في إطار وضع قواته المسلحة على مستوى عال من الجهوزية أمام تداعيات الأزمة السورية وخشية تسلل quot;جهاديينquot; إلى أراضي المملكة، نفذت وحدات من الجيش الأردني مناورة ليلية، مساء الإثنين.
نصر المجالي: تابع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة المناورة العسكرية التي نفذتها إحدى تشكيلات المنطقة العسكرية الشمالية في أحد ميادين التدريب المخصصة.
واستمع الملك عبدالله الثاني إلى إيجازين قدمهما قائد المنطقة العسكرية الشمالية وقائد التشكيل عن مراحل التمرين والإجراءات المتخذة لتنفيذه ومدى أهمية مثل هذه التمارين التي تساهم في تعزيز قدرة وكفاءة منتسبي القوات المسلحة ومهاراتهم في استخدام الأسلحة وتطبيق مهارات الميدان بكل كفاءة واحترافية، خصوصًا التمارين الليلية.
وشاهد الملك والحضور مجريات التمرين، الذي اشتمل على رمايات بالذخيرة الحية وتطبيقات ميدانية مختلفة، شملت أسلحة المشاة القياسية والأسلحة المساندة بمشاركة من مختلف الأجهزة الأمنية المعنية، إضافة إلى إجراء تمرين قتال في المناطق المبنية وكيفية الإجراءات المتخذة لإخلاء الجرحى والمصابين من المناطق المتضررة.
وأبدى المشاركون أثناء تطبيقهم مراحل التمرين مهارة ودقة عالية في إصابة الأهداف والتنسيق بين مختلف صنوف الأسلحة المشاركة والتعامل مع الظروف المختلفة للتمرين.
وأعرب العاهل الأردني عن ارتياحه للمستوى المتميز الذي وصلت إليه وحدات القوات المسلحة، والمعنويات العالية التي يتمتع بها منتسبو التشكيل ومختلف أسلحة الإسناد المشاركة.
نشاط الجهاديين
يشار إلى أن أكثر ما يؤرق السلطات الأردنية، وخصوصًا في الفترة الاخيرة، هو التسلل المعاكس من سوريا إلى الأردن، الذي ينشط فيه السلفيون الجهاديون، من أردنيين ومن جنسيات أخرى، الذين يتوجهون للانضمام إلى quot;جبهة النصرةquot; الموالية لتنظيم quot;القاعدةquot; أو quot;الدولة الإسلامية في العراق والشامquot; (داعش).
كما يخشى الأردن من تصاعد لافت لعمليات التهريب والتسلل عبر الحدود، لم يكونا قائمين قبل الأزمة السورية. وما يخيف الأردن في هذا المجال هو تهريب السلاح إلى خلايا نائمة مرتبطة بالنظام السوري، خاصة إذا تفاقمت الأمور وساءت العلاقات بين البلدين.
وكشف الأردن في وقت سابق عن بعض من أنواع الأسلحة المهربة عام 2013، ومن بينها 724 قطعة سلاح من فئة بمب آكشن، و94 قطعة كلاشنيكوف، و33 قنبلة يدوية، و3 أجهزة تفجير من بعد، و45 جهاز اتصال لاسلكيًا، إلى 34 قطعة واقية للشظايا و3 رشاشاتquot;.
واستنادًا إلى تصريحات قائد حرس الحدود العميد حسين الزيود للتلفزيون الأردني الرسمي في وقت سابق فقد تضاعفت حالات التسلل عام 2013 بنسبة 250 في المئة عنها عام 2012.
وكان العميد الزيود صرح في مؤتمر صحافي عقده أخيرًا بأن قوات حرس الحدود quot;تمكنت من ضبط نحو 900 قطعة سلاح، غالبيتها آتية من سوريا إلى المملكة خلال العام الماضي، في مقابل ضبط ستة ملايين حبة مخدرة، إلى 24 سيارة من مختلف الأنواع، و90 ألف رأس من الأغنامquot;.
الأسد المتأهب
إلى ذلك، استقبل رئيس هيئة الاركان المشتركة الأردني الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن في مكتبه في القيادة العامة، الاثنين، مساعد وزير الدفاع الأميركي أندرو ويبر ومدير وكالة تخفيض التهديدات الدفاعية كينيث مايرز بحضور الأمير فيصل بن الحسين.
وبحث الفريق أول الركن الزبن مع ويبر أوجه التعاون والتنسيق بين القوات المسلحة والجيش الأميركي وآليات تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين.
كما تم بحث الإجراءات والاستعدادات الجارية لتنفيذ تمرين الأسد المتأهب للعام الرابع على التوالي في الأردن، والذي يشهد هذا العام مشاركة واسعة من عدد من الدول الشقيقة والصديقة، تجاوز عددها حتى الآن 24 دولة.
وحضر الاجتماع السفير الأميركي والملحق العسكري الأميركي في عمّان ورئيس هيئة التخطيط الاستراتيجي في القيادة العامة.
التعليقات