كابول: من المنتظر أن يصبح شهر يوليو/تموز الحالي أكثر شهر دام للقوات البريطانية المشاركة في العمليات العسكرية في أفغانستان، إذ منذ بداية الشهر الجاري وحتى الآن قتل 15 جندياً بريطانياً، سقط معظمهم خلال عملية quot;مخلب النمرquot; الجارية في مقاطعة هلمند. وكان أكثر الشهور الدامية للقوات البريطانية في أفغانستان شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2006، والذي شهد مقتل 19 جندياً، سقط منهم 14 جندياً في حادثة واحدة، وذلك عندما تحطمت بهم طائرة نقل عسكرية تابعة للقوات الجوية البريطانية بالقرب من قندهار.

وجاءت الزيادة المفاجئة في عدد القتلى البريطانيين ليشكل quot;صرخةquot; في بريطانيا بشأن المهمة التي تقوم بها القوات البريطانية في أفغانستان وما إذا كانت ستنجح أم لا. وقال رئيس هيئة الأركان البريطاني في مقابلة خاصة مع CNN، المارشال جوك ستراب: quot;كل خسارة في الأرواح، وكل إصابة نشعر بها في الجيش.. أعني أنهم جزء من الأسرة العسكرية.. الخسائر في الأرواح بالطبع تشعر بها الأسر الحقيقية لأولئك الذين يعانون بالفعل.quot;

وكان صرح في وقت سابق بأن 15 جندياً قتلوا خلال المعارك الأخيرة في أفغانستان، من بينهم 8 قتلوا في ظرف 24 ساعة، إلى جانب تأكيد مقتل ما لا يقل عن 197 عنصراً من عناصر حركة طالبان. وأضاف أن الخسائر في صفوف القوات البريطانية، وهي محزنة، تظل قليلة مقارنة بالخسائر quot;في صفوف العدو.quot;

وقال ستراب إن الحكومة البريطانية تريد من الشعب أن يعرف أن التضحيات تستحق ما تقدم لأجله، موضحاً أن ما تقوم به القوات البريطانية هو جزء من عملية عسكرية، ما يعني أن هناك معارك، وبالتالي فإنه يتحتم سقوط قتلى ووقوع خسائر في صفوف المقاتلين من الجانبين.

وكانت القوات البريطانية قد تعرضت لانتقادات بخصوص استخدام المركبات التي لا يمكنها الصمود في مواجهة الألغام والعبوات الناسفة. وأوضح ستراب أن القوات البريطانية تنفذ مهمة تجبر عناصرها على التحرك دون إمكانية استخدام عربات مصفحة، لكنه اعترف أنه رغم قيام القوات بتحديث معداتها إلا أن تلك المعدات الحديثة تأخرت ولم يتم تسليمها لها بعد. يشار إلى أن إجمالي الخسائر في صفوف القوات البريطانية في أفغانستان تجاوز نظيرها في العراق. فقد ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن إجمالي خسائر الحرب في أفغانستان بلغ 184 جندياً، مقابل 179 في العراق.

من جهته، رفض وزير الدفاع البريطاني، بوب آينزويرث الاثنين الاتهام بأن الجنوب البريطانيين يقتلون في أفغانستان من دون داع، وذلك بسبب عدم وجود طائرات مروحية مقاتلة كافية بين أيدي القوات البريطانية. وقال في كلمة له أمام مجلس العموم، إن القتال في هلمند بأفغانستان يقتضي الدخول في معارك مشاة، ولا يمكن تنفيذها من وراء مركبات مصفحة ولا باستخدام طائرات مروحية.ِ

مقتل اثنين من المارينز في انفجار قنبلة جنوب افغانستان
في سياق آخر قتل عنصران من مشاة البحرية الاميركية (مارينز) الاثنين في انفجار قنبلة في جنوب افغانستان في اطار الهجوم الذي تشنه القوات الاميركية منذ مطلع حزيران/يونيو لبسط الامن في المنطقة، وفق ما افادت مصادر متطابقة الثلاثاء.
واعلنت قوة ايساف الدولية التابعة للحلف الاطلسي في افغانستان في بيان مقتل اثنين من جنودها في quot;حادث معادquot; في جنوب البلاد، ثم اوضح متحدث باسم الجيش الاميركي لفرانس برس ان القتيلين جنديان اميركيان.

وقال مصدر مقرب من الملف لفرانس برس ان العنصرين قتلا في انفجار قنبلة يدوية لدى مرور قافلتهما في منطقة غرمسير بولاية هلمند.
وكان العسكريان من عناصر قوة المارينز البالغ عديدها اربعة الاف عنصر المنتشرة في اطار عملية quot;خنجرquot; الجارية منذ الثاني من حزيران/يونيو لفرض الامن في جنوب هذه الولاية التي تعتبر من معاقل طالبان.

ويسجل تزايد في عدد القتلى في صفوف قوات الحلف الاطلسي ولا سيما بين الوحدات البريطانية والاميركية التي تخوض عمليات واسعة النطاق في هلمند.
وتتكبد القوات البريطانية القدر الاكبر من الخسائر حيث قتل 15 من عناصرها منذ مطلع الشهر، بالمقارنة مع 294 قتيلا خلال العام 2008 بكامله، بحسب موقع مستقل على الانترنت.