عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: قال الشيخ علي سميسم الممثل الخاص لرجل الدين الشاب مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري إن المبادرة التي قام بها التيار الصدري فشلت بسبب تمسّك طرفي النزاع بشروطهما. وبيّن سميسم في حديث هاتفي مع إيلاف أن وساطة الصدر كانت سريّة ووافقت عليها الحكومة اليمنية، لكن تشبث الحكومة والحوثيين بمطالبهما لإيقاف القتال سارع في إفشال الوساطة وانسحابنا متأسفين.

واستغرب سميسم من تصريحات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح حول الوساطة الصدرية واتهامه للصدريين بالارتباط بالحوثيين. مضيفًا أن وساطتهم كانت سرية وجاءت من أجل حقن دماء اليمنيين حيث يقتل اليمني بسلاح يمني، حسب تعبيره.

وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قدإتهم عبر لقناة الجزيرة القطرية قبل ثلاثة أيام الصدريين وإيران بمساعدة الحوثيين. قائلاً quot;إن الايرانيين والزعيم العراقي الشيعي مقتدى الصدر على صلات بالحوثيين بدليل عرضهم وساطة بشكل سري بين الحكومة والحوثيين. بمعنى أنهم يطلبون التوسط، وأن لهم تواصل معهم، كذلك مقتدى الصدر يتوسطquot;، ونستطيع أن نعلن انهم (الحوثيين) يتلقون دعمًا منهمquot;. ونفى سميسم بشكل قاطع وجود أي علاقة لهم بالحوثيين.

وأضاف أن الرئيس اليمني رد بشكل إيجابي على وساطة الصدر. quot;وشكرنا على مبادرتنا التي كانت تنص على إحياء المبادرة القطريةquot;. وأوضح لـquot;إيلافquot; أن السيد مقتدى الصدر كلفه شخصيًا كممثل خاص عنه ليسافر إلى بيروت ويتصل بالسفير اليمني ويطرح وساطته لحقن الدماء.

وتبيّن أن السفير اليمني في بيروت رحب بذلك، وquot;رفع طلبنا لصنعاء وجاء رد الرئيس اليمني في اليوم الثاني مرحبًا بالوساطة، وشاكرًا لنا جهودنا، ومؤكدًا على تمسك الحكومة بالشروط الستة لإنهاء القتال، والتي تنص على إنسحاب المسلّحين الحوثيين من مواقعهم، وإزالة نقاط التفتيش التي أقاموها، والإعلان عن مصير الأجانب المختطفين، وإعادة معدّات مدنيّة وعسكريّة، وتسليم المسؤولين عن اختطاف تسعة أجانب في يونيو/حزيران الماضي وعدم التدخّل في شؤون السلطة المحليّة.

وأضاف الشيخ علي سميسم أنه عرض على الحكومة اليمينة الذهاب لصعدة والاستماع من الحوثيين مباشرة والالتقاء بالسيد عبد الملك الحوثي من أجل حلحلة التعنت بين الطرفين. لكن ما أعلنه الحوثيون، والكلام لسميسم، عبر وسائل الإعلام عن رفضهم للشروط الستة، فُهم منه رفضهم للوساطة وعجل بفشل الوساطة الصدرية وانسحابهم منها.

وأكد سميسم خلال حديثه لإيلاف على أن ما دعا السيد مقتدى الصدر إليه بهدف طلب التوسط في اليمن هو واجبه الشرعي إسلاميًا والعربي، فالدماء التي تسيل اليوم هي دماء أشقاء ومسلمين. وإن كانت الوساطة قد جاءت بتنسيق مع إيران،فلقد نفى الشيخ سميسم أي علاقة لإيران بالوساطة، مضيفًا أن السيد الصدر لا يتلقى أوامر من أحد. بل يتحرك وفق ما يمليه عليه واجبه الشرعي والأخلاقي.
كما نفى أن تكون الوساطة قد جاءت بتنسيق مع الحكومة العراقية أو البرلمان، بل هي شخصية من قبل السيد مقتدى الصدر ووفق أعلى المستويات، حسب تعبيره.

وقال سميسم إن الحكومة اليمينة قتلت رسميًا المبادرة القطرية. وساهمت بإفشال الوساطة الصدرية من خلال كشفها، وهي كانت سريّة، والتمسك بالنقاط الست والإصرار عليها. وعدم تسهيل وصولنا للحوثيين في صعدة. واتهم الحوثيين بإفشال الوساطة أيضًا من خلال رفضهم الشروط الحكومية. وأشار سميسم إلى أنه كان مقيمًا في اليمن حيث يحمل شهادة الدكتوراه. وله دراية في أهل اليمن ومن هنا جاء ترشيحه من قبل الصدر ليكون ممثله الخاص في الوساطة.

وختم الشيخ علي سميسم حديثه لإيلاف بأنه إتصل بالسفير المصري في دمشق بعد عودته من بيروت وحمل إليه رساله شفوية من السيد الصدر للامين العام للجامعة العربية عمرو موسى من اجل التحرك لحقن دماء اليمنيين، مضيفًا أنّ موسى بادر مشكورًا بالتحرك تجاه إيجاد حل للحرب اليمنية. وبين سميسم أن الوساطة الصدرية يمكن تفعيلها من جديد لو وافق الطرفان عليها.