عمان: دعت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن اليوم الخميس الدول العربية إلى منع من quot;يثبت تورطهم في جرائم اغتيال وتآمر على القضية الفلسطينية من دخول أراضيهاquot;، في إشارة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعدد من القيادات الفلسطينية. ويأتي ذلك اثر إعلان رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير فاروق قدومي عن وثيقة قال إنها تثبت تورط عباس والرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي في غزة محمد دحلان في اغتيال الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

وفي تصريح صحافي نشر على الموقع الإلكتروني للجماعة، قال مسؤول الملف الفلسطيني في الجماعة كاظم عايش أن حركة فتح مدعوة للتحرك quot;لمحاسبة المتورطين في هذه الجريمةquot;، معتبرا أن محاسبة quot;فتحquot; لمثل هؤلاء quot;يعيدها إلى تاريخها النضاليquot;. وقال quot;انه ومن اليوم الأول لإعلان وفاة عرفات دارت الشكوك بأن الوفاة نتجت عن عملية اغتيالquot;، الأمر الذي quot;تأكده الوثيقة التي أزاح القدومي الستار عنها مؤخراًquot;.

واعتبر أن الخلافات البينية في حركة فتح عقبة كبيرة في وجه محاسبة المتورطين في جرائم الاغتيال، معربا عن أمله في أن quot; يتمكن بقي من الوطنيين المهمشين في حركة فتح من التصدي لهؤلاء المتآمرين على القضية الفلسطينية وقياداتهاquot;.

ودعا الحكومة الأردنية إلى فتح أبواب الأردن لـquot;أصحاب الصفحة البيضاءquot;، عوضاً عن أولئك quot;الملطخة أياديهم بدماء قيادات وأفراد الشعب الفلسطينيquot;، مستهجنا استمرار الحكومة في الترحيب بقيادات quot;فتحquot; والامتناع عن استقبال قيادات حماس على الرغم من quot;الماضي والحاضر الدموي لبعض قيادات فتح بحق الشعب الفلسطيني والأردنيquot;.

وكانت الحكومة الأردنية قد عبرت وعلى لسان المتحدث باسمها نبيل الشريف عن أسفها للاتهامات التي أطلقها القدومي ضد الرئيس عباس من عمان خلال لقائه بعدد من الصحافيين. وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رفضت اتهامات القدومي وتوعدت بمحاسبته خلال انعقاد المؤتمر العام السادس لحركة فتح المزمع عقده الشهر المقبل في بيت لحم بالضفة الغربية.

الأردن يطلب من القدومي عدم الإدلاء بأية تصريحات من شإنها إحراجه

الى ذلك قال مصدر أردني اليوم الخميس أن حكومة بلاده طلبت من رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي عدم الإدلاء بأية تصريحات من شانها أن تسبب إحراجا للأردن أو تسيء لمواقفه السياسية. وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، ليونايتد برس إنترناشونال quot;أجرينا اتصالا مساء أمس بالسيد القدومي وأبلغناه انه ضيف مرحب به في الأردن في أي وقت ولكننا في الوقت نفسه طلبنا منه عدم الإدلاء بأية تصريحات سياسية من شأنها أن تؤدي لإحراج الأردن أو تسيء إلى مواقفه السياسية أو علاقته مع الدول العربيةquot;. وأوضح المصدر أن القدومي أبدى تجاوباً مع الطلب الأردني، وشدد على أن الأردن لم ولن يطلب من القدومي مغادرة أراضيه، وقال quot;السيد القدومي ضيف مرحب به في الأردنquot;.

وكانت الحكومة الأردنية قد أعربت وعلى لسان المتحدث باسمها وزير الدولة لشؤون الإعلام نبيل الشريف عن الأسف للتصريحات التي أطلقها القدومي في عمان مؤخراً والتي اتهم فيها الرئيس محمود عباس وجهاز الأمن الوقائي السابق في قطاع غزة محمد دحلان بالمشاركة في اغتيال الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بتسميمه. ونفى المسؤول الأردني علاقة بلاده بهذه التصريحات، وقال quot;لا علاقة للأردن بهذه التصريحات من قريب أو بعيدquot;، مشيرا إلى أنها جاءت خلال لقاء خاص جمع السيد القدومي بعدد من الأشخاص خلال زيارته إلى الأردن.

وجاءت تصريحات المسؤول الحكومي الأردني جاءت بعد أنباء تحدثت عن أزمة صامتة بين عمان والسلطة الفلسطينية على خلفية تصريحات القدومي في عمان، وكان مسؤول ملف المفاوضات صائب عريقات قال في تصريح له quot;أن الأهم من التصريحات المكان الذي انطلقت منهquot;.

وكان القدومي، وهو أحد مؤسسي حركة فتح، أثار زوبعة كبيرة عندما عرض على عدد من الصحافيين الذين زاروه في منزله بعمان محضر اجتماع امني ضم كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرئيل شارون والرئيس عباس ودحلان وعدد من ضباط المخابرات الأميركية، ويشبر إلى مخططات للتخلص من الرئيس عرفات وقيادات حركة حماس والجهاد الإسلامي.

المعروف أن الأردن يدعم وبشكل كامل سلطة الرئيس محمود عباس، فيما تلتقي مواقف القدومي السياسية مع ما يسمى quot;محور الممانعةquot; في المنطقة والذي يرفض التسوية السلمية مع إسرائيل.