عمان: قالت مصادر في الحركة الإسلامية الأردنية اليوم الخميس أن ثلاثة من أعضاء المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان المسلمين قدموا استقالاتهم من عضوية المكتب احتجاجا على حل المكتب السياسي للجماعة على اثر تسرب التقرير السياسي السري للإخوان الذي أثار جدلا واسعاً في الأوساط السياسية واعتبره مراقبون مؤشراً على اتجاه خطاب الجماعة نحو المزيد من التشدد.

وقالت المصادر ليونايتد برس إنترناشونال أن الأعضاء المستقيلين هم من تيار الحمائم في المكتب التنفيذي المكون من تسعة أعضاء ويعتبر احد الهيئات القيادية العليا في الجماعة . وأوضحت المصادر أن من بين المستقيلين ارحيل غرايبة رئيس المكتب السياسي المنحل وعضو مجلس شورى الإخوان إضافة إلى احمد كفاوين وممدوح المحيسن.

وأشارت المصادر إلى أن الاستقالات لم ترفع بعد إلى أمانة سر الجماعة وهي الهيئة المكلفة بدراستها. وأشارت المصادر إلى فشل كافة الوساطات التي بذلت خلال اليومين الماضيين لثني الأعضاء الثلاثة عن الاستقالة في أعقاب قرار حل المكتب السياسي للجماعة.

وكان خمسة من أعضاء المكتب التنفيذي من المحسوبين على تيار الصقور اتخذوا يوم الاثنين الماضي قرارا بحل المكتب السياسي للجماعة على اثر اتهامات للحمائم في المجلس بالمسؤولية عن تسريب التقرير السياسي للجماعة الذي يتهم الأردن بالانخراط في ما اسماه المشروع الأميركي الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية.

واتخذ القرار في غياب غرايبة، الذي كان قد اعتبر أن قرار حل المكتب أمر متوقع الحدوث بعد الضجة التي أثارها تسرب التقرير السياسي السري للجماعة. ويتألف المكتب السياسي من عشرة أعضاء يمثلون كافة التيارات في الجماعة.

وكان رئيس مجلس شورى الجماعة عبد اللطيف عربيات قد نفى أن يكون المجلس قد اقر التقرير وشدد على أن ما يصدر بشكل رسمي عن الجماعة هو ما يمثلها. ويقول مراقبون في عمان أن استقالات عدد من المحسوبين على تيار الحمائم في الجماعة يؤشر على مدى تفاقم الأزمة داخل الجماعة كما يشير إلى التباعد الكبير بين تياري الصقور الذي يقوده المراقب العام همام سعيد والتيار المعتدل داخل الجماعة.

وتعيش الجماعة أزمة داخلية منذ تمكن تيار الصقور من السيطرة على المراكز القيادية في الجماعة العام الماضي، إلا أن حدة الخلافات زادت في الآونة الأخيرة وأخذت طريقها للإعلام المحلي الذي شهد خلال الأيام الماضية تسريبات متبادلة من كلا الطرفين داخل الجماعة حول حقيقة الخلافات بينهما.

ولعل ابرز القضايا الخلافية بين تياري الحمائم والصقور تتمثل في شكل العلاقة مع حركة حماس الفلسطينية إذ يطلب الحمائم بالانفصال التنظيمي عن حماس، فيما يصر تيار الصقور على إبقائه.