لندن: رأت صحيفة تايمز البريطانية أن تعيين الولايات المتحدة سفيرا لها في سوريا بعد غياب دام أربع سنوات، يشكل أكبر دليل على رغبة الرئيس أوباما للحوار مع دمشق وفكها من عزلتها، ومحاولة سحبها من نفوذ إيران التي يتزايد عزلها على المستوى الدولي. وأوضحت تايمز في عددها الصادر اليوم الخميس أن خطوة تعيين فريق كامل من الموظفين في السفارة الأميركية في دمشق هي بمثابة عملية الدفع لسوريا التي عانت من سنوات من العزلة الدبلوماسية بسبب علاقاتها القوية مع إيران على المستويين التجاري والاستراتيجي.
وقالت إن الإدارة الأميركية تأمل في أن يستطيع الحوار مع دمشق أن يحثها على مواصلة محادثات السلام مع إسرائيل.
وأضافت التايمز أن الإدارة الجديدة تعتقد أن حث سوريا للعودة إلى المسار الدبلوماسي قد يشجعها على وقف دعمها للمسلحين في العراق والتخفيف من علاقاتها مع إيران ومنع تدفق الأسلحة من إيران إلى حزب الله في لبنان. وأشارت إلى أنه في ظل العزلة الدولية المتزايدة التي تواجهها إيران، وقمعها المتظاهرين الذين يعتقدون أنه تم التلاعب بنتائج الانتخابات الرئاسية فيها لإعادة انتخاب الرئيس أحمدي نجاد، فإن الولايات المتحدة قد ترى أن الوقت مناسب للضغط على سوريا.
إلا أن العديد من المحللين يعتقدون في المقابل أنه في حين أن سوريا التي يتراجع اقتصادها، قد ترحب بفرصة الانفتاح على العالم من جديد، إلا أنه من المستبعد أن تقطع قيادتها علاقاتها المثمرة مع إيران.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت رسميا أمس الأربعاء أنها قررت إعادة سفيرها إلى سوريا بعد أربع سنوات من البرود الدبلوماسي بين البلدين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أيان كيلي خلال مؤتمر صحافي أن واشنطن أبلغت كلا من السفارة السورية في واشنطن والخارجية السورية في دمشق بأن الإدارة الأميركية قررت إعادة سفيره إلى سوريا.
يذكر أن جورج ميتشل، مبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط كان قد وصف سوريا بأنها تلعب دورا مهما في عملية السلام.
من جانبها، دعت سوريا الولايات المتحدة إلى تولي دور الوسيط في محادثات مباشرة بينها وبين إسرائيل. ولا تزال الولايات المتحدة تفرض عقوبات على سوريا لدعمها المقاتلين الإسلاميين الذين يعبرون الحدود إلى العراق لتنفيذ عمليات ضد الحكومة العراقية المدعومة من الولايات المتحدة.
وكانت الولايات المتحدة قد سحبت سفيرها من دمشق قبل أربعة أعوام، بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
التعليقات