تستمر المداهمات الأمنية في العاصمة اللبنانية بيروت لملاحقة عدد كبير من الانتحاريين، خططوا لعملية كبيرة في منطقة الأونيسكو، بعدما دهمت قوة أمنية صباح اليوم فندق نابوليون في الحمرا، وأوقفت 17 مطلوبًا بتهم إرهابية، وجميعهم من غير اللبنانيين.


قالت التقارير إن المجموعة كانت تخطط لعملية أمنية كبيرة، وشرعت في خطوات التنفيذ على أساس أن يكون موعد العملية اليوم الجمعة. لكن القوة الأمنية التي كانت تضعها تحت المراقبة دهمتها في الوقت المناسب، وأفشلت المخطط.

تأجيل مؤتمر أمل
أما لماذا الأونيسكو، فالسبب هو مؤتمر كانت حركة أمل ستقيمه في العاشرة من صباح اليوم الجمعة في هذه المنطقة. فقد كتبت صحيفة النهار اللبنانية أنه عند السادسة والنصف من صباح الجمعة، جرت اتصالات سريعة بين وزارة الداخلية اللبنانية وقيادة حركة أمل، أدت إلى تأجيل المؤتمر العام الوطني الاختياري الأول، الذي كان سيقام برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وجرى التدقيق في أسماء الذين ينزلون في الفنادق المحيطة بقصر الأونيسكو، وفي فندق في الحمرا، فشكت القوى الأمنية في أسماء أربعة شبان جرى توقيفهم، والتحقيقات مستمرة معهم.

وكان من المقرر أن يشارك في هذا المؤتمر، الذي حضّر له مكتب الشؤون البلدية والاختيارية المركزي في أمل، مخاتير لبنان. وصدر بيان من المكتب الإعلامي المركزي في أمل، جاء فيه: "بناء على معلومات أمنية رسمية، وبعد اتصالات مع وزير الداخلية والبلديات والقوى الأمنية، قررت حركة أمل تأجيل المؤتمر الوطني الاختياري الأول، الذي كان مقررًا انعقاده صباح اليوم في قصر الأونيسكو".

في سياق متصل، طلبت السفارة الفرنسية من الرعايا الفرنسيين اقتصار تحركاتهم في لبنان على التنقلات الضرورية.

بيان الحريري
إلى ذلك، دعا رئيس الحكومة السابق سعد الحريري اللبنانيين من كل الطوائف والمشارب السياسية إلى أعلى درجات التنبه والحذر، وإلى التزام حدود الوعي والتضامن الوطني في وجه ما يحاك للبنان والمنطقة من مخططات خبيثة، لا وظيفة لها سوى إشعال الفتنة بين أبناء الدين الواحد والبلد الواحد.

وشجب الحريري تفجير ضهر البيدر، ورأى فيه حلقة في سلسلة تعمل على شد الخناق على استقرار اللبنانيين وسلامتهم، وجر البلاد إلى المسار التخريبي، الذي يسود في غير دولة ومكان من العالم العربي.

وقال في بيان له: "هذا الزمن يجب أن يكون زمن الوعي والاحتكام إلى قيم الوحدة والتعاون ونبذ الفتن، وليس لزمن التحريض والاستنفار المذهبي وحقن النفوس وحشد الشباب إلى معارك داخلية أو خارجية، لن ينتج منها إلا المزيد من الانقسام واستدعاء ردود الفعل الطائفية من هنا ومن هناك".

وتوجه الحريري بالتحية إلى قيادة قوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات وكل القوى الأمنية والعسكرية التي تضطلع بمسؤوليات جسيمة في هذه المرحلة، مؤكدًا وجوب التضامن حولها ومساعدتها بكل الإمكانات المتاحة لتقوم بدورها في حماية لبنان وتوفير مقومات الأمان والاستقرار لجميع اللبنانيين.

استنكار الأمانة العامة
واستنكرت الأمانة العامة لقوى 14 آذار في بيان لها التفجير الإرهابي الذي استهدف نقطة أمنية في ضهر البيدر، بعد فترة هدوء نعم بها لبنان منذ ولادة حكومة المصلحة الوطنية.

وأضافت: "وإذ تشد على أيدي ضباط وعناصر القوى الأمنية اللبنانية كافة، تضامنًا معها، مهنئة إياها بعملها لحماية أمن البلاد والمواطن، تتقدم منها بالتعازي لشهيدها، المؤهل أول محمود جمال الدين، الذي سقط اليوم، ومتمنية الشفاء لجميع الجرحى".

وأعلنت الأمانة العامة تضامنها مع وزارات الداخلية والدفاع والعدل وحكومة الرئيس تمام سلام مجتمعة، في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها لبنان".

وذكرت الأمانة العامة أنها حذرت مرارًا وتكرارًا من أن نتيجة تدخل حزب الله في الأتون السوري سيكون استجلاب الإرهاب إلى الداخل اللبناني، مكررة مطالبتها الحزب اليوم "بالإنسحاب الفوري من المعارك الدائرة في سوريا تجنبًا لأحداث دامية كتلك وحماية لأرواح اللبنانيين كافة، عسكريين ومدنيين، وحماية لأرزاقهم".


&