تشهد إيران معركة متواصلة للسيطرة على وسائل الإعلام، فرغم وصول روحاني إلى الحكم وإبدائه نهجًا إصلاحيًا، وتزايد عدد الصحون اللاقطة والفايسبوكيين، إلا أن تيارًا متزمتًا يحاول التشويش على الحريات بحجة أنها تقوّض الهوية الإسلامية للجمهورية.


quot;إن أردت السيطرة على أحدهم... أسكت صوتهquot;... هذه الاستراتيجية ليست بحديثة على الإطلاق، لكن أساليبها تطورت مع تطور التكنولوجيا، التي تتيح للفرد إيصال صوته والتعبير عن رأيه.

من المتفق عليه أن وسائل الإعلام الاجتماعية تحوّلت إلى منبر بارز وفعال للتعبير، والمحرك الأساسي الذي يجيّش الرأي العام مع قضية أو ضدها، كما إنه وسيلة قوية وخطيرة، ساهمت في إشعال الكثير من شرارات الربيع العربي.

وتدرك الجمهورية الإيرانية الإسلامية هذا بوضوح، وتعلم أن وسائل الإعلام يمكن أن تهدد وتقوّض سلطتها، إذا ما أتيحت لها الفرصة، ولذلك فإنها تسعى بجهد إلى تكميمها أو السيطرة عليها في أحسن الأحوال.

تكميم أفواه
في هذا السياق، نقلت صحيفة quot;صنداي زمانquot; تقريرًا يشير إلى أن المعركة المشتعلة منذ فترة طويلة لسيطرة الحكومة الإيرانية على وسائل الإعلام تستعر أكثر من أي وقت مضى، في حين أن القوى السياسية المعارضة تكافح لتخطي الحدود المفروضة على الوصول إلى المعلومات.

الرئيس الإيراني حسن روحاني وأنصاره يقولون إن القيود المفروضة على الصحافة ينبغي أن تخفض، وإنه ينبغي quot;الوثوقquot; بالجمهور، وإتاحة الفرصة له للوصول بشكل أكبر إلى شبكة الإنترنت والتلفزيون. لكن الكثير من المحافظين المتشددين يعتقدون أن هذه الحرية من شأنها أن تقوّض الحكم الإسلامي في البلاد.

تكثف النقاش حول هذه المسألة في الأسبوع الماضي عندما وصف وزيرالثقافة والإرشاد الإسلامي علي جنتي السياسات التي تبنتها إيران منذ الثورة عام 1979 للسيطرة على تدفق المعلومات، بما في ذلك التصفية على الإنترنت بأنها quot;ممارسات سخيفةquot;.

ذريعة القيم
أضاف في لقاء مع غرفة التجارة الإيرانية: quot;لا يمكننا تقييد التكنولوجيا تحت ذريعة حماية القيم الإسلاميةquot;. وزارة جنتي تشرف على الترخيص لما يقرب من جميع أشكال وسائل الإعلام في إيران، بما في ذلك الصحف والأفلام والكتب، وأيضًا ممارسة دور المراجعة والرقابة على المحتوى قبل إتاحته للجمهور.

يعتبر جنتي، الذي كان والده واحدًا من رجال الدين الأقوى والأكثر محافظة في إيران، رجلًا إصلاحيًا، ودليلًا على التزام روحاني بتعهداته لتلبية المطالب العامة لبيئة إعلامية أكثر تحررًا.

منذ وصول روحاني إلى سدة الرئاسة، شهدت إيران تحسنًا تدريجيًا في المشهد الإعلامي، لكن كانت هناك عواقب وانتكاسات أيضًا، فالمنافسون الأيديولوجيون لروحاني في إيران قد يكونوا من أكبر العوائق التي تقف أمام التغيير.

حرب ناعمة
يعارض هؤلاء المسؤولون الانفتاح النسبي، الذي تبناه روحاني، معتبرين أنه يفسد المجتمع الإيراني الإسلامي، ويفسد القيم والأفكار، كما إنهم ينظرون إلى الانفتاح الإعلامي باعتباره quot;حربًا ناعمةquot; يشنها الغرب ضد إيران.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة لمنع الثقافة الغربية من الوصول إلى الجمهورية الإسلامية، إلا أن الكثير من تجلياتها تغلغل في حياتهم اليومية، فملايين المنازل الإيرانية لديها صحون لاقطة غير قانونية تتيح لها الوصول إلى مجموعة من القنوات من أنحاء العالم كافة، كما إن هناك 4 ملايين مستخدم للفايسبوك في إيران وفقًا لتقدير الوزير جنتي.