تصعيد وتيرة التفاوض مع الجهة التي ما زالت تحتفظ بالرهائن البريطانيين الثلاثة. الا ان الحكومة ما زالت متمسكة بموقفها القائل بالامتناع عن القيام quot;بتنازلات كبيرةquot; للخاطفين. وكانت وزارة الخارجية البريطانية قد اعلنت يوم الاحد ان الجثتين التي تسلمها مسؤولون بريطانيون في العراق quot;من الممكن جداquot; ان تكونا لرجلي الامن جيسون سويندلهيرست وجيسون كريسويل. وقالت الوزارة إنها تشعر بقلق عميق ازاء سلامة الرهائن الثلاثة الباقين.
اشرطة فيديو
وقال رئيس الحكومة براون: quot;ليس هناك من مبرر للاختطاف، وانا اناشد اولئك الذين يحتفظون برهائن بريطانيين وعراقيين ان يطلقوا سراحهم فورا.quot; الا ان سياسة الحكومة البريطانية الرافضة لمبدأ التنازل للخاطفين تتعرض لموجة من الانتقادات من جانب البعض، بينما امتدحتها جهات اخرى بينها عدد من حكومات دول المغرب العربي التي طالما هاجمت الدول الاوروبية التي دفعت مبالغ كبيرة كفدى لرعاياها المخطوفين. الا ان كامبل قال إنه سيشجع الحكومة البريطانية على استئناف الاتصالات بخاطفي البريطانيين الثلاثة في العراق.
وقال الزعيم السابق للديمقراطيين الاحرار: quot;لو كنت مكان الحكومة لفتحت كل القنوات الممكنة مع الخاطفين، ولكنت قلت لهم من خلال هذه القنوات بأنكم قد ازعجتمونا واحزنتمونا واغضبتمونا بسبب قتلكم للرجلين. الا انني كنت سأقول لهم ايضا ان الامكانية ما زالت متاحة للتوصل الى حل يؤدي الى اطلاق سراح الرهائن الثلاثة المتبقين. لا ينبغي علينا الاستكانة لليأس.quot;
الا ان تيري ويت، البريطاني الذي قضى اكثر من اربع سنوات رهن الاختطاف في لبنان في ثمانينيات القرن الماضي، قال إن موقف الحكومة البريطانية ازاء هذه القضية هو موقف صائب. وقال ويت: quot;إن الموقف القائل بالامتناع عن ابرام صفقات مع الخاطفين هو الموقف الصحيح على المدى البعيد، لأن الدخول في اتفاقات وصفقات مع الخاطفين سيشجعهم على خطف المزيد من الرهائن.quot;
ولكن الصحفي جيمس براندون الذي قضى 24 ساعة رهن الاختطاف على ايدي مسلحين في مدينة البصرة جنوبي العراق عام 2004 لا يشارك ويت الرأي. ويقول براندون إنه قد يكون على الحكومة البريطانية تغيير سياستها، ويضيف: quot;لقد اتبعت الحكومة البريطانية سياسة الامتناع عن التفاوض مع الخاطفين لفترة طويلة، الا انه يبدو ان هذه السياسة لا تعمل كما ينبغي في الوقت الراهن.quot; واضاف: quot;فقد خطف بريطانيون في العراق وفي افريقيا. ان الستراتيجية الحالية لا تؤتي اكلها، بل يبدو انها تزيد من المخاطر التي يتعرض لها الرهائن بدل ان تتوخى سلامتهم.quot;
في غضون ذلك، اصر كيم هويلز وزير الدولة في وزارة الخارجية بلندن - والذي لعب دورا في التفاوض من اجل اطلاق الرهائن في العراق في الايام الاولى - على ان الحكومة قد بذلت كل الجهود الممكنة من اجل استعادتهم. وقال هويلز لبي بي سي: quot;طيلة السنوات الاربع التي كنت فيها في وزارة الخارجية، لم ار قط عملية اخرى تنال الاهتمام الذي نالته هذه العملية، فلقد بذلت كل الجهود الممكنة لاطلاق هؤلاء الرجال.quot;
وزارة المالية
وكان البريطانيون الخمسة قد اختطفوا من قبل مسلحين من مقر وزارة المالية العراقية ببغداد في مايو 2007. ويعتقد ان تسليم جثتي الرهينتين قد تم بعد ان اطلق سراح ليث الخزعلي احد قياديي جيش المهدي في السادس من الشهر الجاري. ويقول مراسل بي بي سي للشؤون الامنية فرانك جاردنر إن اطلاق سراح الخزعلي كان احد الشروط التي وضعها الخاطفون لاطلاق سراح الرهائن.
واضاف مراسلنا انه من المحتمل ان تكون الجهة التي خطفت البريطانيين هي فئة منشقة عن جيش المهدي الذي يقوده رجل الدين مقتدى الصدر، ولذا فإنه من المحتمل ان تكون السلطات العراقية تواجه صعوبات في التعامل معها.
وكان الخاطفون - الذين يطلقون على تنظيمهم اسم المقاومة الشيعية الاسلامية في العراق - قد طالبوا بالافراج عن رفاقهم من احد السجون العسكرية الامريكية الواقعة غربي العاصمة العراقية.
التعليقات