إيلاف من لندن: في مشهد يتجلى فيه التباين في الآراء بين الدين والعلم، رد الشيخ الأزهري أحمد ترك بانفعال شديد على تصريحات الدكتور زاهي حواس التي أدلى بها عن عدم وجود دليل على أن بني إسرائيل عاشوا في مصر، ما دفع بعض الأطراف إلى اعتبار تصريحاته تناقضاً مع ما جاء في القرآن الكريم.

الإيمان بالغيب
وأشار الشيخ الأزهري في معرض رده على حواس إلى نقاط محورية تتعلق بالإيمان، والعلم، والدين، والقرآن، مؤكداً أن الإيمان يقوم على الإيمان بالغيب، ومبيناً أنه ليس من الضروري على علماء الآثار أو التاريخ إقامة دليل على العقائد. أضاف ترك "ليس مطلوباً من علماء الآثار أو التاريخ أو أي علماء إقامة الدليل على العقائد لأن الله سبحانه وتعالى قال "الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" فهو قائم على الإيمان بالغيب والجنة والنار والبعث والحساب.

ترك: خصومة وهمية بين العلم والدين
واستنكر ترك محاولات إثارة الجدل بين الدين والعلم، وقال إن "هذه خصومة وهمية وغير صحيحة، كما يزعم البعض أن الصيام غير صحي ويضر بالناس، وهذا غير صحيح كون الصيام فرض منذ أكثر من 1400 عاما".
وشدد الشيخ الأزهري على أن الصدق للإسلام والقرآن لا يحتاج إلى دليل، رافضاً في الوقت ذاته ربط الآيات القرآنية بالنظريات فقط. ولفت إلى أن "الدكتور زغلول النجار- سامحه الله- عندما توسع في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، فتح الباب أمام إثارة الجدل وعمل مقارنات بين ما أورده القرآن والواقع"، مؤكدا أنه لا يجوز ربط الآيات القرآنية إلا بالحقائق العلمية وليس بالنظريات.

حواس: أنا مسلم وما يقال في الدين مجرد تكهنات
من ناحية أخرى، قدَّم زاهي حواس موقفًا مختلفًا، معربًا في مقابلة عبر فضائية "إم بي سي" مصر عن إيمانه بما ورد في الكتب السماوية حيث قال :"أنا مسلم مؤمن بالقرآن، ولكنني أكرر أنه من الناحية الأثرية، أي في علم الآثار والمصريات لا وجود لأنبياء الله"، مشيرًا إلى احتمال وجود أدلة جديدة تحت الأرض تثبت وجودهم، وذلك بالاستناد إلى أن 70% من آثار مصر لا تزال تحت الأرض.
وأشار حواس إلى عدم وجود دليل في الآثار يثبت وجود نبي الله إبراهيم، أو موسى على أرض مصر، موضحا أن تلك الأدلة يجب أن تكون مدعومة ببردية أو نقش يتحدث عن أحد أنبياء الله.
وأضاف: "كل ما يقال عن سيدنا موسى وفرعون موسى مجرد تكهنات على مستوى الآثار، حتى الكتب السماوية لم تحدد من هو فرعون موسى، أنا أتحدث عن الناحية الأثرية فقط".

تناقض مع ما جاء في القرآن
أثارت التصريحات جدلاً واسعًا، خصوصاً فيما يتعلق بوجود بني إسرائيل في مصر، ما دفع بعض الأطراف إلى اعتبار تصريحاته تناقضاً مع ما جاء في القرآن، في حين اعتبر آخرون أن عدم وجود دليل أثري لا ينفي وجودهم بشكل قاطع.
ويرى الشيخ ترك أن محاولات الربط بين الدين والعلم خاطئة، بينما يرى حواس أن الإيمان بالكتب السماوية يتوافق مع الاكتشافات الأثرية.

من الواضح أن الجدل حول وجود بني إسرائيل في مصر مازال مفتوحًا، وربما يظهر في المستقبل أدلة جديدة تلقي الضوء على هذا الجانب المثير للجدل.