في وقت لا يزال فيه العالم يستشيط غضبًا بسبب ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، ها هو فلاديمير بوتين يستعد لتوجيه ضربة أخرى إلى الغرب، خاصة أميركا، باعتزامه إنشاء قواعد عسكرية، وإبرام صفقات أسلحة كبرى في منطقة أميركا اللاتينية.


تم الإعلان عن ذلك التوجّه من جانب روسيا، بعدما أشارت إيران أخيرًا إلى أن سفنها الحربية ستقوم بدوريات في المياه الموجودة قبالة سواحل الولايات المتحدة الأميركية.

وسبق لروسيا وإيران أن أوضحتا أن تكثيف تواجدهما قرب أميركا يأتي كذلك في سياق ردهما على الانتشار العسكري، الذي تقوم به واشنطن، على مقربة منهما، بما في ذلك انتشار قوات حلف شمال الأطلسي باتجاه الشرق على مقربة من الحدود الروسية.

تقويض نفوذ

أكد تقرير نشرته في هذا الخصوص وكالة quot;وورلد نيت دايليquot; الأميركية أن إقامة قواعد روسية دائمة وفرض تواجد روسي كبير في النصف الغربي من الكرة الأرضية سيشكل تحديًا لسياسات الولايات المتحدة، وسيهدد بالحدّ من نفوذ واشنطن في المنطقة.

كما لفت التقرير إلى أن ذلك سيمنح موسكو في الوقت نفسه قاعدة لنشر أسلحة هجومية في النصف الغربي من الكرة الأرضية، وهو الأمر الذي من شأنه أن يضع تحديًا هائلًا آخر أمام الدفاعات الموجودة في أميركا من التهديدات الصاروخية المحتملة.

وسبق للوكالة أن تحدثت من قبل عن أن الولايات المتحدة تعاني نقصًا في الدفاعات الصاروخية المناسبة في خليج المكسيك، وهي الدفاعات، التي تعنى بتوفير الحماية لها من أي هجوم صاروخي يأتي من الجنوب. كما سبق للوكالة أن أشارت إلى أن روسيا بدأت في نشر غواصات نووية حاملة للصواريخ في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وهو التحرك الذي جاء ليزيد بشكل أكبر من حجم تلك التهديدات المحتملة.

توسع لاتيني

من جانبه، قال السفير هنري كوبر، المدير السابق للمبادرة الدفاعية الإستراتيجية، إن الولايات المتحدة بحاجة إلى نشر أنظمة الدفاع الصاروخي القائمة، التي تعرف باسم quot;إيجيسquot;، في الجزء الجنوبي من الولايات المتحدة، على خلفية تلك التهديدات المتوقعة.

وبينما سبق أن تحدثت تقارير عن أن بوتين يتطلع إلى إقامة قواعد عسكرية في كوبا، ونيكاراغوا وفنزويلا، الحليفة لموسكو، فقد علمت الوكالة من مصادر مطلعة أن الرئيس الروسي سيركّز على نيكاراغوا، المستقرة سياسيًا واقتصاديًا بصورة نسبية.