زغرب: قبل اشهر من انتهاء ولايته، يتواجه الرئيس الكرواتي شتيبي ميسيتش مع الكنيسة الكاثوليكية المحلية النافذة سياسيا التي اثارت دعوته الى احترام علمانية الدولة استياؤها ثم اتهمها بان لها اهدافا سياسية.
ففي بداية الاسبوع الاخير من عطلته في جزيرة هفار جنوب كرواتيا، انتقد ميسيتش وجود الرموز الدينية وبالتحديد الكاثوليكية، في المؤسسات العامة.
وحوالى 88% من 4,4 ملايين كرواتي كاثوليك بينما يقول 4,4% انهم مسيحيون ارثوذكس و1,3% مسلمون وحوالى 5% يؤكدون انهم ليسوا مؤمنين، حسب آخر احصاء اجري في 2001.
وقال ميسيتش في مقابلة مع الاذاعة الوطنية quot;لا يمكن ان يرفع في المؤسسات سوى شعار الجمهورية والعلم ولا شىء غيرهاquot;.
واضاف quot;بما اننا دولة علمانية، اعتقد ان علينا تطبيق ذلكquot;، موضحا ان الامر يتعلق بالجيش والشرطة وادارات الدولة والبلديات.
وينص الدستور الكرواتي على ان quot;كل الطوائف الدينية متساوية امام القانون ومنفصلة عن الدولةquot;.
لكن ليس هناك اي قانون يمنع بوضوح تعليق رموز دينية في المؤسسات العامة، وغالبا ما ترافق رموز مسيحية مثل الصليب، رموز الجمهورية.
واثارت دعوة الرئيس الكرواتي ردة فعل شديدة من قبل المؤمنين والمسؤولين السياسيين المحافظين.
اما كبار مسؤولي الكنيسة الذين التزموا الصمت اولا، فقد انتهزوا فرصة عيد صعود العذراء السبت للرد على رئيس الدولة امام حشود المؤمنين.
وقال المونسنيور مارين باريسيتش اسقف منطقة سبليت (جنوب) امام حوالى مئة الف شخص اجتمعوا في مزار سيني quot;ايتها العذراء المجيدة حررينا من الخوف من الصليب في الاماكن العامة من وطنناquot;.
ودان رجال دين آخرون بمن فيهم الكاردينال يوزيب بوزانيتش رئيس اساقفة زغرب، مبادرة ميسيتش الذي حذر بدوره من طموح الكنيسة الى تولي قيادة البلاد.
وقال ميسيتش في مقابلة مع صحفة quot;يوتارني ليستquot; انه quot;اذا تواصلت هجمات الكنيسة فان هذا يعني ان احدا ما يرغب في +طلبنة+ كرواتياquot;. هذا يعني ان رجال الدين يريدون قيادة الدولة. انا لا امانع لكن عليهم الترشح للانتخاباتquot;.
واكد الرئيس الكرواتي quot;لست ضد الصليب لكن كرواتيا دولة علمانية ولا يمكن وضع رموز اي ديانة في مؤسسة الدولة فيهاquot;.
وقال المحلل اينوسلاف بيسكير ان مبادرة ميسيتش quot;تشكل دفعا قانونيا وعلى الارجح شرعيا لنقاشquot; سياسي حول هذه الظاهرة، لكن يؤخذ عليه طرحها في نهاية ولايته الرئاسية الثانية من خمس سنوات.
لذلك رأى بيسيكر في هذه المبادرة quot;انتقاما صبيانياquot; من جانب رئيس دفعه quot;غضبهquot; على الصحيفة الاسبوعية quot;غلاس كونسيلاquot; التي تنشرها اسقفية زغرب الى التصرف بهذا الشكل.
وكانت افتتاحية الصحيفة وصفت ميسيتش مؤخرا بانه quot;خائن كبيرquot; للمصالح الوطنية.
ورأى المحلل لاديسلاف توميسيتش انها quot;ذروة نزاعquot; بين الرئيس والكنيسة بدأت حسب احد المتابعين للحياة الدينية دراكو بافيسيتش في بداية ولاية ميسيتش عندما قال انه quot;الاجدرquot; برجال الكنيسة quot;الاهتمام بالمسائل الروحيةquot;.
التعليقات