عواصم، وكالات: إتخذت الحرب الدائرة في صعدة بين الجيش والمتمردين الحوثيين بعدًا جديدًا، بامتدادها إلى مدينة صعدة، مركز المحافظة، وتحديدًا المدينة القديمة، التي تشهد معارك هي أقرب إلى حرب الشوارع، منها إلى الحرب النظامية. أعلن الجيش اليمني أنه استعاد السيطرة على مواقع كانت بأيدي المتمردين في منطقة صعدة في شمال اليمن، وانه شن غارات جوية فيها والحق خسائر فادحة في صفوف المقاتلين الزيديين.

وقالت مصادر مسؤولة إن القوات اليمنية قتلت 17 من الحوثيين واعتقلت أربعة آخرين في معارك جرت في ساعة متأخرة من ليل الاربعاء في شمال البلاد. وذكرت المصادر أن قوات الامن نجحت في طرد المتمردين الحوثيين من عدد من المواقع الجديدة في محافظة صعدة الجبلية.

ونقلت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) عن مصادر عسكرية قولها إن القوات المسحلة انهت عملية quot;تطهير الجبل الاحمرquot; المنطقة الواقعة على بعد حوالى 15 كلم جنوب مدينة صعدة حيث خرب المتمردون ابراج الاتصال. وقال احد المصادر إن الطيران وجه ضربات موجعة إلى المتمردين وقتل عددًا منهم واتخذت القوات مواقع لها في المناطق التي تم تمشيطها. وفي منطقة جبل القيس افشل الطيران محاولة تسلل للمتمردين بحسب المصادر نفسها التي أكّدت انه تم تطهير منطقتين في حرف سفيان في محافظة عمران شمال صنعاء من المتمردين.

من جانبه، قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في مقابلة مع قناة الجزيرة ان حركة التمرد الشيعي في اليمن تتلقى دعمًا ماليًا من quot;جهات معينة في ايرانquot;، دون ان يتهم رسميًا السلطات الايرانية. وأكد صالح أن quot;أجهزة الأمن عثرت على خليتين يمنيتين تقول إنها استلمت اموالاً من جهات معينة في ايران تصل الى 100 الف دولارquot;.

واضاف ان افراد الخليتين quot;هم الآن امام المحاكمquot;، مكررًا انهم quot;يستلمون دعمًاquot; ايرانيًا. غير أن الرئيس اليمني أكد أنه quot;لا نستطيع ان نتهم الجانب الرسمي الايرانيquot;، مشيرًا مع ذلك إلى أن الحكومة الايرانية لديها اتصالات مع المتمردين والدليل على حد قوله عرضها التوسط في النزاع.

وعلى المستوى السياسي، أعلن وزير الاعلام اليمني حسن احمد اللوزي ان حوالى مئة متمرد أسروا ويخضعون حاليًا للاستجواب في حين دخلت المعارك اسبوعها الخامس. وأكد أن الشروط الستة التي وضعتها الحكومة لتسوية سياسية خصوصًا تسليم المتمردين الاسلحة العائدة للقوات المسلحة واعادة فتح الطرقات، غير قابلة للتفاوض. والجمعة أعلنت الحكومة تعليق هجومها رسميًا لتسهيل نقل المساعدات الانسانية، لكن المعارك استؤنفت بعد ساعات. واتهمت الحكومة المتمردين بخرق الهدنة، في حين قال المتمردون إن الجيش استفاد منها لإرسال تعزيزات.

إلى ذلك سالم صالح محمد مستشار رئيس اليمني أن رفع السلاح والتمرد العسكري من قبل بعضهم في وجه الدولة ومؤسساتها هو محاولة يائسة لخلق الفوضى. وأوضح في حوار خاص مع (26 سبتمبر/أيلول) ينشر الأسبوع المقبل أن المشهد السياسي القائم يعكس صورة الصراع بين اتجاهين، الأول الاتجاه الوطني الديمقراطي الذي يريد بناء الدولة ومؤسساتها وفقًا للنظام والدستور والقانون، والثاني الاتجاه الذي يعرقل هذا المسار ويعطل البناء المؤسسي للدولة الحديثة ويعيش ويفكر ويمارس النمط الرجعي العشائري والطائفي والمناطقي.

وفي القاهرة عرض أبو بكر القربي وزير الخارجية اليمني على اجتماع وزراء الخارجية العرب تطورات الأحداث في صعدة وملابسات التدخل الإقليمي في الموضوع، وقال مصدر دبلوماسي في الجامعة العربية إن اليمن حريص على عدم تعريب الأزمة أو أقلمتها حتى لو بحسن نية، خوفًا من خروجها عن السيطرة، ولأن هذا في حد ذاته تعبير عن ضعف الدولة.

وبينما أشارت تصريحات مسؤولين يمنيين أكثر من مرة إلى دعم من جهات إيرانية والتيار الصدري في العراق للتمرد، أكد التيار الصدري أمس أنه قام بوساطة مع الحكومة اليمنية لـ quot;حقن الدماءquot;. وفي صنعاء نفى وزير الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية، حسن أحمد اللوزي، أن تكون الحكومة قد تراجعت عن شروطها الستة التي وضعتها من أجل إيقاف الحرب مع الحوثيين. وكشف اللوزي أن هناك أكثر من مئة من عناصر التخريب والتمرد تم القبض عليهم وهم رهن التحقيق حاليًا.

إيران تجدد دعمها لوحدة اليمن وسيادته

من جانبها أعلنت إيران دعمها لوحدة اليمن وسيادته على أراضيه. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية quot;ارناquot; عن المتحدث باسم وزارة الخارجية حسن قشقاوي قوله ردًا على سؤال عن العلاقات بين طهران وصنعاء في ظل الحوادث الأخيرة في اليمن quot;ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية أعلنت دعمها للحكومة والشعب اليمني في العديد من الأوقاتquot;.

وأضاف ان تطوير وتعزيز العلاقات بين بلاده واليمن ودعم التعاون الثنائي quot;يصب في خدمة المصالح المشتركة وخدمة مصالح المنطقة والعالم الإسلاميquot;، مشددًا على ان طهران quot;تؤكد على تنمية العلاقات والتعاون في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية مع جمهوريةzwnj; اليمنquot;.

وقال قشقاوي quot;ان المحادثات والمشاورات بين کبار المسؤولين الإيرانيين واليمنيين تجري في إطار تعزيز التعاون بين البلدين ودعم الأمن في اليمنquot;. وأضاف ان طهران quot;أعلنت باستمرار دعمها لوحدة وسيادة اليمن على أراضيه وأبدت قلقها إزاء کل ما يؤثر على الاستقرار والهدوء في اليمنquot;. وقال قشقاوي ان إيران quot;أعلنت لأشقائها اليمنيين ان استمرار الاشتباكات ليس في مصلحة اليمن ودعت الى تسوية المشاكل بالطرق السلمية والسياسية وأعلنت استعدادها لتقديم أي مساعدة ممكنة بهذا الشأنquot;.