استُهدف المدير العام للامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم بتفجير انتحاري الجمعة، وقالت الشرطة اللبنانية إن مهاجما انتحاريا قتل شخصا واصاب 20 على الأقل عندما فجر نفسه عند نقطة تفتيش أمني في سهل البقاع الشرقي، قبل وقت قصير من عبور موكب إبراهيم.


إيلاف من بيروت: اعلن المدير العام للامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم ان التفجير الانتحاري الذي وقع اليوم الجمعة عند حاجز امني على الطريق الدولية بين بيروت ودمشق في شرق البلاد، حصل قبل وقت قصير من عبور موكبه على الحاجز المذكور، مشيرا الى وجود رابط بين التفجير والتطورات في العراق.

الإرهاب يستهدف عباس ابراهيم

وتسبب التفجير الذي وقع في ضهر البيدر في منطقة البقاع وهو الاول في لبنان منذ آذار/مارس، بمقتل شخصين احدهما الانتحاري، واصابة 32 آخرين بجروح، بحسب وزارة الصحة.

وقال ابراهيم في اتصال مع قناة "المؤسسة اللبنانية للارسال" التلفزيونية، "كنت ذاهبا في اتجاه البقاع (المحافظة اللبنانية الحدودية مع سوريا)، وحصل التفجير امامي على مسافة مئتي متر"، مؤكدا ان موكبه عاد ادراجه ولم يصب احد منه باذى.

ورفض ان يجزم ما اذا كان التفجير يستهدفه مباشرة، مشيرا الى انه يتلقى تهديدات "بشكل دائم" وان بعضها كان "مقلقا" خلال الفترة الاخيرة. واضاف "لبنان كله مستهدف، لا انا مستهدف ولا غيري مستهدف".

وتابع "هذه حرب بيننا وبين الارهاب لم تتوقف، وكلنا معرضون. لن نسمح لهم (الارهابيون) بان ينتصروا".

لبنان مجددا

وكانت صحيفة "النهار" اللبنانية نشرت اليوم خبرا منقولا عن وسائل اعلام اسرائيلية يفيد بحسب وثيقة مسربة لجهاز "الموساد"، ان "جماعات مسلحة تأتمر بكتائب عبد الله عزام (المرتبطة بتنظيم القاعدة) تخطط لعمل إرهابي كبير في لبنان يستهدف شخصية أمنية رفيعة، يرجح أن تكون المدير العام للأمن العام".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول امني تاكيده ورود مثل هذه المعلومات الى الاجهزة الامنية اللبنانية، مشيرا الى اتخاذ تدابير لمواجهتها.

مخطط عين الحلوة

من جانب آخر، كشفت جولي أبو عراج، الاعلامية الاسرائيلية اللبنانية الأصل، واللاجئة في إسرائيل منذ العام 2000 والمحررة في أخبار التلفزيون الاسرائيلي، كشفت وثيقة زعمت أنها حصلت عليها من الموساد، تفيد بأن جماعات مسلحة تابعة لكتائب عبدالله عزام تخطط لعمل إرهابي كبير في لبنان يستهدف شخصية أمنية رفيعة، يرجح أن تكون اللواء عباس ابرهيم، ما يردّ إلى الأنباء عن استهداف موكب ابراهيم صباح اليوم على طريق بيروت دمشق.

وقالت إن عملاء الموساد في مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان رصدوا اتصالات تتناول مخططًا لاغتيال ابراهيم بسيارة مفخخة على أيدي ارهابيين محترفين من الخبراء الشيشانيين، وضعت بتصرف وفد فلسطيني اعتاد لقاء ابرهيم من دون علم أعضاء الوفد، لتفجيرها أثناء انعقاد اللقاء القادم.

مداهمات

وتزامن تفجير ضهر البيدر مع تنفيذ قوى الامن الداخلي والامن العام عمليات مداهمة في فندقين في منطقة الحمرا في غرب بيروت، تم خلالها اعتقال 15 شخصا على الاقل، بحسب مصور في وكالة فرانس برس.

واكد ابراهيم وجود "ترابط" بين العملين، رافضا تحديد طبيعته.

ظلال أزمة العراق

كما ربط بين التطورات العراقية التي سيطر خلالها تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" على مناطق واسعة في شمال العراق، وتجدد التفجيرات في لبنان.

وقال للقناة التلفزيونية "ما يحصل في العراق تأثيره كارثي على لبنان (...). نحن نحضر انفسنا لهذه المرحلة"، مضيفا "نحن لا نعيش في جزيرة معزولة، ما يجري في اي بلد في المنطقة ينعكس على كل المنطقة".

لكنه اكد ان لبنان "على جهوزية تامة" لمواجهة اي تداعيات، مضيفا "لن نكون عراقا آخر".

وابراهيم من ابرز قادة الاجهزة الامنية وهو مقرب من حزب الله اللبناني. وادى في الاشهر الماضية ادوارا عدة لا سيما في عمليات تبادل معتقلين بين النظام السوري ومقاتلي المعارضة.

وشهد لبنان سلسلة تفجيرات منذ اندلاع النزاع في سوريا المجاورة قبل ثلاثة اعوام، استهدفت معظمها مناطق نفوذ لحزب الله. وتبنت غالبية الهجمات مجموعات متطرفة، قائلة انها رد على مشاركة الحزب في المعارك داخل سوريا الى جانب قوات النظام.