موسكو: قدم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم 23 حزيران يونيو الحالي إيضاحات حول مبادرة روسيا لعقد اتفاق أمني جديد بين الدول الأوروبية أكد فيها أن روسيا ترى ضرورة ألا يسمح الاتفاق المزمع عقده لحلف شمال الأطلسي أن يفعل ما يتنافى مع مصالح روسيا في أوروبا ولا يسمح للولايات المتحدة الأميركية بمد شبكتها الدفاعية المضادة للصواريخ إلى أوروبا.
ودعا الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف في تموز يوليو الماضي إلى إعداد اتفاقية أمنية أو معاهدة يمكن بل يجب أن توقعها جميع الدول الأوروبية حتى يستتب الأمن في أوروبا استناداً إلى تعهد كل من دولها باحترام سيادة الدول الأخرى ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى وعدم نشر قواتها خارج الوطن.
وعن الأسباب الكامنة وراء دعوة روسيا إلى إعداد معاهدة أمنية أوروبية جديدة قال وزير الخارجية الروسي في مؤتمر أمني عقد في مقر منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في فيينا يوم 23 يونيو الجاري إن بعض الدول لا تتمسك بالاتفاقيات الحالية بهذا الشأن، وخاصة ميثاق الأمن الأوروبي الصادر في عام 1999، التي لا تجيز لأحد أن يعزز أمنه على حساب أمن الآخرين في حين يسعى حلف شمال الأطلسي إلى ضم المزيد من أراضي دول حلف وارسو السابق إلى رقعته الأمنية مقتربا بذلك من الأراضي الروسية.
وحاليا لا يبدو الغرب متحمسا لتلبية دعوة روسيا. ويرى الباحث الروسي بافل زلوتاروف أن الغرب يمكن أن يعترض على ما تقترحه روسيا لأن الدول الغربية لا تريد التخلي عن الصيغة الأمنية التي توفرها منظمة التعاون والأمن الأوروبي.
وكان المسؤولون الروس قد أشاروا إلى أن هذه المنظمة لم تعد تفي بالتزاماتها.
ولحد الآن أبدت جورجيا معارضتها للمبادرة الروسية بصورة علنية. فقد قال نائب وزير الخارجية الجورجي، الكسندر نلباندوف، إن المنظومة الأمنية الجديدة تريد إنشاءها quot;دولة تحتل أجزاء من الأراضي الجورجيةquot;.
وقال وزير الخارجية الروسي بهذا الصدد إن روسيا قدمت مبادرتها الأمنية في يونيو 2008، أي قبل العدوان الجورجي على أوسيتيا الجنوبية ولهذا فلا داعي لربط إعداد الاتفاقية المقترحة بما يجري حول جورجيا.
التعليقات