دمشق: رأى قيادي فلسطيني من دمشق تصريحات رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي أنها ستترك أثارها الكبيرة على حركة (فتح) بغض النظر عن مدى دقة المعلومات، وتبرز اتساع الصراع التنظيمي والسياسي بين تياري محمود عباس وقدامى اللجنة المركزية للحركة.

وقال عضو المجلس الوطني الفلسطيني علي بدوان quot;إن ما قاله فاروق القدومي هو قنبلة إعلامية من العيار الثقيل ستترك آثارها الكبيرة على الأجواء العامة داخل حركة فتح وعلى الأجواء الفلسطينية عموماً، بغض النظر عن مدى دقة المعلومات التي أوردتهاquot; وفق تعبيره.

وتابع quot;إن هذه التصريحات تلخّص إلى حد كبير اتساع الهوة داخل حركة فتح، واتساع الصراع التنظيمي والسياسي بين تياري محمود عباس وقدامى اللجنة المركزية للحركة الذين يمثلهم أبو اللطف وهاني الحسن واللواء محمد جهاد العامودي ومعهم العشرات من أعضاء المجلس الثوريquot;.

وكان القدومي شن هجوماً على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، متهماً إياه بـquot;التآمرquot; لقتل الرئيس الراحل ياسر عرفات بالتعاون مع مستشاره السابق للشؤون الأمنية محمد دحلان وقادة إسرائيليين بينهم رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون.

وأضاف بدوان quot;ستحمل الأيام القادمة معها تداعيات ستنعكس على وضع حركة فتح ووضع الساحة الفلسطينية عموماً، خاصة إذا ما تم عقد مؤتمرها العام السادسquot; في بيت لحم في الرابع من آب/ أغسطس القادم.

وحول مغزى التصريحات، قال quot;إن أبو اللطف (القدومي) وقّت تصريحاته قبيل أقل من ثلاثة أسابيع من موعد المؤتمر السادس للتأثير عليه وعلى مجرى أعماله، فالقدومي من المعارضين لعقده في بيت لحم وكان قد نادى بعقده خارج فلسطينquot;. وحول موقف حماس من التصريحات والخلافات داخل فتح قال quot;بالنسبة لحركة حماس أعتقد أن موقفها المتحفظ عن الإدلاء بأي تصريحات بشأن ما أطلقه القدومي هو موقف جيد، فهي فضلت عدم الدخول في السجالات الفتحاوية الداخلية مع أن إسماعيل هنية قال إن ما أدلى به القدومي في حال تم التأكد من صحته فإنه يتطلب موقفاً وإجراءات وطنية على المستوى العامquot; وفق تعبيره.

وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وصفت تصريحات القدومي بـquot;الهستيريةquot; وأنها تأتي quot;في إطار سعي القدومي لتعطيل انعقاد مؤتمر حركة فتح السادسquot; المزمع عقده في الرابع من آب/ أغسطس المقبل في الضفة الغربية، وهو أول مؤتمر عام للحركة منذ 20 سنة.

وقالت اللجنة التنفيذية إن اتهامات القدومي quot;لا تعدو كونها من اختراع خيال مريض ولمسؤول فقد كل مقومات الاتزان السياسي والنفسيquot;، وطالبته بالتراجع والاعتذار العلني.

ويشار إلى أن الرئيس عرفات توفي في باريس في تشرين ثاني/نوفمبر عام 2004، وسط شائعات تحدثت عن موته مسموماً، في حين لم تظهر التقارير الطبية الفرنسية والفلسطينية أي شبهة جنائية.