المعارك بين الجيش اليمني والقوات الحوثية مستمرة للاسبوع الخامس

صنعاء: يواصل الجيش اليمني عملية quot;الأرض المحروقةquot; التي يشنها منذ 11 آب/اغسطس، وكانت قد أعلنت هدنة الجمعة للسماح بنقل مواد الإغاثة إلى المدنيين في مناطق القتال، لم تصمد سوى بضع ساعات. وفي التطورات الميدانية قال مصدر عسكري مسؤول إن وحدات من الجيش والأمن واصلت اليوم تصديها للعناصر الحوثية ونجحت في السيطرة على مناطق التبة السوداء والشقراء وعيان وتطهير تلك المناطق، وأضاف المصدر في تصريح لوكالة الانباء اليمنية (سبأ): quot;أن عددًا كبيرًا من عناصر التمرد والتخريب سقطت بين قتيل وجريح خلال الاشتباكات العنيفة التي تمت اليوم مع تلك العناصر في مناطق الشقراء والعيان والتبة السوداء والجهة الغربية من مثلث برط وحيث تمكن ابطال القوات المسلحة والامن من السيطرة على تلك المناطق والاستعداد للتقدم نحو الأمام باتجاه الخط الرئيس حرف سفيان صعدةquot;.

وأشار المصدر إلى أنّ وحدات من مدفعية الجيش استهدفت أيضًا مجاميع كبيرة للعناصر الحوثية والحقت خسائر كبيرة في صفوفها في عدد من المواقع على الطريق الرئيسي الذي يربط حرف سفيان وصعدة والذي تركز قواتنا المسلحة والأمن حاليًا كل جهودها من أجل تطهيره من الحوثيّين ومن الألغام والمتفجرات التي قامت تلك العناصر بزراعتها على جانبي الطريق وفتحه أمام وصول المواد الغذائية للمواطنين والمساعدات للنازحين.

وذكر المصدر أنّ وحدات الجيش والأمن نجحت أيضًا في توجيه ضربات عنيفة على تجمعات الحوثيين في مفرق ذويب المشابيح وظهر الحمار وجبل قمامة وسر الموز كما تم القاء القبض أربعة من العناصر وهم (قاسم حسن هادي وعلي عبدالله صمان مرغم وعبدالله صالح أبوعافيه وحسن ضيف الله)، إضافة إلى التدمير والاستيلاء على بعض الأسلحة والسيارات.

مشيرًا إلى ان العناصر الحوثية تعيش حالة من الرعب والانهيار في ظل الضربات القاسية التي وجهتها قواتنا المسلحة والامن والمواطنين لها اليوم في أكثر من مكان وأصبحت تعيش حالة من اليأس بعد تزايد أعداد القتلى والجرحى في صفوفهم وعدم تمكنهم من دفن قتلاهم او سحب جثثهم المتناثرة في أكثر من موقع شهد وقوع مواجهات فيه معهم.

دبابة للجيش اليمني خلال اشتباكات مع المتمردين في صعدة يوم الاثنين

من جهة ثانية أكد مصدر محلي ان مجموعات من المواطنين بقيادة الشيخ عبده حبيش قامت بخوض مواجهات عنيفة في محور حرف سفيان وتمكنوا من طرد تلك العناصر من مزارع المواطنين في منطقة القحوم كما ان أهالي منطقة علبين في مديرية باقم تصدوا اليوم للحوثيّين الذين حاولوا اقتحام منطقتهم.

وأوضح المصدر ان المواطنين اشتبكوا مع عناصر الحوثي المهاجمة وكبدوها خسائر فادحة وأجبرتهم على الاندحار ومغادرة المنطقة... مؤكدًا ان quot;(محمد عبدالمجيد الهادي) لقي مصرعه خلال المواجهات، إضافة إلى إصابة اثنين من مواطني علبينquot;.

مواجهات عنيفة

الى ذلك، شن الجيش اليمني هجومًا شاملاً في جبهة حرف سفيان الجبلية تشارك فيه خمسة الوية فيما قام الطيران الحربي اليمني بقصف عدة مواقع للحوثيين في صعدة. وقد أعلنت الحكومة اليمنية أن الجيش شنّ فجر الخميس هجومًا كبيرًا على المتمردين الشيعة في شمال اليمن حيث قتل 17 متمردًا، وفي المقابل ذكرت مصادر يمنية ان هؤلاء القتلى سقطوا جراء هجوم فاشل نفذه الحوثيون على موقع عسكري في جبل الصمع بصعدة.

وذكرت وكالة الانباء الرسمية quot;سبأquot; ان اربعة متمردين آخرين معارضين لحكومة الرئيس علي عبد الله صالح اسروا عندما كانوا يحاولون الفرار الى محافظة صعدة المعقل الرئيس لحركة التمرد. ونقلت فرانس برس عن المسؤول المحلي قوله ان الهجوم يهدف الى quot;تطهير المعاقل الاخيرة للمتمردينquot; في حفر سفيان وquot;اعادة فتح الطريق الذي يربط المنطقة وصنعاءquot;.

وكانت وكالة quot;سبأquot; قد ذكرت ان quot;الجيش وقوات الامن كبدوا المخربين والمتمردين خسائر بشرية ومادية جسيمةquot;، موضحة ان طائرات حربية قصفت مواقع المتمردين، وتابع ان الجنود دمروا ايضًا عدة آليات كانت تنقل مواد غذائية وذخائر وأسلحة للمتمردين.

وفي المقابل، أعلن الحوثيون أنهم سيتبعون أساليب قتالية جديدة ستفاجئ الجيش اليمني في المواجهات القادمة واتهموا الجيش بحصار المدنيين في مدينة صعدة، وقال الحوثيون إنهم تمكّنوا من اختراق الإتصالات العسكرية ويصفون الشروط الستة التي حددتها لهم الحكومة بأنها quot;مجرّد وهمquot;.

وكان أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يوم الاربعاء أن المتمردين quot;الحوثيينquot; أتباع زعيمهم القبلي عبد الملك الحوثي يتلقون تمويلاً من جماعات في ايران وأيضًا من مقتدى الصدر رجل الدين الشيعي العراقي.

وتجدد القتال الشهر الماضي بين المتمردين الشيعة وهم من الطائفة الزيدية والقوات الحكومية في محافظة صعدة. وكان الصراع قد اندلع عام 2004 .

وتحذر المنظمات الإنسانية من تدهور الظروف المعيشية لعشرات الآلاف من النازحين الذين استقبلوا في مخيمات للاجئين.